Pages

Nombre total de pages vues

jeudi 9 mars 2017

الأبعاد الثلاثة في انتفاضة الشعوب



.
الأبعاد الثلاثة في انتفاضة الشعوب/ المفكّر الإسلامي طارق رمضان

صحيح أنّنا إذا حلّلنا الواقع، فالأمر مُقلق وما أقترحه عليكم هو البدء بمقدّمة عن المُصطلحات المُستخدمة.
هل الأمر يتعلّق بربيع عربي، ثورات عربية؟ البعض يستخدم مصطلح الثورة. البعض الآخر يستخدم مصطلح الربيع العربي. وفي ما يخصّني، لا أستعمل إلاّ كلمة انتفاضة، لا ثورة ولا ربيع. لأسباب متعدّدة، ستكتشفونها من خلال حديثي.

أولا، لأنّي لا أعتقد أنّنا نعيش ثورات مُنتهية. يُمكنني حتى أن ألمس في بعض الوقائع أنّ الأمر يتعلّق بثورات مسروقة. أي أنّه لم تعد الثورة موجودة، بمعنى أنّ هناك انتفاضات سُرقت.
ثمّ إنّني ما زلت أضع علامة استفهام أمام مصطلح الربيع العربي هذا. وما أُكرّره دائما خلال تحليلاتي، هو أنّني متفائل بحذر. أقصد أنّ هناك عددا من المسائل التي يجب التوقّف عندها.

تتذكّرون أنّه في سنة 2003، حين بدأت الحرب على العراق، أعلن الرئيس جورج بوش وشرح وبرّر أنّ ما كان يحدث في العراق، هو مقدّمة كحركة واسعة لدمقرطة البلدان العربية في الشرق الأوسط. وبما أنّ مستقبل هذه البلدان هي الديمقراطية، يجب أن ننتبه في كلّ تحليلاتنا إلى شيء مهمّ، وأجد أنّنا في هذه النقطة نكون سذّجا في بعض الأحيان: هو أنّ كلّ هذه المواقف السياسية لا تعني شيئا، إذا لم نقرأ بالتوازي معها: المصالح الاقتصادية والجيو ستراتيجية الإقليمية. أي أنّه لا يجب أبدا التوقّف عند القراءة السياسية فقط. فالقراءة السياسية التي تُحدّثك عن الديمقراطية –بعد أن ساندت الديكتاتورية 30 سنة- فهذا يعني أنّها تُخفي عنك شيئا ما على المستوى الاقتصادي. أو أنّها لا تقول كلّ شيء.

إذن يجب أن تكون لدينا نظرة عامة للقيام بقراءة ثلاثية الأبعاد: سياسية واقتصادية وجيوستراتيجية. لأنّ كلّ شيء مرتبط من هذه الزاوية من وجهة نظر التحليل الذي سنقوم به.
ولاحظتم في العديد من التغطيات الإعلامية وحتى في التصريحات السياسية، يبدو وكأنّ البعد الاقتصادي أصبح فجأة بُعدا ثانويا. مع أنّ البعد الاقتصادي اليوم –في نظري- هو الشيء الوحيد الذي سيجعلنا نفهم ما يحدث. هذا ليس جديدا، ولكن المهمّ التذكير به.
الشعوب التي تنزل الشارع من أجل الحرية، يجب أيضا أن تطرح السؤال: مَن يتحكّم بدواليب البورصة؟ لأنّ ديمقراطيات سياسية –دون استقلال اقتصادي- يُمكنها أن تكون من وجهة نظر جيوسترتيجية بنفس خطورة الديكتاتوريات التي نُمسكها من القمّة.
يجب الانتباه أنّ الأمر خطير جدا. لأنّه خلف الواجهة الديمقراطية، ستكون هناك سيطرة اقتصادية تامّة وجيوستراتيجية محدّدة جدا على المستوى الإقليمي.
وهنا نكون سذّجا لأنّنا أخذنا بهذا الشعور الديمقراطي وخضعنا للامبريالية الاقتصادية. إذن علينا أن ننظر إلى الأمور نظرة شاملة، مقاربة شاملة. وهذا ما سأحاول فعله.

وهذا رابط محاضرة طارق رمضان بتونس كاملة:   http://penseesopinions.blogspot.com/2012/03/26-2012.html

مع تحيات خواطر وآراء
18-02-2012
.

dimanche 5 mars 2017

نحن كلّما فقدنا شيئا صنعنا له عيدا/ 1 مارس يوم اللغة العربية

.
نحن كلّما فقدنا شيئا صنعنا له عيدا/ 1 مارس يوم اللغة العربية

فحسب منشور عدد 15-01-2013 حول الاحتفال بيوم اللغة العربية 
http://www.viescolaire.education.gov.tn/2013-02-28/15012013.pdf 
قرّرت وزارة التربية أن يكون يوم 1 مارس يوم اللغة العربية /الصورة المصاحبة
ولمقارنة هذا القرار بقرار سابق لوزارة التربية حول تدريس اللغة التركية في المعاهد الثانوية التونسية، رأينا الاكتفاء بإعادة تنزيل مقال23 جوان 2012 بعنوان: حول إدراج اللغة التركية بالمنظومة التربوية
...................................
المرجع: تصريح وزير التربية لوكالة تونس إفريقيا للأنباء
                لقد كانت اللغة العربية –إلى وقت قريب- هي اللغة الرسمية للدولة العثمانية. حتّى جاء آتاتورك (أي "أبو الأتراك" كما يُدعى زورا وبهتانا مثلما كان "المجاهد الأكبر" في تونس أبعد ما يكون عن الجهاد، و"حامي الحمى والدين" أشدّ عداوة لهما من اليهود والنصارى). بدأ مصطفى كمال مشروعه الحداثي باستبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية لكتابة اللغة التركية سنة1928، ثمّ تغيير العطلة من الجمعة إلى الأحد ثمّ، ثمّ...
فإذا كانت هذه هي الحالة، فإنّ المنطق يستوجب الآن أن تعود تركيا إلى حضن العربية، لا أن تتحوّل تونس إلى إيالة تركية تُدرّس بها لغة الأتراك.

أمّا التناسب الطردي بين الانفتاح على العالم وعدد اللغات بالمعاهد -حسب نظرية الوزير في الوثيقة المرجع-، فنراه مجانبا للصواب، بدليل ما حقّقه سابقا الطالب التونسي من نجاح في ألمانيا أو الاتحاد السوفياتي أو الصين في دراسته بلغة البلد المُضيِّف والّتي لم يكن يعرف عنها شيئا قبل رحلته. وفي المقابل، نلحظ اليوم إخفاق العديد من الطلبة في الحصول على تراخيص للدراسة في بلدان يُفترض أنّهم تمكّنوا من لغتها مثل فرنسا.

فاللغة الأمّ هي الوعاء الرمزي والوطن الروحي للفرد والمجتمع. وعلى رأي عالم في التربية: [الّذي يحذق لغته يملك أكثر ممّا يعتقد أنّه يملكه]. وعليه، فإنّ التوجّه الوزاري الذي نحن بصدده يزيد في تعميق أزمة الأمّة. وبالعودة للنموذج الأتاتوركي العَلماني سابق الذكر نقول: إنّ الانسلاخ عن الهوية لا يكون إلاّ مُجزَّّأً وعلى مراحل،كسلخ الشاة.[وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ] الأعراف- 175. فـــحذار

والسلام، عثمان الدرويش
28 / 02 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.