السبيل لعودة مدرسية آمنة ماديّا
دور السلط الثلاث [المعلّم والوليّ
والوزير]
لا يخفى على أحد الضيق الماديّ الذي يعيشه
المواطن كلّ سنة أثناء العودة المدرسيّة. إذ تفتح المدرسة أبوابها دائما بعد فصل
حافل بمواسم عديدة تستوجب إنفاقا ماديّا كبيرا كالاصطياف البحري والحفلات
المتنوّعة. ولكنّ الأزمة ازدادات تفاقما خلال السنوات الأخيرة لحلول العودة
المدرسية بعد عيديْن إسلامييْن الفطر والأضحى.
ومن خلال سرد لتجربتي الشخصيّة سيتبيّن
الدور السلبيّ في المسألة لكلّ من المعلّم والوليّ والوزير. فلثلاثتهم مسؤولية
كبيرة في تفاقم أزمة العودة المدرسيّة.
·
فالوزير
يفرض على المعلّم مطالبة التلاميذ بقائمة إجبارية لأدوات وكتب مدرسية قد يرى
المعلّم أنّ تلاميذه لا يحتاجونها، وهم في غنى عن بعضها.
·
والوليّ
لا يُنفق بسخاء على منظوره إلاّ في موسم العودة المدرسية. إذ تجده بعدها بخيلا
مُماطلا.
·
وبين
الضاغطتيْن السابقتيْن يتصرّف المعلّم. فكيف يتمّ ذلك؟
منذ الساعة الأولى
للدراسة يُطالب المعلّم تلاميذه بقائمة طويلة عريضة للأدوات المدرسية الضرورية
وغير الضرورية. ومثال توضيحي لذلك في التربية التشكيلية: أقلام زينة/ أقلام لبدية/
حبر صيني/ قنيات تلوين (قواش)/ أوراق تصوير/ أوراق ملوّنة/ أوراق أوراق ... الوليّ
يقتني الأدوات ويدفع الفاتورة صاغرا. والتلميذ يحتفظ بتلك الأدوات لمدّة قصيرة وقد
تطول المدّة بعض الوقت.
ثمّ ينطلق المعلّم في التدريس حسب برنامج مُحدّد: المحور
الأول يتطلب أقلام الزينة، والثاني أقلام لبدية، والثالث... فالرابع ثمّ الخامس
الخ الخ. السؤال هنا: إذا وصل المعلّم إلى محور فيفري أو مارس والذي يتطلب إنجازه مثلا
الحبر الصيني، كم تلميذا في القسم لا يزال مُحتفظا بحبر 15 سبتمبر؟
ولكن، ألا يوجد حلّ
للمعضلة؟؟ سابقا نعم، كان المعلّم يُطالب تلاميذه بهذه الأدوات وأكثر. يستجيب التلاميذ، ولا يتخلّف عن إحضار بعض المواد إلاّ تلميذان أو ثلاثة، عادة تكون لأسباب مادّية. ثمّ يحتفظ المعلّم بتلك اللوازم المدرسية عنده في خزانة المدرسة. وكلّما احتاج لأقلام أو أوراق أو غيرها وزّع على
تلاميذه على قدر الحاجة وبدون مراعاة لنوعية البضاعة. ينتهي العام الدراسي ويُغادر
التلاميذ ويبقى ما تبقّى من مواد في خزانة القسم سيحتاجها تلاميذ السنة القادمة.
ولكن
مع تفتّح المدرسة على المحيط، أصبح الوليّ يُطالب باسترجاع حقّه في ما تبقّى من
أدوات منظوره، بل ويشترط قلم نوع كذا و(قواش) ماركة كذا. ومثل هذه الأعمال جعلت
المعلّم ينسلخ من هذه العمليّة التطوعية. فصار الأمر إلى ما وصفناه سابقا.
يُضاف لهذا:
·
لامبالاة
معلّم أو عدم درايته بالبرنامج الدراسي ممّا يجعله يُطالب بأدوات لا يحتاجها التلميذ
أصلا كامل السنة، كأن يطلب معلّم رياضيات من تلميذ الرابعة أساسي مجموعة كاملة
لأدوات الهندسة، في حين أنّ تلميذ الرابعة لا يحتاج منها إلا لكوس (مثلث) فقط، ولبعض
حصص وسط السنة.
·
أو
معلّمة مُغرمة بالزينة تُفضّل أن تكون كراسات تلاميذها وكأنّها لوحات زيتية في أحد
المعارض.
فتحقيق
عودة مدرسية آمنة ماديّا ممكن جدّا، إذا ما عدّل كلٌّ من الوزير والوليّ والمعلّم
موقفه.
والسلام، عثمان الدرويش
04 / 09 / 2012
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها