Pages

Nombre total de pages vues

samedi 25 juillet 2015

حول المصادقة على القانون الأساسي المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال

.  
حول المصادقة على القانون الأساسي المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال
    
تمت المصادقة على مشروع القانون الأساسي عدد 22/2015 المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال فجر هذا اليوم (25/07/2015 ذكرى عيد الجمهورية) في آخر الجلسة العامة وذلك
 بموافقة 174 نائبا واحتفاظ 10 نواب ودون اعتراض من أيّ نائب.

أسماء النواب الذين احتفظوا بأصواتهم:

- رضا الدلاعي
- سالم الابيض
- سامية عبو
- غازي الشواشي
- نعمان العش
- عماد الدايمي
- مبروك الحريزي
- ابراهيم بن سعيد
- صبري الدخيل
- فيصل التبيني


قائمة النواب الذين غابوا عن جلسة المصادقة:

أحمد السعيدي
سامي الفطناسي
زهير المغزاوي
الجيلاني الهمامي
لخضر بالهوشات
سليم بسباس
عدنان حاجي
محمد كمال حمزاوي
كمال ذوادي
محمد سيدهم
رضا شرف الدين
عبد الرزاق شريط
عمار عمروسيه
حياة عمري
مباركة عوائنية
شاكر عيادي

غياب مبرر
حسن العمري
عبادة الكافي
بشرى بلحاج حميدة
النذير بن عمو

مع تحيات خواطر وآراء
25-07-2015 ذكرى عيد الجمهورية التونسية
وكلّ ثورة واحنا دايما فرحانين

.  

mercredi 15 juillet 2015

في تأمين الإمام والمأموم في الصلاة الجماعية

.
في تأمين الإمام والمأموم في الصلاة الجماعية
ملخّص المداخلة في حلقة جامع الغفران -اليوم- ببعض التصرّف

لقد قمتُ الآن بتلاوة الفاتحة. وعندما وصلتُ ولا الضّالين، صمتُّ وقلتم أنتم –أو بعضكم- آمين. أنا كذلك أمّنت معكم، ولكن سرّا. لماذا؟ حتّى لا يتوهّم السامع أنّ لفظ [آمين] من القرآن الكريم في سورة الفاتحة. بل إنّ مِن القرّاء مَنْ كره ترتيل اللفظ، أي عدم استعمال أحكام التجويد كمدّ البدل في الهمزة والمدّ الزائد للوقف. مع العلم، أنّ لفظ آمين هو دعاء، بمعنى اللهمّ استجبْ. والمستحبّ في الدعاء أن يكون سرّا. 

إذا كان هذا بعض ما تمّ ضبطه في لفظ [آمين] في قراءة تعبّدية خارج الصلاة. فكيف إذا أصبحت قراءة الفاتحة في الصلاة، بل وعلى لسان إمام للمُصلّين؟

أخرج البخاري عن أبي هريرة أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: [إذا قال الإمام ولا الضّالين، فقولوا: آمين. فإنّه مَن وافق تأمينُه تأمين الملائكة، غُفر له ما تقدّم مِن ذنبه.] أي لم يقل إذا أمّن الإمام، فأمّنوا وراءه. فالإمام لا يُؤمّن في الصلاة الجهرية. هذا على الأقل في مذهبنا، مذهب مالك إمام دار الهجرة. علما أنّ الإمام جُعل ليُؤتمّ به، كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر. ولكن ماذا يحصل عندنا، هذه الأيام؟

عاد إلينا أحد الأئمة الثلاثة –الذين قاطعوا التراويح منذ أسبوع-. جاءنا هذه المرّة ومعه الجديد. ألا وهو تأمين الإمام –جهرا- في الصلاة الجهرية. وطيلة الأيام الثلاثة الأخيرة، تتمّ العملية كالتالي: يقول الإمام الشاب المُعوّض في صلاة التراويح مُرتّلا: ( غير المغضوب عليهم ولا الضّالين ). ثمّ يسكتُ لالتقاط أنفاسه. في تلك اللحظة، تنطلق آمين من المُصلّين. وبعدها بثوان يلتحق بنا الإمام مُرتّلا: آمين. فهل يصحّ أن يسبق المأموم إمامه مُتعمّدا في قول من الأقوال، كالتكبير أو التسليم أو التشهّد ...؟

يقول قائل: مسألة تأمين الإمام اجتهادية، ويُمكن تدارك هذا الإرباك بدعوة المُصلّين لانتظار الإمام حتى يلتقط أنفاسه، ثمّ يُؤمّن فيُؤمّنون؟
أقول: أولا، النتيجة غير مضمونة. ثانيا، مالك هو الإمام الثاني زمنيّا، حيث لم يسبقه إلاّ أبو حنيفة. وهو الإمام المدنيّ الوحيد وُلد في القرن الأول للهجرة وعاش قرابة القرن وتوفي بالمدينة المنوّرة. فلماذا نترك ما أقرّه إمام دار الهجرة، ونتّبع أشرطة بعض الشيوخ مثل: هذه صلاة النبي (ص) وكأنّك تراه، أو شاهد الصلاة الصحيحة لنبيّك صلّى الله عليه وسلّم؟

ويقول آخر: لماذا لا تُفاتح الإمام الشاب في المسألة، وتنتهي القضية؟
أقول: هذا ما كنتُ أفعله منذ سنوات. أمّا الآن وبعد 14 جانفي 2011، فقد انقلبت المفاهيم. ولي من التجارب ما لا تسعها هذه المساحة. مع العلم أنّ هذا الشاب وصديقيْه لا يزالون يُكنّون لي كلّ الاحترام، إلى حدّ الآن.
لذلك اخترت هذه المرّة تحميل إمام الجمعة –الموجود بيننا- مسؤولياته، ويقوم بنفسه بمعالجة الحالة.

والسلام، عثمان الدرويش
26 / 07 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

.                       

lundi 13 juillet 2015

من حقوق المُصلّي في الصلاة الجامعة


من حقوق المُصلّي في الصلاة الجامعة 
  قبل البداية:  

1-   جاء في سنّته الشريفة أنّه عليه الصلاة والسلام كان إذا قام للصلاة جافى بين ركبتيْه وإذا سجد فرّج بين يديْه حتى يظهر بياض إبطيْه.
2-   وثبت في الأثر أنّ تسوية الصفوف من تمام الصلاة، وعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه أوصى بالمحاذاة أي المُلاصقة بين المُصلّين والمُحاذاة تكون بالمناكب والأعقاب وقيل بالأكعب أو الأقدام أو الركب. ولكن لم ترد أبدا المحاذاة بالأصابع لا في سنّته الشريفة ولا في أفعال أو أقوال سلفه الصالح.
3-   فالمُصلّي مطالب باتّباع هديه صلّى الله عليه وسلّم، ومن ترك سنّة قادرا عليها هو محروم من ثوابها، وهذا الحرمان هو في حدّ ذاته عقاب.
4-   ولكنّ الالتزام بسنّة مع إلحاق الضرر بالنفس أو الغير هو فعل خاطىء، على المُصلّي تجنّبه. ويرى عديد الفقهاء أنّ ذلك المُتخلّي عن السنّة تفاديا لإحداث الضرر بنفسه أو بغيره هو مثاب بحول الله لمجرّد النيّة.
5-   استعمال عبارة " فعل خاطىء " جاء في معناه اللغوي أي ضدّ الصواب تجنّبا لمصطلحات فقهية لذوي الاختصاص مثل نهي التحريم أو التنزيه أو الكراهة أو الإرشاد.

  أمثلة قياسية:  
تصرّفات خاطئة أوصى الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم أمّته بتجنّبها

·        فأكل الثوم أو البصل يوجب على المُصلّي عدم الاقتراب من المسجد حتى لا يُؤذي بني آدم والملائكة. وهذا إيذاء حسيّ، فما بالك بمن يُفرّج بين رجليْه حتى يدوس بقدمه أصابع مُجاوره في الصلاة الجامعة؟
·        ووقوف المسلم أربعين خير له من المرور أمام مُصلّ. وهذا تعدّ معنويّ، فما بالك بمن يجلس للتشهّد مُتورّكا حتى يُسقط جسمه على مُجاوره في الصلاة الجامعة؟
·        رغم ثبوت شرعية الصلاة في النعال، فعلى المُصلّي عدم وضع الحذاء عن يمينه أو شماله حتّى لا يُلحق الضرر بغيره. وهذا ضرر أدبيّ، فما بالك بمن يُجافي بين ذراعيْه حتى يصل بمِرفقه وجه مُجاوره في الصلاة الجامعة؟

والله أعلم، عثمان الدرويش
21 / 11 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

vendredi 10 juillet 2015

عودة لموضوع: عندما تُنتهك حرمة المسجد


عودة لموضوع: عندما تُنتهك حرمة المسجد

 قال لي صديقي النهضوي: هل استمعت اليوم لخطبة الجمعة؟ طبعا هو يعرف أنّي أصلّي الجمعة، ولكنّه يقصد بسؤاله: هل استمعت لخطبة الإمام العائد من مدينة الضباب والمُتحدّث عنه في مقال البارحة؟ قلت لصديقي: وهل كنتُ مُخيّرا؟ لقد استمعتُ إليه مُجبرا. فقد كان صوته يأتيني من مكبّرات الصوت وأنا في المنزل على مسافة تفوق المائة متر. صحيح أنّي لم أتبيّن ولا جملة واحدة، ولكنّه كان مصدر إزعاج لي بعد رجوعي من جمعة مسجد الحيّ.

تدخّل صديق ثان مُعقّبا: لقد تبيّنتُ فحوى خطبته وهو كذا وكذا... فكيف تقول ذلك، ونحن الاثنين على نفس المسافة تقريبا من المسجد؟ قلتُ: وما الفائدة أصلا من بثّ خطبته على الأحياء المُجاورة للمسجد؟ هل يُمكن لي مثلا، البقاء في المنزل أتابع خطبته عبر مكبّرات الصوت، حتى إذا ما وقف إمام الجمعة للصلاة وقفتُ أنا للصلاة في منزلي مستقبلا القبلة بنيّة الاقتداء بالإمام؟ ثمّ لماذا حدث هذا فقط هذه الجمعة، ولماذا لم يقع بثّ خطب إمام نفس الجامع الأسبوع الفارط والذي قبله، والذي قبله...
قاطعني صديق نهضويّ ثالث: العمليّة عفوية، قام بها عامل بسيط بالجامع خطأ. أجبته: نفس هذه العملية وقعت في مثل هذا الوقت من السنة الفارطة. فما لهذا العامل لا يُخطئ إلاّ وهذا الإمام بالذات على المنبر؟

عاد صديقي الأول للكلام قائلا: إنّي مُستغرب من تعليقك. كنتُ أظنّك ستقول، كان لهذه الخطبة أن تُنقل حيّة على التلفزة. أجبته: أنا لم أعترض عن المضمون، وقد قلتُ لك إنّي لم أتبيّن جملة واحدة. فاعتراضي هو بسبب الإزعاج، فهذا تعدٍّ على حريّتي.
عندها التفت إليّ "مُستنهض جديد" وكان يجلس إلى الجوار وقال لي: كيف تقول هذا؟ أتجعل سماعك لخطبة الجمعة مثل أغنية حبوبة؟ أجبته: بهذه الطريقة الأمران سيّان عندي. قال "المستنهض الجديد": أزال الله الغشاوة عن سمعك. رددتُ عليه: أجمعين، وعليك أيضا. فعاد "المستنهض الجديد" لجماعته يُحادثها. وانقطع الحديث مع أصدقائي لفترة، ثمّ عدنا بعدها للتطرّق لمواضيع أخرى.

الأحداث والتي يعلم أدقّ تفاصيلها واحد من أصدقائي الحاضرين على الأقلّ، وتجاهلها البقيّة بمن فيهم "المستنهض الجديد" هي:
·        الإمام الزائر هو صديق قديم لي، ومنذ عقود. وقد استقبلته السنة الفارطة (2011) مُرحّبا بعودته إلى أرض الوطن، بعد عقديْن أو أكثر قضّاها في المنفى. جلستُ أمامه وأمام إخوانه أكثر من مرّة أنصتُ لدروسهم وقصصهم.
·        الإمام الزائر هذا، صلّيتُ وراءه مأموما، واستمعتُ لخطبه قبل هجرته، وأذكر على الأقلّ  خطبة صلاة عيد واحد، وكانت في الخلاء خارج العمران.
·        الإمام الزائر كنتُ ألقاه وجمع من الشباب -لفترة لم تكن بالقصيرة- بعد صلاة العصر من كلّ يوم جمعة في بيت النساء بالمسجد العتيق. حيث كنّا –نحن الحاضرين- نتناوب على تقديم دروس. كان ذلك قبل بناء الجامع الجديد الذي تحدّثنا عنه أعلاه. أي كان ذلك قبل سنة 1978. [ وبالمناسبة، فأنا أذكر جيّدا يوم الشروع في حفر أسس ذلك الجامع. كان ذلك يوم 26 جانفي 1978 بالضبط. وهو تاريخ أذكره جيّدا لأنّي لم أحضر فعاليات انطلاق الأشغال يومها. فقد كنتُ أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس الأسود 26 جانفي بالعاصمة أتابع من بطحاء محمد علي والشوارع المُجاورة لها انتفاضة الاتّحاد العام التونسي للشغل ومن ورائه شرائح مختلفة من الشعب.]
·        الإمام الزائر استقبلني في بيته وأكرم ضيافتي بداية التسعينيات من القرن الماضي عندما كنت في زيارة للمدينة المُنوّرة بالبقاع المُقدّسة. وأذكر مشاهدتي يومها لشريط فيديو حول جهاد المسلمين في البوسنة والهرسك ضدّ المعتدين الصرب.
·        الإمام الزائر كان مُتخفّيا في تلك الفترة هناك. ولم يكن خوفا على نفسي، وإنّما خشية أن تصل إليه يد نظام ابن علي أخفيتُ تلك الزيارة عن الجميع ولسنوات طويلة.

·        الإمام الزائر التقيتُ به السنة الفارطة مرّات –ثُنائيا وجماعيّا- كما سبق أن ذكرت. حاولتُ تذكيره ببعض ما سبق. ولكنّني وجدته قد نسيَ تلك الأحداث جُملة وتفصيلا. رغم أنّه لا يزال يذكر جزئيات أحداث أخرى أبعد زمانا ومكانا. اعتقدتُ وقتها لسذاجتي أنّ صديقي الإمام الزائر ربما كان يخشى أن أطلب منه صكّ نضال. [ففي فترة الستينيات، وبعد استقلال تونس عن فرنسا، كان يُمكن للمُناضل الذي يفتقر إلى إثباتات أن يصطحب شاهديْن حتّى يتمّ إدراجه ضمن قائمة المُناضلين.] غير أنّي اليوم أكثر تحسّرا، لأنّ شهادة صديقي الإمام الزائر قد حرمتني من مبلغ مادّي لا بأس به، كنتُ سأظفر به ضمن مشروع الحكومة في تعويض "المُناضلين" زمن ابن علي.

تحياتي، عثمان الدرويش
04 / 08 / 2012 
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

jeudi 9 juillet 2015

محمد راتب النابلسي في العالية/ عبرة لأئمّتنا المغرورين

.
محمد راتب النابلسي في العالية
عبرة لأئمّتنا المغرورين

في إطار زيارته لتونس هذه الأيام، وضمن محاضراته والتي تُعدّ على الأصابع، خصّ الشيخ الجليل والأستاذ الفقيه محمد راتب النابلسي مدينة العالية -الإثنين 29/09/2014- بمسامرة تحت عنوان: مقوّمات التكليف.
مقوّمات التكليف مجموع خطب ودروس منزّلة في شكل كتاب (سنة2005) بموقع النابلسي للعلوم الإسلامية.
كنت أتمنّى الجلوس بين يدي الشيخ الجليل وأرى إن كانت مقوّمات التكليف الواردة في كتابه من الثوابت، أم هي متغيّرة حسب الظروف [مكانيا: من سورية الشرق إلى تونس الغرب/ وزمانيا: بين سنة 2005 وسنة 2014]، ولكن لالتزام دوريّ –يوميا- لم أتمكّن من الحضور.

صليت العشاء يومها في المسجد الذي اعتدت ارتياده وخرجت مهرولا مع صديق نحو الجامع الذي حضن الدكتور. وما إن سرت خطوات حتى بلغ إلى مسمعي صوت صلاة العشاء ينبعث من صومعة الجامع المذكور، إنّه صوت الإمام الراتب. فالشيخ راتب النابلسي لم يستول على المحراب لإمامة المصلّين كما يفعل بعض المحاضرين المُرائين، ولم تتجاوز مداخلته المساحة الزمنية المحدّدة له كما يحلو للعديد من أئمّتنا المغرورين.
فيا ليتهم يقتدون بالشيخ الجليل محمد راتب النابلسي. خصوصا وأنّ أكثرهم قد شهد هذا المجلس، كما يظهر في فيديو محاضرة: مقوّمات التكليف بتاريخ 29/09/2014 بجامع الرحمة بالعالية،

والسلام، عثمان الدرويش
01 / 10 / 2014

.          

mercredi 8 juillet 2015

عندما يُربك الإمام مأموميه في الصلاة الجامعة



عندما يُربك الإمام مأموميه في الصلاة الجامعة

                                    وقفنا لصلاة ظهر هذا اليوم وإذا بي أكتشف أنّ مَن يِؤمّنا ليس بالإمام الراتب. فقد تبدّلت نبرات الصوت وتغيّرت سرعة توالي الحركات. وعندما رفعنا من الركوع بعد قول الإمام [سمع الله لمن حمده] إذْ بالإمام المُعوّض يُردّد بصوت مسموع عبر مُكبّرات الصوت مع المأمومين [ربّنا ولك الحمد] ولا يكتفي بذلك بل يغمغم بدعاء طويل، لم أتبيّن مفرداته. وتواصل ذلك الفعل كامل الصلاة، ممّا أفقدني الخشوع ودفعني للبحث عن أدلّة مشروعيّته.

                                     فقد ثبت عن النبيء صلّى الله عليه قوله في مُتابعة الإمام: [... وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ  ...].
كما جاء في الأثر أنّ العبارة الوحيدة المرافقة لجميع حركات المُصلّي، كانت في عهد النبوءة هي: [الله أكبر]. حتّى كان يوما وصل فيه أبو بكر رضي الله عنه للصلاة مُتأخّرا. فلمّا دخل المسجد وعرف أنّ الصلاة لم تفته، حمد الله. وكان النبيء صلّى الله عليه وسلّم –وهو في حالة ركوع- قد سمع قول أبي بكر، فلمّا رفع عليه السلام عوّض التكبيرة بقوله، وهو الإمام: [سمع الله لمن حمده] وإذا بأبي بكر –وهو المأموم- يردّ على إمامه: [ربّنا ولك الحمد]. ومن وقتها صار القول عند الرفع من الركوع فقط بعبارتيْن: *الإمام [سمع الله لمن حمده] / *المأموم [ربّنا ولك الحمد].  وعليه اعتمد فقهاؤنا بأنّ من أدرك الإمام وهو لا يزال راكعا، فقد انعقدت ركعته تلك. 

                                      فما المقصود إذن بزيادة الإمام المُعوّض قوله مع المأمومين [ربّنا ولك الحمد] خصوصا وأنّه ليس بالإمام الراتب؟  وقد كان لزاما عليه التقيّد بالطريقة المُعتادة في الصلاة بالنّاس، مالم يكن بها ما يُخلّ بشروط صحّتها. 

والله أعلم، عثمان الدرويش
25 / 11 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.      

mardi 7 juillet 2015

تقنية الاتّصالات: تكنولوجية ضرورية أم للضرورة؟


تقنية الاتّصالات: تكنولوجية ضرورية أم للضرورة؟
مُكبِّر الصوت في الصلاة الجامعة نموذجا

أُسس قاعدة الانطلاق:
1-   قال شيخ الإسلام ابن تيمية: {التبليغ خلف الإمام لغير حاجة هو بدعة غير مُستحبّة باتفاق الأئمة، وإنّما يجهر بالتكبير الإمام كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه يفعلون، ولم يكن أحد يبلغ خلف النبي صلى الله عليه وسلم لكن لمّا مرض النبي صلى الله عليه وسلم وضعف صوته، كان أبو بكر – رضي الله عنه – يسمّع بالتكبير.} أ.هـ [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 23/403]
2-    ذكر علماء المالكية أنّ وجوه الاقتداء أربعة: رؤية أفعال الإمام، فإن تعذرت فسماع أقواله، فإن تعذرت فرؤية أفعال المأمومين فإن تعذرت فسماع أقوالهم / وهذا الرابع هو التبليغ وهو آخر وجوه الاقتداء.
3-   إنّ الوظيفة الأساسية للتكنولوجيا هي إسعاد البشر، وذلك بمساعدة الإنسان على القيام بالمجهود الأدنى. وأمثلة ذلك: الكمّاشة/الجرّارة/ أجهزة التحكم عن بعد في الآلات العصرية...الخ الخ.

واقع أغلب مساجدنا اليوم:
  • إلغاء دور المُسمِّع بالكامل اقتداء بسنّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم والسلف الصالح من بعده.
  • اعتماد كلّيّ على وسائل الاتّصال الحديثة "المذياع الداخلي".
  • حصول أعطال فنيّة تُربك المُصلِّي –إماما ومأموما- وتُفقده الخشوع.

تحليل الوضعية:
  • التبليغ لضرورة وراء الإمام، بسبب عدم وصول صوته للمصلّين لضعف أو مرض أو غيرهما لم يقع إنكاره من طرف علماء الأمّة. بل هو سنّة وردت في الأحاديث النبويّة الشريفة.
  • عند حصول ضرورة للتسميع وراء الإمام، لم يقع التوسّل في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم والسلف الصالح من بعده بعامل خارجيّ عن إطار الصلاة. فلم يكن هناك مثلا، استنجاد بإشارة ضوئية أو سمعية أجنبيّة. ولتوضيح المسألة وفي باب الصلاة بالذات هذا مثال محسوس: فللتغلّب على شدّة الحرّ مثلا، لم يكن الرسول صلّى الله عليه وسلّم يستعين بِمُعدّات اصطناعيّة خارجيّة لتبريد المُصلّين أو المسجد، بل كان يقول: أرحنا بها يا بلال. وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام عن أبي هريرة: [إذا اشتدّ الحرّ فأبردوا بالصلاة] وفي رواية عن البخاري [عن الصلاة]. وكذلك الأمر في الجمع والقصر عند شدّة البرودة والمطر.

الاستنتاج:
التبليغ لحاجة جائز، بل هو مطلوب. ولكن دون إدخال عوامل أجنبيّة عن الصلاة. وقد رأينا اليوم –وليست هذه المرّة الأولى- عدم صحّة مقولة: [أنّ التكنولوجيا (في المُطلق) هي أمينة، شديدة الوفاء لسيّدها.] وحجّتنا ما وقع فيه المصلّون من إرباك وفقدان خشوع. وقد عرضنا منذ حين أن رابع وجوه الاقتداء وآخرها هو التبليغ. والمُسمِّع الحاضر الحيّ أفضل من المُضخّم الأجنبيّ الاصناعيّ. شأنه في ذلك شأن الأذان الحيّ المباشر والأذان التقنيّ المُسجّل.

فيجب أن نجعل استعمال التقنيات الصوتية ضرورة، أي بدلا وليست أصلا. ولا يُنتقل إلى البدل إلاّ عند تعذّر الأصل. حذار، فقد نصل يوما يطلب فيه مُصلّ الترفيع (على رأي الخزوري صاحب التلوّث الصوتي) في درجة الديسيبال للمذياع الداخلي بالمسجد حتّى يتمكّن الفرد من الصلاة جماعة وهو في مصنعه أو منزله دون الحاجة للتحوّل إلى الجامع.

والله أعلم، عثمان الدرويش
30 / 08 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.
*ملاحظة 1 و 2 : من مصدر  مجلة البحوث الإسلامية -العدد30 وهذا رابطه: http://www.google.tn/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=2&cad=rja&ved=0CCoQFjAB&url=http%3A%2F%2Fwww.saaid.net%2Fbook%2F9%2F2354.doc&ei=3WE_UIHCH4nVsga1toBQ&usg=AFQjCNEARIhpKpfYq0m0lg5sIo3Zy26svg&sig2=TPnRQ112-3Z48ECwqOLCOw 
      

mercredi 1 juillet 2015

سُنيّة جلسة الاستراحة في الصلاة الجامعة


سُنيّة جلسة الاستراحة في الصلاة الجامعة

جلسة الاستراحة هي جلسة خفيفة تكون بعد السجدة الثانية وقبل القيام للركعتيْن الثانية والرابعة.

أقرّ أغلب الفقهاء والمُحدّثين أنّ جلسة الاستراحة كانت من فِعْله صلّى الله عليه وسلّم في آخر عمره عند كبره وضعفه واستدلّوا بحديث: [ لا تبادروني بالقيام والقعود فإني قد بدنت ] غير أنّهم انقسموا إلى فريقيْن: فريق رأى استحباب جلسة الاستراحة، وفريق حصر شرعيتها في مَن احتاج إليها لمرض أو كبر.

هذا بخصوص تعريف جلسة الاستراحة وحكمها. أمّا بخصوص الصلاة الجامعة، فعن أبي هريرة أنّ النبيء صلّى الله عليه وسلّم قال: [ إنّما جُعِل الإمام لِيُؤتمّ به فلا تختلفوا عليه ]. ثمّ إنّ الإمام يتحمّل عن المأموم السنن والمستحبّات القولية، كالتسبيح. ولكنّ الفعليّة منها لا يتحمّلها عنه. بل ذهب عديد الفقهاء إلى بطلان صلاة المأموم إن ترك فِعلا من أفعال الصلاة حتى طال الوقت ولم يتداركه. هذا في حالة النقصان، فما بالك بأن يزيد المأموم عن إمامه فِعلا، كأن يقوم الإمام من السجدة الثانية مباشرة إلى الركعة الثالثة أو الرابعة، في حين يذهب المأموم لجلسة الاستراحة، وبعدها ينتصب قائما ليلتحق بالإمام.
بل أكثر من ذلك، فلو ترك الإمام مثلا التشهد الأول سهوا وقام للركعة الثالثة، لا يصحّ للمأموم أن يُخالف إمامه فيأتي بالتشهد الذي تركه الإمام –سهوا- ثمّ يلتحق به قائما. بل على المأموم متابعة إمامه الساهي، ثم يسجد وراءه للسهو.

وزيادة لمخالفة المأموم لإمامه بجلسة الاستراحة في قضية الحال، فإنّه يُحدث بفعلته تلك إرباكا ملحوظا لمن جاوره من المصلّين. وهذا الفعل منهيّ عنه للإمام نهيا شديدا، فكيف للمأموم؟ ومثال ذلك، أنّ الإمام مدعوّ لتجنّب القراءة في المكتوبة بآيات تتطلّب سجودا للتلاوة، حتى لا يُربك المأمومين وراءه.

لطيــفة: ذكر بعض أهل الاختصاص أنّ إمام جامع الزيتونة في أواسط القرن الماضي كان مواضبا على القراءة في الركعة الثانية من صلاة صبح كلّ جمعة بآيات تتطلّب سجودا للتلاوة. فهذا الإمام على عكس الأول، لو ترك مرّة القراءة في الركعة الثانية من صلاة صبح جمعة واحدة بآيات تتطلّب سجودا للتلاوة، لأحدث بين المصلّين إرباكا منهيّا عنه.

والله أعلم، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
23 / 11 / 2012