نهاية عام 2010 بين التنجيم والتوظيف
مثال للقياس
...
في تشابه مع ما يُتداول هذه الأيام حول
نهاية العالم اليوم 21 ديسمبر 2012، أذكر أنّ أحد أقربائي جاءني آخر ليلة من سنة
2010 والثورة مُشتعلة، وأعلمني أنّ منجّما –الشارني- وعلى إحدى
القنوات التلفزية التونسية قال إنّ تونس ستكتشف خلال سنة 2011 حقول نفط هامّة،
وستشهد طفرة كبيرة في إنتاج النفط. فاكتفيتُ بابتسامة صغيرة تعليقا على الخبر.
مرّت الأيام وتواصلت تنازلات ابن علي من
رفع الحجب عن المواقع الالكترونية وإعلان عن برامج تنموية بالجهات المحرومة وتوفير
300 ألف موطن شغل وتخفيض في أسعار الخبز والحليب الخ الخ... ثمّ كان يوم 14 جانفي
2011 وسقط ابن علي.
لحظتها أدركتُ أنّ تصريح المنجّم قبل أقلّ
من أسبوعين لم يكن تكهّنا بالغيب، وإنّما جاء توظيفا سياسيا لامتصاص غضب الشباب
العاطل المنتفض على الحاكم.
التقيتُ في نفس اللية (ليلة سقوط ابن علي) بقريبي وسألته: كيف
رأى الشارني باطن الأرض وما يحتويه من ثروة، ولم يتنبّأ بسقوط حكم ابن علي والثورة
مُشتعلة أمام عينيْه، خصوصا وأنّ المدّة الزمانية الفاصلة بين ساعتيْ (استطلاع الغيب)
وانهيار السلطة كانت 13 أو 14 يوما فقط.
والحقيقة –والله أعلم- أنّ الشارني لم ير
نفطا يصعد ولا حكما يسقط. وهذه مسألة قد نعود إليها عندما تصل قضية محاسبة الفساد إلى
قارئة الفنجان.
ومثال ذلك كذلك.
والسلام، عثمان الدرويش
21 / 12 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.