Pages

Nombre total de pages vues

vendredi 18 mars 2016

رأي في الجهاد -1/4 الجهاد فريضة أم وظيفة

.
رأي في الجهاد -1/4
الجهاد فريضة أم وظيفة 



كان موقفنا –ولا يزال- أنّ الحرب كالطاعون، قياسا على حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم:
   إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا "


كنّا استمعنا بعد 14 جانفي 2011 ولمدّة تجاوزت السنة، ولِمرّات عديدة خطباء وهم يحثّون المسلمين على الجهاد في سبيل الله من منبر المسجد العتيق، ومن منابر دعوية خارجيّة. كانت الدعوة مقبولة، بل استسغناها اعتمادا على أنّ الجهاد فريضة بصريح القرآن الكريم والسنّة الشريفة. وأطّرنا المسألة وقتها بين الآية 60 من الأنفال:  وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ، وبين حديث شريف هذه إحدى صيغه: مَن لم يُجاهد أو لم يُحدّث نفسه بالجهاد مات على شعبة من النّفاق. 

كنّا وقتها ثمنّا إيجابيّا الخطاب الجهاديّ بهدف إبقاء إرادة المقاومة حيّة في ضمير الأمّة. ولم نكن نتوقّع أن تتجاوز القضية هذا الحدّ، باعتبار أنّ الجهاد جهادان: جهاد طلب (تبليغ الدعوة للخارج) وجهاد دفع (دفع شرّ الأعداء الخارجيين). والمُقوّمات المُلزِمة للنوعيْن غير مُتوفّرة في الحالة الراهنة التي نعيشها. وذلك بناء على أنّ: 

• جهاد الطلب
 (تبليغ الدعوة للخارج) وهو فرض كفاية، من جهة: هو غير عمليّ في عصر ثورة الاتّصالات والقرية المعلوماتية، ومن جهة أخرى: لم يعد بإمكان أيّ فرعون مُعاصر أن يحجب عن رعيّته نور التوحيد، حتى تستنصرنا هذه الجهة أو تلك ويتحتّم علينا نصرتها.

• وجهاد الدّفع 
(دفع شرّ الأعداء الخارجيين) وهو فرض عين غير مطلوب حاليا، باعتبار أنّ بلادنا غير مُهدّدة في وقتنا الحاضر باعتداء خارجيّ. 

ولكن صعقنا هذا الأسبوع بسماع أنّ مجموعة فاق عددها من العالية فقط -البلدة الصغيرة- عشرة شبّان من خيرة شباب البلدة قد طارت إلى بلاد الشام للجهاد في سبيل الله. ثمّ يتأكّد اليوم خبر وفاة أحدهم.


والله أعلم

يتبع بمشيئة الله... والسلام، عثمان الدرويش
26 / 12 / 2012 
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire