مخالفة
شيخ لمريديه في مسألة توحيد وقت صلاة الجمعة
يسأل
الأول: الذين حملوا الناس على صلاة الجمعة في وقت واحد، قل لهم إنّه خطأ... كنتُ
أُصلّي في الثاني، مُنعتُ من ذلك
يُجيب
الثاني: أنا أُصلّيها على الساعة الثانية والنصف. أُصلّيها الثانية، إلى الآن
أُصلّيها الثانية، ولي دليلي// الفيديو المصاحب:
السنة الفارطة (2011)، وبعد أن خلت
المدينة وما جاورها من مسجد واحد تُقام فيه صلاة الجمعة في وقت ثان، أي بعد توقيت
العمل الإداري الرسمي وانصراف الموظفين، تطرّقت للمسألة لثلاثة أسابيع متتالية دون
أن أتمكّن من إقناع ساداتنا القدامى والجدد بالخطأ الشرعي الذي وقعوا فيه
بتوحيد وقت صلاة الجمعة. وهذه مقتطفات من المقال الأول بتاريخ 2 جويلية 2011
إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
الكل يعلم أنّه إذا خاف المسلم خروج وقت الصلاة المكتوبة صلّى
على حسب حاله، حتى لو ترك ما لا يقدر عليه من الشروط والأركان، كالوضوء والقيام أو
استقبال القبلة... وبما أنّ
الوقت أوكد شروط الصلاة ، فإنّ الله سبحانه وتعالى لم يترك المجال للإنسان ليحدّد
مواقيت الصلاة إلاّ في حدود الأحكام القطعية التي نصّ
عليها القرآن الكريم كما كان الشأن في تحديد الميراث أو المحارم. فمثلا لتحديد وقتي صلاتي الصبح والمغرب يقول تعالى(وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) وفي وقت صلاة العشاء يقول جلّ شأنه (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى
غسق الليل) أي إنّ تحديد مواقيت الصلوات الخمس اعتمد على ظواهر فيزيائية، بل حتى
أسماء تلك الصلوات جاءت في علاقة مع حركة الشمس.
أمّا الصلاة التي تعوّض الظهر في سادس أيام الأسبوع
فقد خصّها القرآن الكريم بتوقيت واسم معيّنيْن {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ
مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}} [الجمعة: 9] وبإيجاز شديد، وحصريا على قاعدة الوقت، وتحييدا
للمتغيرات الاجتماعية والسياسية وغيرها سيتم تناول الموضوع.
إنّ
المقتصر على مداركه العقلية البشرية الضيّقة يلاحظ التالي:
* مَن تجب
عليه صلاة الظهر قد تسقط عليه الجمعة لأسباب عديدة.
* صلاة
الظهر يومية، والجمعة أسبوعية.
* صلاة
الظهر تقام جماعة وإذا أدّاها المصلّي فذا أجزأته، والجمعة لا تُصلى إلاّ في جماعة
بل وبعدة قيود.
* صلاة
الظهر يُؤدّيها المؤمن في وقتها وحتى بعد وقتها نتيجة نسيان أو نوم، والجمعة
-للشخص الواجبة في حقّه- إذا لم يُصلّها في وقتها -بسبب أو بدونه- تحوّل من الجمعة
إلى الظهر، بل إن صلاّها جمعة بعد وقتها بطلت صلاته.
وإجمالا، صلاة الجمعة تختلف عن صلاة الظهر، بل لا
علاقة بينهما. فصلاة الظهر عامّة وصلاة الجمعة خاصّة. والاستنتاج الأولي للمكتفي
بتحليل العقل البشري: إذا كانت الصلوات اليومية العامّة قد ضبط القرآن مواقيتها حسب حركة فلكية
دقيقة لا دخل فيها للمجتمع ولا حتى لحالة الفرد، فإنّ من باب أولى أن يتمّ ضبط وقت
الصلاة الأسبوعية الخاصّة بنفس الدقّة بل أشدّ.
فكيف حدّد القرآن الكريم وقت صلاة الجمعة؟
الجواب: [إذا نودي للصلاة من
يوم الجمعة]. فالوقت مرتبط بالنداء، والنداء موكل لبشر سيتعامل مع ظروف
مختلفة وعديدة ومتغيّرات عامّة وخاصّة.مثلا إذا دقّت
ساعة صلاة الظهر أذّن المؤذّن للصلاة حضر الإمام المسجد أم لم يحضر، بينما لا
يُنادي المؤذن لصلاة الجمعة إلاّ متى حضر الإمام الجامع، بل وصعد المنبر واستعدّ
لإلقاء خطبتيْه، وقد يتأخّر الإمام عن الزوال بوقت قصير أو طويل...
أمّا حجّة الداعين
لإلزامية صلاة الجمعة وحصرها في أول وقتها ،أي بداية من الزوال فهي باطلة بنصّ
الآية الكريمة السابق ذكرها، والتي علّقت الحكم بالنداء. وإذا عُلّق الحكم
بالأذان، فلا يمكن أن نتجاوز ونعلقه بالزوال.
وأمّا إذا
كانت حجتهم حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " من اغتسل
يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية
فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ، ومن راح في
الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر بداية تجدر الإشارة أنّ إغلاق الملائكة لسجلاتها ربطه الرسول صلى الله عليه وسلم
بخروج الإمام لا بحركة الشمس. والتقرب بالبدنة ثم البقرة حتى البيضة جاء فقط لترغيب المصلين
في التبكير، مثل الترغيب في الصف الأول إذ يُشير الفقهاء أن المصلّي في الصف الأول
له نفس أجر المصلّي في الصف العاشر على أن يكتمل الأول فالثاني حتى العاشر.
ومثله مثل
قوله صلّى الله عليه وسلّم "
لِيَليني منكم أولو الأحلام والنّهى" لا ما ذهب إليه البعض، حيث نجد من يَصل الجامع عند الإقامة
فيتخطّى الرقاب حتّى يصل الصف الأول فيُزيح الصبيّ المميّز من وراء الإمام ليقف هو
مكانه بدعوى أنّه من أولي الأحلام والنهى... والله
أعلم. عثمان الدرويش
زعيم السلفية –أعلاه- بأنّه يصلّي الجمعة في الوقت
الثاني، وبدليل. فهل سيتراجع مريدوه عن الجمعة الموحّدة في الوقت؟ أم سيعتبرون
تصريحه من تقية السلفي.
والسلام،
عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
01 / 03 / 2012
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire