الثامن من ديسمبر ذكرى
وعبرة
اليوم هو الثامن من ديسمبر جعله ابن علي يوما للسطو على أموال الشعب، يوما للابتزاز العاطفي مستعملا في ذلك سياسة الترغيب والترهيب: فالمانح يُعفى من دفع جزء من ضرائبه للدولة، والمانع يُحرم من امتيازات "سيادته". وتحت عنوان النهوض بمناطق الظلّ المحرومة، انطلت الحيلة على السواد الأعظم من الشعب بعدما روّجت بطانته أنّ المبادرة ترتكز على خطّة محاربة الفقر والتهميش بشفافية ووضوح.
اليوم هو الثامن من ديسمبر جعله ابن علي يوما للسطو على أموال الشعب، يوما للابتزاز العاطفي مستعملا في ذلك سياسة الترغيب والترهيب: فالمانح يُعفى من دفع جزء من ضرائبه للدولة، والمانع يُحرم من امتيازات "سيادته". وتحت عنوان النهوض بمناطق الظلّ المحرومة، انطلت الحيلة على السواد الأعظم من الشعب بعدما روّجت بطانته أنّ المبادرة ترتكز على خطّة محاربة الفقر والتهميش بشفافية ووضوح.
وحتى تنطلي علينا خدعة "دولة القانون
والمؤسسات" فقد كان من الطبيعي إحداث صندوق26/26 مُؤمَّن لدى لجنة نظيفة
مستقلّة، يستطيع المواطن العادي الاطّلاع على كلّ عملياتها بمجرد مكالمة هاتفية عن
طريق هاتف أخضر تمّ تسخيره للغرض. ولم يكتفِ ابن علي بـ"المصداقية" التي
حَظيَ بها صندوقه في تونس فوسّع مبادرته لتتحوّل إلى مبادرة إنسانية عالمية
باركتها الأمم المتّحدة، وصار الحاكم النوفمبري يقتطع نصيبا من واردات هذا الصندوق
مساهمة منه في اليوم العالمي للتضامن.
والجريمة في كلّ ما سبق تعود (في هذه الحالة وما شابهها) إلى مُنظرِّي الحاكم (أيّ حاكم) فهم يُدركون جيّدا أنّ الطريق إلى جيب التونسيّ يمرّ عبر قلبه.
مسألة التضامن في الدول الأخرى –غير الإسلامية- فهي ترتكز على قاعدة ماديّة، عقلانية، حسابية. فالمُساهم الغربيّ ينخرط في الفعل التضامني من معادلة الربح والخسارة كأن يُشارك بالأسهم والرقاع لبعث مشروع تنمويّ، أو من باب الحيطة الاجتماعية كأن يمُدّ يد المساعدة لجمعية خيرية أو مؤسسة اجتماعية. وبذلك هو في الحقيقة، يضمن لنفسه لا لغيره التأمين على بطالته هو أو ضمان بقية حياة له في معزل اجتماعي (دور المُسنّين)، وغيرها من المشاريع الاجتماعية عندما يُصبِح بحاجة لتلك الخدمة.
أمّا التضامن الإسلامي فهو ليس فِعلا مُناسبتيّا، يُستحدث بأمر جمهوريّ أو ملكيّ ولا حسب كرّاس شروط شركة أو بنك. ودافعُ التضامن في الإسلام ليس استثمارا عقلانيّا-حسابيّا قصير المدى في بنك للتضامن، أو حركة عاطفية-انفعالية لِتَرْضِيَةِ حاكم أو اتّقاء شرّه.
التضامن في الإسلام هو عقيدة اعتنقها المسلم فوقرت في قلبه وأدركها بعقله وعملت بها جوارحه. فعندما يُخرج المُسلم زكاة ماله فإنّما يُنفّذ من تلقاء نفسه بندا قطعه على نفسه يوم شهد ألاّ إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله، فهو قد أدرك يوم ارتضى الإسلام دينا، أنّ المال الذي بين يديْه هو مال الله، وأنّ سبحانه وتعالى قد جعل في ذلك المال حقّا للسائل والمحروم.
وأردنا من كلّ أوردناه أعلاه تحذير الحاكم –أيّ حاكم- من مغبّة التعامل مع المواطن مستقبلا بطريقة الابتزاز العاطفي أو الحساب الماديّ.
مع تحيات خواطر وآراء
والجريمة في كلّ ما سبق تعود (في هذه الحالة وما شابهها) إلى مُنظرِّي الحاكم (أيّ حاكم) فهم يُدركون جيّدا أنّ الطريق إلى جيب التونسيّ يمرّ عبر قلبه.
مسألة التضامن في الدول الأخرى –غير الإسلامية- فهي ترتكز على قاعدة ماديّة، عقلانية، حسابية. فالمُساهم الغربيّ ينخرط في الفعل التضامني من معادلة الربح والخسارة كأن يُشارك بالأسهم والرقاع لبعث مشروع تنمويّ، أو من باب الحيطة الاجتماعية كأن يمُدّ يد المساعدة لجمعية خيرية أو مؤسسة اجتماعية. وبذلك هو في الحقيقة، يضمن لنفسه لا لغيره التأمين على بطالته هو أو ضمان بقية حياة له في معزل اجتماعي (دور المُسنّين)، وغيرها من المشاريع الاجتماعية عندما يُصبِح بحاجة لتلك الخدمة.
أمّا التضامن الإسلامي فهو ليس فِعلا مُناسبتيّا، يُستحدث بأمر جمهوريّ أو ملكيّ ولا حسب كرّاس شروط شركة أو بنك. ودافعُ التضامن في الإسلام ليس استثمارا عقلانيّا-حسابيّا قصير المدى في بنك للتضامن، أو حركة عاطفية-انفعالية لِتَرْضِيَةِ حاكم أو اتّقاء شرّه.
التضامن في الإسلام هو عقيدة اعتنقها المسلم فوقرت في قلبه وأدركها بعقله وعملت بها جوارحه. فعندما يُخرج المُسلم زكاة ماله فإنّما يُنفّذ من تلقاء نفسه بندا قطعه على نفسه يوم شهد ألاّ إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله، فهو قد أدرك يوم ارتضى الإسلام دينا، أنّ المال الذي بين يديْه هو مال الله، وأنّ سبحانه وتعالى قد جعل في ذلك المال حقّا للسائل والمحروم.
وأردنا من كلّ أوردناه أعلاه تحذير الحاكم –أيّ حاكم- من مغبّة التعامل مع المواطن مستقبلا بطريقة الابتزاز العاطفي أو الحساب الماديّ.
مع تحيات خواطر وآراء
08-12-2011
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire