Pages

Nombre total de pages vues

mercredi 30 janvier 2019

إضراب مُدرّسي ما بعد14جانفي، أو رهان باسكالLe Pari de Pascal

.

إضراب مُدرّسي ما بعد14جانفي، أو رهان باسكالLe Pari de Pascal

 

·        كنّا قبل 14 جانفي 2011 نخوض كلّ الإضرابات القطاعية التي تُحدّدها نقابة التعليم، واعين بالتضحيات الجسام الواجب علينا تقديمها، وبأمل صغير في استجابة سلطة الإشراف لبعض طلباتنا.

واليوم، بعد 14 جانفي 2011 صار المدرّسون ينخرطون في الإضرابات بصفر تضحيات، وبثقة كبيرة في تلبية الوزارة لجميع رغباتهم.

 

·        كانت الإدارة يوم الإضراب تسلّم وعلى مدار الساعة قائمات أسماء المعلّمين المُضربين للجهات ذات العلاقة (تفقدية، مندوبية تعليم ووزارة) والجهات الدخيلة (عمادة، معتمدية ومركز شرطة). ومنها تتسرّب أسماء المضربين للحزب الحاكم وأصحاب النفوذ في المنطقة.

واليوم صارت قائمات أسماء المعلّمين المُضربين تُحجب حتى على المصلحة الإدارية والمالية بالجهة.

 

·        كان المعلم المضرب عرضة لمضايقات متنوّعة تصل حتى تجميد عدده البيداغوجي، أو شطب اسمه من قائمة رحلة ترفيهية.

أمّا اليوم فقد أصبح المعلّم المضرب عن العمل يوصف بالمناضل الثوري، تُفتح في وجهه جميع الأبواب.

 

·        كانت الإدارة تخصم الأجرة اليومية للمعلم المضرب، وتُصدر قرارها بإيقافه عن العمل يتناسب ومدّة الإضراب وقرارا ثانيا باستئناف العمل.

أمّا اليوم فقد أصبح المعلم المضرب يتمتّع بجرايته كاملة غير منقوصة، وفشلت إدارة مابعد 14 جانفي عبر محاولات عديدة في تطبيق التراتيب التي تنصّ على أنّ إسناد الأجر يقوم على أساس العمل المنجز.

 

 

·        كانت أيام الإضرابات تُخصم من أيام العمل، ممّا ينجرّ عنه تأخير تاريخ التقاعد وتعطيل الترقيات وآجال التفقد ووو...

أمّا اليوم، صار المعلم المضرب يُكافأ بترقيتيْن وربما ثلاث، دون أن يجتاز مناظرة لا بالملفات ولا في الميدان. ممّا يجعله –شأنه شأن المعلّم المتمتّع بالعفو التشريعي العام- أعلى رتبة من معلّم ترشيحيّ قضّى في القسم 35 سنة وبضعة أشهر. وغالبا ما يكون هذا المعلّم المبتدئ –معلم مابعد 14 جانفي- قد باشر التدريس، ولم يتلقّ من قبل درسا واحدا لا في البيداغوجيا العامة ولا في البيداغوجيا الخاصّة.

 

وبالعودة إلى رهان باسكال نقول:

قبل 14 جانفي 2011، كان المعلم المضرب عن العمل يتعرّض لخسارة كبيرة –ماديّا ومعنويّا- مقابل ربح قليل محتمل.

أمّا اليوم، فقد صار مُدرّس مابعد 14 جانفي يجني من بورصة الإضراب ربحا كبيرا، مع احتمال تعرّضه للخسارة بنسبة صفر بالمائة.  

 

وكلّ إضراب واحنا دايما فرحانين

والسلام، عثمان الدرويش، معلّم متقاعد، متخرّج من مدارس ترشيح المعلمين

مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها

العالية، الأربعاء 15/04/2015 // 13:20

mercredi 16 janvier 2019

الإضراب العام في تاريخ تونس الحديث



.
الإضراب العام في تاريخ تونس الحديث

كانت نتائج الإضراب العام في تاريخ تونس الحديث دائما قاطعة في اتّجاه أو في اتّجاه معاكس.

وبالقفز عن فترة الاحتلال الفرنسي حيث ظلّت الإضرابات محطاّت تاريخية ذات عبر، إضرابات شنّها العمال ضمن الاتحاد العام التونسي للشغل (UGTT) وقبله داخل الاتحاد العمالي العام الفرنسي  (CGT).

*  26 جانفي 1978
بدأت الاحتجاجات الثلاثاء 24 والأربعاء 25 لترتفع حدّتها يوم الخميس 26 بالإضراب العام في كامل تراب الجمهورية.

انتهى الإضراب بحبس الحبيب عاشور وقيادة الاتّحاد الشرعية "غير الشريفة"، وتمّ تنصيب التيجاني عبيد ومجموعة "الشرفاء" على رأس المنظمة.

   *  14 جانفي 2011
تقرّر الإضراب العام، وتُرك المجال للاتّحادات الجهوية، واختيار كلّ ولاية الموعد المناسب لإضرابها. انطلقت الإضرابات الجهوية يوم الثلاثاء 11 وتواصلت أيام الأربعاء 12 والخميس 13 وانتهت الجمعة 14 جانفي بإضراب كلّ من ولايتيْ صفاقس وتونس العاصمة.

انتهى الإضراب العام بإسقاط حكم ابن علي، بعد مغادرة الأخير البلاد عشية الجمعة 14 جانفي 2011 في ظروف غامضة، لم تتوضّح معالمها إلى اليوم.

* ديسمبر 2012!!!؟؟؟

حذار من اللعب بالنار.

 فإذا كان بورقيبة هو الذي خرج منتصرا من إضراب 26 جانفي 1978، وإذا جاءت نتائج إضراب 14 جانفي 2011 ضد ابن علي. فإنّ الشعب الكريم هو الذي دفع الضريبة في الإضرابيْن. وليس هذا مجال تحليل ذلك.

مع تحيات خواطر وآراء
05-12-2012
.   

samedi 8 décembre 2018

أزمة المصطلح لا تزال تُطاردنا: الربيع العربي نموذجا


.
أزمة المصطلح لا تزال تُطاردنا: الربيع العربي نموذجا 

لم يعد خافيا على أحد أنّ المصطلحات التي تُُطلقها أبواق سماسرة الإعلام ليست مُحايدة. فهي كمائن فكرية تُشكّل سلطة معنوية تتناسب مع سياسة صناّع القرار في العالم، وتتغيّر حسب مصالحهم كأن يصير الاحتلال حماية، والاستخراب استعمارا، والاستشهاد انتحارا، وترويع الآمنين حربا استباقية، وطمس حضارة أمّة صراع حضارات. وأزمة المعنى هذه لا تتوقّف بتوقّف العدوان المسلّح، بل تتواصل بعده. فيصير من يضع نصب عينيه الحلال والحرام ظلاميّا، رجعيّا، مُتطرّفا، مُتزمّتا ومُتخلِّفا. بينما نجد في المقابل أنّ كلّ من يُحاول عزل الدين عن الحياة وفرض الثقافة الغربية الاستهلاكية هو حداثيّ، ديمقراطيّ، علمانيّ، عقلانيّ ومُتقدّم.

والآن، وبعد سقوط حكّام مُستبدّين وتأرجح آخرين نحو السقوط، سارع حكّام الغرب –كغيرهم- لركوب قاطرة الثورة. لا حبّا في الشعوب الكادحة، وإنّما لتلطيف أجواء التوتر، وتخفيف مشاعر الكراهية ضدّ غطرستهم الغربية المُتوحّشة. فهذا حاكم يُطلق اسم مُوقِد شرارة الثورة على شارع بعاصمته، وآخر يقف على سدّة برلمانه مُصفّقا وبطانته المنافقة تحية لشهداء الثورة، وثالث يُغدق علينا قروضا سخيّة، ورابع وخامس...

ولكن هل انتهت أزمة المعنى؟ بالطبع لا، فالحرباء واصلت تلوّنها لتجعل من الثورة على الظلم والاستبداد < ثورة ياسمين >، ومن تسونامي التغيير <ربيعا عربيا >
هم يريدونها في رقّة الياسمين كي يسهل لهم اقتطاف زهرتها، والشعب يُريدها ثورة هندي – زهرته قد تفوق زهرة الياسمين جمالا كما تُبيّنه الصورة المصاحبة- ولكن لن يتمكّن من اقتطاف ثمرته إلاّ من يدفع الثمن.

وأمّا < الربيع العربي > فهو مصطلح برّاق ولولا تحوّل حرف الـ(ع) في المفردتيْن من المرتبة السادسة إلى الثالثة لقلنا إنّه جناس تامّ. فهل أنّ الغرب، من خلال هذا المصطلح الجميل الشاعري، يُريد حقّا التكفير عن ذنبه بعد أن حكم علينا بالعيش في شتاء قارس لعقود؟ لا، إنّها عملية إغراء، يقصد الغرب من ورائها تضليل الشعوب. فهي مُحاولة خبيثة منه لتعطيل طاقة الأمّة وتحييد فعلها الجمعي عن التأثير. فهو يعرف قدرة الثورات والانتفاضات على تغيير وتطوير الأنظمة والشعوب، ولكنّه يعلم كذلك مدى فاعلية المصطلحات والأفكار في النفوس. لذلك هو يُحاول صياغة أفكار ومصطلحات ثمّ تسويقها عساها تنجح في تمرير مشاريع تخدم مصالحه. ومرادف مصطلح < الربيع العربي >  عندي - واستعارة من أحمد شوقي- هو [خدعوها بقولهم حسناء]

استطراد على علاقة: [خدعوها بقولهم حسناء] عبارة ذكرتُها مرّة وسط جمع بعد 14 جانفي 2011  بأسابيع قليلة،  حتّى لا يغترّ الشباب بمصطلح {إنّ هذه الثورة هي ثورة الشباب}. وبيّنتُ لهم أنّ مُطلقي هذا الوصف مُخادعون. وعلى الشباب تلقّي اللقب، كلقب تكليف لا لقب تشريف، فإذا بهم كادوا يقصفونني بالطماطم – لو وُجدت-

لقد أراد الغرب – زورا وبهتانا- أن تكون ثورة الشعب ربيعا عربيا. والشعب يريد أن تكون ثورته صيفا حارقا يشوي الطغاة والجبابرة. الشعب يريد أن تكون ثورته خريفا عاصفا يجرف المُستبدّين خارج التاريخ والجغرافيا. الشعب يريد أن تكون ثورته شتاء مُمطرا يُغرق فرعون العصر وبطانته. أمّا وإن كان ولا بدّ من ربيع، فالشعب يُريد أن تكون ثورته ربيعا إسلاميا يستردّ فيه أرض فلسطين المسلوبة. وليس ذلك على الله بعزيز.

والسلام، عثمان الدرويش
07 / 05 / 2011 
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.    

vendredi 7 décembre 2018

الثامن من ديسمبر ذكرى وعبرة



الثامن من ديسمبر ذكرى وعبرة         

اليوم هو الثامن من ديسمبر جعله ابن علي يوما للسطو على أموال الشعب، يوما للابتزاز العاطفي مستعملا في ذلك سياسة الترغيب والترهيب: فالمانح يُعفى من دفع جزء من ضرائبه للدولة، والمانع يُحرم من امتيازات "سيادته". وتحت عنوان النهوض بمناطق الظلّ المحرومة، انطلت الحيلة على السواد الأعظم من الشعب بعدما روّجت بطانته أنّ المبادرة ترتكز على خطّة محاربة الفقر والتهميش بشفافية ووضوح.

وحتى تنطلي علينا خدعة "دولة القانون والمؤسسات" فقد كان من الطبيعي إحداث صندوق26/26 مُؤمَّن لدى لجنة نظيفة مستقلّة، يستطيع المواطن العادي الاطّلاع على كلّ عملياتها بمجرد مكالمة هاتفية عن طريق هاتف أخضر تمّ تسخيره للغرض. ولم يكتفِ ابن علي بـ"المصداقية" التي حَظيَ بها صندوقه في تونس فوسّع مبادرته لتتحوّل إلى مبادرة إنسانية عالمية باركتها الأمم المتّحدة، وصار الحاكم النوفمبري يقتطع نصيبا من واردات هذا الصندوق مساهمة منه في اليوم العالمي للتضامن.

 والجريمة في كلّ ما سبق تعود (في هذه الحالة وما شابهها) إلى مُنظرِّي الحاكم (أيّ حاكم) فهم يُدركون جيّدا أنّ الطريق إلى جيب التونسيّ يمرّ عبر قلبه. 

 مسألة التضامن في الدول الأخرى –غير الإسلامية- فهي ترتكز على قاعدة ماديّة، عقلانية، حسابية. فالمُساهم الغربيّ ينخرط في الفعل التضامني من معادلة الربح والخسارة كأن يُشارك بالأسهم والرقاع لبعث مشروع تنمويّ، أو من باب الحيطة الاجتماعية كأن يمُدّ يد المساعدة لجمعية خيرية أو مؤسسة اجتماعية. وبذلك هو في الحقيقة، يضمن لنفسه لا لغيره التأمين على بطالته هو أو ضمان بقية حياة له في معزل اجتماعي (دور المُسنّين)، وغيرها من المشاريع الاجتماعية عندما يُصبِح بحاجة لتلك الخدمة. 

 أمّا التضامن الإسلامي فهو ليس فِعلا مُناسبتيّا، يُستحدث بأمر جمهوريّ أو ملكيّ ولا حسب كرّاس شروط شركة أو بنك. ودافعُ التضامن في الإسلام ليس استثمارا عقلانيّا-حسابيّا قصير المدى في بنك للتضامن، أو حركة عاطفية-انفعالية لِتَرْضِيَةِ حاكم أو اتّقاء شرّه. 

التضامن في الإسلام هو عقيدة اعتنقها المسلم فوقرت في قلبه وأدركها بعقله وعملت بها جوارحه. فعندما يُخرج المُسلم زكاة ماله فإنّما يُنفّذ من تلقاء نفسه بندا قطعه على نفسه يوم شهد ألاّ إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله، فهو قد أدرك يوم ارتضى الإسلام دينا، أنّ المال الذي بين يديْه هو مال الله، وأنّ سبحانه وتعالى قد جعل في ذلك المال حقّا للسائل والمحروم. 

 وأردنا من كلّ أوردناه أعلاه تحذير الحاكم –أيّ حاكم- من مغبّة التعامل مع المواطن مستقبلا بطريقة الابتزاز العاطفي أو الحساب الماديّ. 

مع تحيات خواطر وآراء
08-12-2011
.

mercredi 19 septembre 2018

في خطر توظيف مؤسسات عمومية من طرف جهة لاستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسها أو لغيرها


.
في خطر توظيف مؤسسات عمومية من طرف جهة لاستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسها أو لغيرها

فعلا، تعطّل الورد اليومي للقرآن الكريم، وتمّ الدرس "الدينيّ" بجامع الغفران بالعالية في الزمن المقرّر له. التمّ الشاميّ الثوري بالمغربي التجمّعي، حيث غصّ الفضاء بالمتعطّشين للمعرفة، ولكن كذلك بالمساندين الرسميين وغير الرسميين للجهة المنظّمة للتظاهرة. غادر المحاضر وترك وراءه جوّا مشحونا – أتجاوز الغوص في تفاصيله مبدئيا -.  ولكنّ أخطر ما في المسألة هو أن يقع تسخير القائمين على مؤسستيْ الجامع والمعتمدية لتحقيق هدف خفيّ لصالح الطرف المُضيِّف. فما تمّ لم يكن ليحصل، لولا مساعدة إمام الجامع ومباركة معتمد الجهة. فهاذان المسؤولان أدركا أنّ أسلم حلّ لأيّة مشكلة هو الاصطفاف إلى جانب الطرف الأقوى. وقد جاء بيان ذلك مبثوثا في الأجزاء المُنزَّلة سابقا.

أضيف هنا فقط شاهديْن للاستدلال على أنّ تسخير المؤسسات العمومية والقائمين عليها إنّما هي سياسة مُمنهجة:
 *وإلاّ كيف تُفسّر إزالة معلقّات تدعو لمحاضرة الشيخ ق.خ. وفي نفس اليوم، تقع الدعاية من على منبر الجامع ذاته لمحاضرة أخرى لشيخ ثان ح.ل.
 *وماذا يعني منع أنشطة ثقافية عشية الأحد بدار الثقافة بالعالية بدعوى أنّها يوم راحة، ثمّ يُفتح – بوساطة معتمد الجهة - الفضاء ذاته الأحد الموالي في نفس التوقيت لاستقبال أعضاء في المجلس التأسيسي تحت عنوان: جلسة إنصات. وكنتُ قمتُ بتنزيل مقاليْن وقتها في الموضوع.
رابط المقال الأول// جلسة إنصات خارج التوقيت الإداري: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=312276048805576&set=a.296933767006471.78431.292133654153149&type=3
رابط المقال الثاني// همسة في أذن الثوريين الجدد: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=313835881982926&set=a.296933767006471.78431.292133654153149&type=3

وجاء الحديث أعلاه في باب المثل الشعبي// وكان أمّي حبّتني، راهو من العضيمة اللُولَى ردّتني    
والسلام، عثمان الدرويش
30 / 05 / 2012

يتبع بإذن الله، إن جدّ ما يستحقّ التنزيل
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

mardi 18 septembre 2018

عندما ينتفض صديقي التجّمعي (نسبة للحزب الحاكم أيّام ابن علي)


.
عندما ينتفض صديقي التجّمعي (نسبة للحزب الحاكم أيّام ابن علي)

بقي على موعد المحاضرة يوم واحد. وعدي مع الكاتب العام للمعتمدية بعدم الاعتراض على الدرس هذه المرّة قائم. التحضيرات حثيثة من مُتطوّعين ومُتطفّلين لإنجاح التظاهرة. ومن بين الاستعدادات، تمّ الترويج من جهة معلومة لديّ: أنّ [فلانا (وأنا المقصود) يرفض إقامة الدروس بجامع الغفران] هكذا في المطلق!!! جاء الموعد اليومي لحلقة الورد أعلمتُ الجماعة بما حصل لي في المعتمدية. ثمّ ذكّرتهم بالاتّفاق [عدم التنازل على مساحتنا الزمنية لأيّ كان] الذي تمّ بيننا منذ أشهر عديدة ولم يعترض عليه أحد يومها. أخرجتُ ورقة من جيبي وقرأتها على الحاضرين، هذا نصّها الحرفي:
عريــــضة

                                                                     الحمد لله وحده
                  نحن أعضاء حلقة الوِرد اليومي للقرآن الكريم بجامع الغفران بالعالية نعترض على عملية تعطيل حلقة الوِرد اليومي من أجل أن تُقام دروس مناسبتية في المكان والزمان المخصصين منذ سنوات للحلقة. وصلّى الله على محمد.
الإمضاء:

طلبتُ من الذين لا يزالون على عهدهم بالإمضاء على العريضة. لم يُوقّع إلاّ ثلاثة أو أربعة من الحاضرين. بل هناك حتّى من رفض عملية تمرير الورقة. انتهت حلقة الورد، وانفضّ المجلس. تقدّم منّي أحدهم وكنت إلى جانب صديقي التجمّعي، وقال لي: "ألا ترى معي أنّه بعد ما رفض الكثير الإمضاء أن لا فائدة ممّا تفعله."
أجبته: سأواصل حتّى النهاية. فأنا لم أخف من قبل من التجمّع (الذكر)، فكيف أخاف الآن من النهضة (الأنثى)؟ وإذا بصديقي التجمّعي – وبخلفية عصبية– تثور ثائرته، فيُرعد ويُزبد: [حذار، أن تتطرّق في حديثك للتجمّع. لم يكن باستطاعتك أيّام التجمّع أن تفتح فاك. الآن، لبستَ قميصا وصارت لك لحية، أصبحتَ تتهجّم على التجمّع.]
قاطعته قائلا: إنّك أكثر الناس علما بأنّ الثوب الذي أرتديه، هو من تراث آبائي وليس قميصا شرقيا أو غربيا، وأنا ألبسه لسنوات مضت، وكذلك لحيتي فهي لم تنبت فجر 15 جانفي 2011 مع فرار ابن علي. أمّا بخصوص فتح الفم، بإمكانك أن تسأل صديقك الإداريّ التجمّعيّ عن محتوى وعدد المكاتيب التي مرّت على يديْه فقط. ولا أظنّك تجهل هذه المسألة.
سألني بحدّة: [وما استطعتَ فعله للتجمّع بتلك المكاتيب؟] قلتُ له: صحيح أعترف بفشلي. وكذلك الآن، فأنا لا آمل شيئا من الحزب الحاكم الحالي من خلال مكتوبي الجديد ، ولكنّني لن أسكت. ثمّ أشحتُ بوجهي عنه، ولم أعد أعي شيئا من بقية كلامه.

والسلام، عثمان الدرويش
28 / 05 / 2012

يتبع بإذن الله   
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

lundi 17 septembre 2018

ثورة الإدارة التونسية: معتمدية العالية نموذجا


.
ثورة الإدارة التونسية: معتمدية العالية نموذجا

تسلّحت بكثير من الصبر ورفعت احتجاجي (المكتوب المنزّل بالجزء الأول) إلى مقرّ المعتمدية. وكان توجّهي لهذه الإدارة دون غيرها من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لسبب وحيد، هو كونها أعلى سلطة محلّية حسب التسلسل الهرمي للإدارة. دخلت، فحوّلني الاستقبال إلى مكتب الضبط. هذا الأخير ما إن سمع جملتي الأولى: "عندي مكتوب للسيّد المعتمد" حتى أشار عليّ بالعودة إلى الاستقبال، لأنّ مكتب الضبط لا يتعامل مع الرسائل الموجّهة إلى المعتمد. عدت ثانية إلى عون الاستقبال. فوجدته قد فهم القصّة. ووفّر عليّ مشقّة إعادة الشرح. قال لي: "بإمكانك إيداع مكتوبك في هذا الملّف، ولكن لا يُمكنني مدّك بوصل في تسلّم وثيقة." طلبت منه أن يُدخلني وظرفي الملغوم إلى السيّد المعتمد مباشرة. فأجابني بأنّ سيادته غير متواجد في مكتبه. قبلتُ تسليمه سلاحي دون ضمان، وبيّنتُ له بأنّي سأعود في مثل هذا الوقت من صباح الغد، وعليه أن يُعلم رئيسه بأنّي مُصرّ على تسلّم وثيقة إيداع.

وفعلا، رجعت من الغد، وما إن لمحني الحاجب حتى بادرني بالقول: "قدّمتُ مكتوبك للمعتمد ويُعلمك بأنّنا (أي إدارته حسب فهمي) لا نعطي وصولات. طلبت من الحاجب أن يسمح لي بمقابلته. فأشار عليّ بالانتظار. جلست في البهو. خرج شخص من مكتب المعتمد...ثمّ ثان. وقفت واقتربت أكثر. دخل الحاجب مكتب المعتمد ليستأذن لي بالدخول على حضرته. مرّت دقائق ليست بالطويلة، ولكنّها ليست بالقصيرة كذلك. 

يخرج الحاجب ويقفل الباب وراءه، ثمّ يفتح باب مكتب مجاور ويُشير إليّ بالدخول. إنّه للكاتب العام. صِحت في وجه المسكين لأوصل صوتي لرئيسه المُتحصّن ببرجه العاجي: وما به هو؟ لا يتشرّف بمقابلتي !!! فجأة يخرج الكاتب العام للمعتمدية – وهو في عمر أبنائي – مُرحّبا بي: "ألا ترغب في مقابلتي؟" رددت عليه ولم أهدأ بعد: بالعكس، يُشرّفني لقاؤك أنت، وليس هو...دخلت وتبادلنا الآراء. ووصل بنا الحديث إلى أن وعدني – طبعا شفويا – بعدم برمجة فعاليات مستقبلية بالمسجد المذكور تتضارب مواعيدها مع حصّة الورد اليومي. وبدوري، رضيت بمقترحه، ووعدته بأنّي أعتبر المسألة منتهية. غادرتُ المكان، بعدما ودّعتُ مُضيّفي شاكرا له حسن التّدخّل...

والسلام، عثمان الدرويش
26 / 05 / 2012  

يتبع بإذن الله
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.  

dimanche 16 septembre 2018

طلب تدخّل لفضّ إشكالية


.
بداية هذه نسخة من رسالتي المسلّمة إلى معتمد الجهة

                                                                                           الحمد لله وحده
الباعث: عثمان الدرويش
نهج ابن أبي وقاص- 7016 العالية
صاحب بطاقة تعريف: ********
                                                                                 العالية في 22 ماي 2012
                                                        إلى السيد معتمد العالية
الموضوع: طلب تدخّل لفضّ إشكالية

                                     تحية واحتراما، وبعد
                   فأنا المذكور أعلاه، والممضي أسفله أحيطكم علما بالمسألة التالية قصد التدخّل بما ترونه مناسبا:
                        فوجئت اليوم، وعند صلاة المغرب بجامع الغفران، بمُعلقّة لم أتبيّن مصدرها، تدعو لدرس ديني يوم السبت 26 ماي 2012  إثر صلاة المغرب بالجامع سابق الذكر. في حين أنّ الكلّ يعلم بأنّ حلقة وِرد يوميّ لتلاوة القرآن الكريم تلتئم إثر صلاة المغرب في هذا الجامع يوميا وعلى مدار السنة. ولم يسبق من قبل لأيّة جهة أن استغلت هذا الحيز الزمني لفعاليات دينية تحرم الحلقة من وِردها اليوميّ.
وبما أنّ المجال ليس مجال مناظرة فقهية حتى أُبيّن أفضلية الورد اليومي للقرآن الكريم على المحاضرات المناسبتية، فإنّى أشير فقط:

*أولا، لايجوز شرعا ولا وضعا، عرفا ولا أخلاقا، تعطيل حلقة الورد اليومي لفسح المكان لزائر أو مقيم لتقديم محاضرته.

*ثانيا، هذا الورد اليومي متواصل منذ سنوات، أي قد تمّ انتزاعه من أيادي سلطة ما قبل الثورة، ولم تكن ولادته فجر 15 جانفي 2011.

*ثالثا، مسجد الغفران بالعالية – والذي أرتاده – لم يكن يوما ضمن جدول هذه المحاضرات. وذلك لسبب وحيد هو تزامن وقت المحاضرات مع موعد حلقة الورد اليومي.

*رابعا، الاستفاقة الفجئية للجهة المنظمة بضرورة تقديم دروس دينية في هذا الجامع، الآن، تُوحي بأنّ وراء الأكمة ما وراءها. فجامع الغفران لا يبعد إلاّ بضع مئات الأمتار عن مسجديْ الحمد أو الرحمة، حيث تُقام الدروس بصفة دورية.

*خامسا، وإن كان ولابدّ من هذه المحاضرات بمسجد الغفران بالذات، فإنّ وقتها بعد صلاة العصر مناسب جدّا. فمنذ أيام قليلة، كان الشيخ الحبيب اللوز على موعد مع مريديه بجامع الرحمة بالعالية بعد صلاة عصر الجمعة 15 ماي 2012، وكان الحضور مكثّفا.

                                 سيّدي، إنّ اتّفاقا على عدم التنازل على حصّة الورد اليومي للقرآن الكريم كان قد تمّ منذ أشهر بين أفراد الحلقة – وأنا والإمام الخطيب للجامع من بينهم-. وتقديم هذا الالتماس لجنابكم باسمي الشخصي فقط، دون البقية، إنّما جاء من باب محاصرة المسألة. ولذا، نرجوكم التدخّل السريع لحلّ الإشكالية.
                                                                              مع فائق احتراماتي، والسلام
                                                                                                                              الإمضاء  
     عثمان الدرويش
22 / 05 / 2012

يتبع بإذن الله
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.

لمن يهمّه الأمر: إشعار عن بعد



.
لمن يهمّه الأمر: إشعار عن بعد

علمتُ أنّ أشخاصا كانوا قد نصّبوا أنفسهم على سدّة الشؤون الدينية بالعالية، أقرّوا العزم على استضافة شيوخ أجلاّء من الحاضرة لتبليغ الدعوة بالبلدة. وسيكون ذلك عبر محاضرات مسجدية حسب روزنامة جديدة.
ولا تهمّني هنا صحّة الخبر من عدمها، غير أنّني أجدها مناسبة لأُذكّر هؤلاء وأولئك بأنّ مسجد الغفران بالعالية – والذي أرتاده – لم يكن يوما ضمن جدول هذه المحاضرات. وذلك لسبب بسيط هو تزامن وقت المحاضرات مع موعد حلقة الورد اليومي، وهو الزمن الممتدّ بين صلاتيْ المغرب والعشاء. وبما أنّ المجال ليس مجال مناظرة فقهية حتى أُبيّن أفضلية الورد اليومي على المحاضرات المناسبتية، فإنّى أقفز مباشرة للتذكير بـ:

*أنّه لايجوز شرعا ولا وضعا، عرفا ولا أخلاقا، تعطيل حلقة الورد اليومي لفسح المكان لزائر أو مقيم لتقديم محاضرته.
*أنّ هذا الورد اليومي متواصل منذ سنوات، أي قد تمّ انتزاعه من أيادي سلطة ما قبل الثورة، ولم تكن ولادته فجر 15 جانفي 2011.
*أنّ إبعادي قبل اندلاع ثورة 17 ديسمبر 2010 بثلاثة أسابيع من حلقة الإملاء القرآني بنفس المسجد، والذي تمّ بأمر من بوليس الدولة ومباركة من فقيه السلطة بالبلدة، فإن كان قبولي الإقصاء لضعف منّي في ذلك الوقت، فإنّ قوتي اليوم هي في عدم عودتي لتلك الحلقة بعد الثورة. لماذا؟ حتّى لا يحسبها البعض منّة عليّ.

وبناء على ما سبق، فإنّه من الصعب على هؤلاء وأولئك إزاحتي من جديد من حلقة الورد اليومي بإعادة نفس السيناريو.
والسلام، عثمان الدرويش
07 / 05 / 2012

يتبع بإذن الله
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.