المشهد الثوري من زاوية الحالة المدنية

.

المشهد الثوري من زاوية الحالة المدنية

من السهل على المرء استصدار حكم قضائي لتبديل لقبه العائلي، ولكن أن يُغيّر التونسيّ اسمه المسجّل بدفاتر الحالة المدنية باسم آخر فهذا أمر في غاية الصعوبة. فالقانون التونسي يشترط في هذه الحالة اطّلاع رئيس الجمهورية وموافقته على عملية التبديل.

لذلك كان من الطبيعي أن يشدّنا الأمر عدد 1384 لسنة 2013 المؤرخ في 29 جانفي 2013 والمتعلّق بالسماح لبعض التونسيين بتغيير الاسم،

والمنشور بالرائد الرسمي الأخير للجمهورية التونسية عدد 024 والصادر في 22-03-2013 وهذا رابطه: http://www.iort.gov.tn/WD120AWP/WD120Awp.exe/CTX_80816-329-dWyxTKpHVW/Principal

إن رئيس الحكومة، باقتراح من وزير العدل، بعد الاطلاع على القانون ...الخ الخ، وعلى مداولة مجلس الوزراء وبعد إعلام رئيس الجمهورية.
يصدر الأمر الآتي نصه :

يرخّص للسادة والسيدات الآتي ذكرهم في تغيير أسمائهم  لكونها محل التباس / محل سخرية / غير عربية ...

ملاحظات:

·        الأسماء الواردة في الأمر تجاوزت الألف اسم، من الجنسيْن ومن مختلف أنحاء البلاد. نذكر منها العالية ورفراف ورأس الجبل.

·        الأشخاص الوارد ذكر أسمائهم تتراوح أعمارهم من سنة واحدة كـ رفيف (وهي بنت) إلى 80 سنة كـ نموسة وجرمانة وبوية

·        بالقفز على بعض الأخطاء المطبعية التي قد يكون ضابط الحالة المدنية هو المتسبّب فيها نجد أسماء غريبة كـ: فورتوني وذلفة وصندرة 

·        ما نعرفه هو أنّ لضابط الحالة المدنية أن يمتنع –قانونيّا- عن تسجيل مولود باسم مستهجن أو غير عربيّ أو يمسّ من الأخلاق الحميدة أو أن يكون اسم ولقب زعيم أو شخصية مرموقة.
لذلك استغربنا في الأمر المتحدّث عنه وجود أسماء (قبل التبديل) مثل: العزيز/ وهاب/ الرؤوف/ ستار/ عبد النبي/ جمال عبد الناصر/ عبد الحليم حافظ/ وديع الصافي/ مهدية/ تونس/ بيروت/ ادزيري/ الوصيف/ الذيب/ لاعج/ أليم/ معيوفة/  الزازية/ فجرة/ لوذان/ نانسي/ دانيال/ ... 

 

ولكن لم نفهم كيف حافظ الأمر الوارد بالرائد الرسمي بعد هذه التعديلات على أسماء تدخل ضمن القائمة المحظورة المشار إليها أعلاه كـ: شادلية (رقم 145) أو الشادلي (رقم 458) وكنّا قد عرضنا بحثا كاملا في الموضوع تحت عنوان: أولياء الله، إيجابياتهم... وسلبياتنا -4 الشاذلي/ الشاذلية وهذا رابطه: http://penseesopinions.blogspot.com/2012/07/10.html

فعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: من حق الولد على والده أن يستنجب (أي ينتقي) أمّه ويُحسن اسمه ويُحسن أدبه/ وفي لفظ آخر: ويُعلّمه الكتاب.

مع تحيات خواطر وآراء

27-03-2013

.