الفاتح من جوان أو عودة لصناعة الأرباب
أطلقت فرنسا سراح الحبيب بورقيبة أول رئيس
للجمهورية التونسية والذي وصل ميناء حلق الوادي بضواحي العاصمة يوم 1 جوان 1955 ثم
أمضت فرنسا يوم 3 جوان 1955 وثيقة الاستقلال الداخلي مع سجينها السابق بعد يوميْن
اثنيْن من إطلاق سراحه. وقد عارض المرحوم صالح بن يوسف هذه المعاهدة واعتبرها
خيانة للثورة التونسية. وانقسم الشعب التونسي إلى قسمين بين مؤيّد ورافض، وانطلقت
حملات تخوين جماعة ابن يوسف ودعوات تكفير مجموعة بورقيبة.
صار 1 جوان بأمر من الرئيس بورقيبة عيدا
وطنيا رسميّا حافلا تحت اسم عيد النصر، وأُتبع بعيد للشباب في 2 جوان من كلّ سنة،
ثم اغتيل ابن يوسف. ولكنّ مشاعر الحقد والثأر ظلّت دفينة بين البورقيبيين
واليوسفيين لعقود طويلة، وربما إلى حدّ الساعة.
ويوم الغد 1 جوان 2013، دعت جهات عديدة إلى
تظاهرة مليونية بشارع بورقيبة، ليست لإحياء "1 جوان 1955، عيد نصر
بورقيبة" وإنّما ستكون هذه السنة تحت عنوان [مليونية إنقاذ الثورة] الصورة
المصاحبة، وهذا رابطها الأصلي: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=570843196289448&set=pb.186150634758708.-2207520000.1369957855.&type=3&src=http%3A%2F%2Fsphotos-h.ak.fbcdn.net%2Fhphotos-ak-ash3%2F945259_570843196289448_1156785588_n.jpg&size=480%2C320
والمتابع للأحداث يرى تشابها كبيرا بين
مهرجانيْ 1 جوان 1955 و1 جوان 2013: تقسيم مجتمع وتحويل وجهته، إسقاط أرباب وصناعة
أخرى، تستّر عن وثائق مصيرية وإخفاء خطط مستقبلية. وقد يتكرّر كذلك اغتيال ابن
يوسف وسنّ عيد جديد لنصر شخص ما أو
جهة بعينها.
نرجو من الله أن لا يُعيد التاريخ نفسه،
لأنّه لو حصل فلن يكون إلاّ في شكل مهزلة.
والسلام، عثمان الدرويش
31 / 05 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.