.
صلاة العيد بالمعارف
بينما كنت هذا الصباح أتصفّح الفايس بوك استوقفني بثّ مرئي
مباشر من خلال كاميرا مثبّتة بجامع العالية تظهر من خلالها الإمام وبضعة أشخاص
يهللون ويكبرون استعدادا لصلاة العيد. ثم قام الإمام بإعلام الحاضرين والسامعين
بأنّ وقت صلاة العيد قد حان وقُطع البث... فكّرت جديّا في التوجّه حالا للجامع
والإصرار على حضور الصلاة. ولكنّي في الآخر لعنت الشيطان.
بعد لحظات، انتبهت لصوت إمام وهو يؤدّي الصلاة، التفت
للتلفاز ورائي فإذا بقناة حنبعل تبث صلاة العيد بخطبتيها بإمامة شيخ شهر رمضان وفي
نفس الاستديو. قلت هذا تجاوز آخر من تجاوزات القنوات الخاصة.
انتقلت إلى قناة ثانية فثالثة، وإذا بالوطنية هي أيضا في
بث مباشر من جامع مالك بن أنس لصلاة العيد بخطبتيها وبحضور عشرات المصلين (الصورة
المصاحبة). هل يُعقل أن ينتقل طاقم تقني للتلفزة الوطنية لتغطية مثل هذا التجاوز
وفي تحدّ صارخ. والحال أنّ بلاغ الوزارة ذات العلاقة يقول حرفيا: [يقتصر دخول الجوامع والمساجد على الإطارات المسجدية دون
سواهم للقيام
بالأعمال الموكولة إليهم إلى
حين انتفاء الموجب.] (الصورة المصاحبة).
تسمّرت في مكاني وعادت بي الذاكرة إلى سنة 2011 وسنة 2012
عندما كنت ألوم أشخاصا وجماعات الــongــ على تعدّيهم على سلطة
الدولة، ومن بين تلك التجاوزات قطع الطرقات ولأداء صلاة العيد بالذات.
وفعلا ترسّخ لديّ أنّه مادام تنازع الصلاحيات بين
الحكّام فيما بينهم، وبين الحاكم والــongــ متواصلا
فلن يقوم لهذا البلد قائم. تقبّل الله صلاتكم.
والسلام، عثمان الدرويش
24/05/2020
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire