الإبداع كما يُقدّمه برونوفسكي هو عملية إنتاج صياغة جديدة
من عناصر موجودة، فقد قفزت بنا الذاكرة إلى مقال قديم للدكتور عبد الوهاب المسيري.
المقال يتحدّث عن "الإبداع بالدّلاع"، لكن مع الفارق النوعيّ بين
الإبداعيْن.
وهذا مقتطف حرفيّ من
مقال المسيري –رحمه الله- عن " إسلام أون لاين " وتحت عنوان البنت ترتدي
بلو جينز:
... فمن المعروف
أنّه كان من المحظور على الفلسطينيين رفع العلم الفلسطيني، وكانت القوات الإسرائيلية
تقبض على أيّ فلسطيني يفعل ذلك. فكان الفلسطينيون في غزة، حينما تمرّ عليهم
قافلة عسكرية إسرائيلية، يأتون ببطيخة ويقطعونها ويرفعون نصفها. وألوان البطيخة
هي ذاتها ألوان العلم الفلسطيني (أخضر وأحمر وأسود). ولم يكن بمقدور القوات الإسرائيلية
أن تقبض على الفلسطيني بتهمة قطع البطيخ وإلا أصبحت أضحوكة العالم، رغم أن
عملية قطع البطيخ أكثر عمقًا في رمزيتها النضالية من مجرد رفع العلم (فالسكين الذي
يقطع يذكر الجندي الإسرائيلي بما لا يحب).
ومن خلال صورة (أو نموذج) البطيخة هذه وطريقة استخدامها بدأت أُوَلّد مفردات النموذج المعرفي الذي تتحرك في إطاره الانتفاضة. فبدأت أرى أن المقاومة تستند إلى المخزون الحضاري في لاوعي الإنسان العربي (رجم إبليس – طير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل – كجلمود صخر حطّه السيل من عل "امرؤ القيس")، وأنّ إبداع الانتفاضة يكمن في أنّها تعود إلى التراث (حكمة الأجداد) لتنطلق منه. كما أنّني لاحظت أن البطيخة المقطوعة هي أول سلاح في التاريخ يقاوم به الإنسان ثم يأكله بعد ذلك فهو سلاح يمكن تدويره Recyclable. تمامًا مثل الحجر، فالمنتفض يرمي العدو به ثم يلتقطه ليرميه مرة أخرى على العدو. والبطيخة مثل الحجر لا تستورد من الخارج، ولا يحتاج النضال بها إلى دورات تدريبية وتوعية ثورية./...
انتهى كلام المسيري
وهذا مثال
حديث–يوم 02-06-2013- من الصراع المتواصل حول العلم بين الفلسطيني والمحتلّ ، على
هذا الرابط: http://www.facebook.com/video/video.php?v=369410069825417
وهذا مثال مصوّر حديثا من مدينة البيرة اليوم 18-05-2021
ونختم بعبارة للمرحوم:
والله أعلم، عثمان الدرويش
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire