Pages

Nombre total de pages vues

dimanche 20 mars 2016

رأي في الجهاد -4/4 المسؤولية الفردية


رأي في الجهاد -4/4
المسؤولية الفردية

كان موقفنا –ولا يزال- أنّ الحرب كالطاعون، قياسا على حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم:
   إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا "

قال صديقي الرجل العاديّ جدا:

اليوم دخل علينا ابني ونحن في حوار عائليّ حول قضية الجهاد في سوريا. وقف بيننا وقال: وأنا كذلك سأخرج إلى سوريا. أنا لم أنبس ببنت شفة، أمّا أمّه فقد انتصبت واقفة في وجهه غاضبة صائحة: لن أغفر لك هذا ما حييت. حليبي الذي أرضعتك إياك حرام فيك. أليست الجنة تحت أقدام الأمهات؟ لن تدخلها وأنا غاضبة منك... الخ الخ. ثمّ أجهشت بالبكاء، وكادت تسقط مغشيّا عليها./. أرأيتَ كم كانت قاسية مع ابنها، على غير عادتها؟ ألا ترى معي أنّ ردّة فعلها كانت شديدة مقارنة بجملة واحدة من ابنها؟ وربما قالها مازحا.

قلتُ:
هذه ردّة فعل طبيعيّة جدّا من أمّ عادية جدّا. وبقطع النظر عن نيّة ابنها من تلك القولة، فقد أحسنت صنعا.

·        فإن كان مازحا، فها هو يُعاين بكلّ جوارحه ما تُحسّ به كلّ أمّ غادر ابنها في "جهاد طلب" وليس جهاد دفع (يُرجى العودة إلى المقال الأول من المجموعة). ثمّ "جهاد الطلب" هذا لم تتوفّر فيه أبسط مقوّماته. وبهذه المعاينة علّه يتمكّن من إقناع غيره من الشباب بالعدول عن السفر.

·        وإن كان جاسّا لنبض العائلة ليُحدّد بوصلة رحلته، فما سمعه منها كافٍ لاقتلاع فكرة المغادرة من أساسها.


·        وإن كان جادّا في كلامه، فهي فرصة ثمينة جدّا، فرصة جعلته يفتح الموضوع فيسمع حديثا مُغايرا تماما لما كان يسمعه من أصحابه صباحا مساء، فرصة جعلته يفقد توازنه بالكامل. ولاستعادة توازنه في وقت لاحق، سيضطرّ لبناء معادلته الجديدة إدخال عوامل أخرى. هذه العوامل ستكون مستوحاة من حيث يدري أو لا يدري من المشهد الذي عاشه مع أمّه، اليوم.
وبالتالي وفي كلّ الحالات، ستكون معادلته الجديدة أشدّ صلابة وأكثر تماسكا، بقطع النظر عن الموقف الذي سيتبنّاه.

يتبع بإذن الله، ولن أتوقّف حتى تعود الأمور إلى نصابها
والسلام، عثمان الدرويش
29 / 12 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire