.
احذر الاقتراب من مداري الحارق
إشارات برقية
لتعلم أنّ خلال حياتي المهنية مع أنّني
معلم ترشيحيّ (مستوى بكالوريا، ومعتزّ بذلك)، أُتيحت لي فرص الارتقاء في السلم
الإداري والاجتماعي ورفضتها في مناسبات عديدة:
·
شاركتُ
في ثلاث مناظرات لانتداب متفقّدي التعليم الابتدائي سقطت في جميعها لأنّ خطابي كان
خلال الاختبارات الثلاثة خطابَ نفي قاطع وإثبات تأكيد ونفي بات، على نحو [يجب كذا/
وأنا أرفض هذا...] وهي عبارات محظورة حسب المقاييس السياسية للجنة الإصلاح. وقد
واصلت على هذا المنحى في مراسلاتي للسلط المعنية ومقالاتي الصحفيّة وتدخلاتي عبر
المنابر المُختلفة. وقد قمتُ سابقا بتنزيل عيّنات لكلّ منها عبر صفحاتي الشخصية
على الانترنيت.
·
الكلّ
يعلم أنّ تكليف معلّم بخطّة إدارة مدرسة ابتدائية طيلة حكميْ بورقيبة وابن علي يتمّ
عبر تدخّلات أطراف نافذة ويخضع بالأساس للمحسوبية. وأهل الذكر يعرفون حقّ المعرفة
صداقتي الحميميّة مع الدستوري ثمّ التجمّعي (خ... ط..../ شفاه الله)، الذي كان المتدخّل
الرئيس في تعيين 99% من مديري المدارس بالجهة، ولو كان هذا المنصب خيرا ما سبقونا
إليه. وقد كنتُ رفضتُ اقتراحه مرّات، لأنّني كنتُ أتوقّع التنازلات الضمنيّة التي
عليّ تقديمها. وقد كان صديقي غالبا ما يُطلعني على أدقّ جزئيات بعض التسميات،
والتي لا أزال أتكتم عليها إلى الآن.
·
منذ سنوات، قُدّم لي عرض الالتحاق بالجامعيين
والأكادميين ورفضته. إذ اعتبرتُ العرض يومها لا يتعدّى عملية الابتزاز. وقد
تحدّثتُ عن هذا العرض سابقا على صفحتي الشخصية تحت عنوان: الفولار الأحمر. وهذا رابطه: http://penseesopinions.blogspot.com/2012/07/blog-post_18.html
...
لتعلم أنّ منبر
الإمامة عُرض عليّ خلال حكم ابن علي مرات ومن عدّة أطراف، ورفضته. بل إنّني أشعر
بالخجل كلّما تذكّرت حواري مع أحد المسؤولين –في محطّة الحافلات، أواخر ديسمبر
2010، أي مع بداية الثورة- أخجل من نفسي لأنّ محاوري كان يُحاول إقناعي بقبول
الإمامة بالجامع الجديد، ولم يكن يعلم لحظتها أنّني بصدد التحوّل لمدينة بنزرت –مقرّ
اتّحاد الشغل- للاحتجاج على رئيسه في الحزب الحاكم. وكان رفضي للأسباب سابقة
الذكر.
ثمّ وعلى إثر سقوط
ابن علي، ومع انطلاق لعنة "ديقاج" أُعيد عليّ نفس العرض. وكان هذه
المرّة من الطرف المقابل المنتصر. ولِكُرهي الانتهازية، رفضتُ العرض من جديد
مُصرّحا بأنّ عملية الإستيلاء على المنابر ليست ذات أولوية، وعلى الأقل بالنسبة
لي.
...
لتعلم أنّ موالاتي
للاتّحاد العام التونسي للشغل لم تكن وليدة الثورة، بل لازمتني طيلة حياتي المهنية،
وقد عرضتُ لبعضها –كـ: الخميس الأسود 26 جانفي 1978- ضمن مقاربة ذاتية للمشهد
الثوري الحديث، قمتُ بتنزيلها على صفحتي الشخصية. غير أنّ طاعتي لتعليمات الاتحاد
لم تكن مطلقة، وقد ذكرت على سبيل المثال بمقال الأمس فقط، كيف كنتُ المُضرب الوحيد
عن العمل بالمدرسة سنة 1993، رافضا بذلك قرار إلغاء الإضراب خارج الآجال
القانونية، وتنديدا بالعدوان الأمريكي يومها على نزل الرشيد ببغداد.
...
لتعلم أخيرا أنّ
كلّ كتاباتي السابقة لم تكشف سوى النزر القليل من الحقيقة، ودون تحديد أسماء
بعينها. وستظلّ كذلك، ما لم أجد نفسي يوما مُضطرّا لاتّخاذ منهج مُغاير. فآحذر
الاقتراب من مداري الحارق.
والسلام، عثمان الدرويش
25 / 04 / 2013
مسؤولية
وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire