mercredi 21 juillet 2021
كرسي الباي بنكهة الثورة
mardi 20 juillet 2021
العيد، بين العادة والعبادة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: (إنّ الايمان يبلو كما يبلو الثوب فجدّدوا إيمانكم.) وما أفهمه من الحديث، والله أعلم، هو دعوة المسلم أن يبحث في نفسه: ما الذي تجدّد في إيمانه؟ ما الذي تغيّر بداخله؟ ما الفارق بين عيديْ الأضحى هذه السنة، والسنة الفارطة؟ فإن وجد تحسّنا فقد جدّد إيمانه.
لو تأمّل الكثير منّا في عباداته لوجدها قد انقلبت عادات:
فالمطلوب منّا أن نجعل عاداتنا عبادات، ولكنّنا نحن للأسف، حوّلنا عباداتنا عادات. وهذا ما يجعل الإيمان يبلو.
وبما أنّ العيد ليس عادة تتكرّر وإنّما هو عبادة تتجدّد. فعلى المسلم أن يُبادر في هذا اليوم إلى عمل "نوعيّ" يتقرّب به إلى الله: كعيادة مريض أو مساعدة مُحتاج...أو يُمعن التدبّر في فضل هذه الأيام العشرة [والفجر وليال عشر]، أو في تعظيم شعيرة من شعائر الله [لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ] أو في طاعة إسماعيل لأبيه إبراهيم عليهما السلام، وطاعة الخليل لربّه سبحانه وتعالى {الآيات من83إلى113سورة الصّافّات}.
ختاما، إنّ العيد تحوّلٌ متجدّد، فلنجعله ابتكارا لسعادة وليس تكرارا لعادة.
معجزة الذبح في الإسلام
1 - عملية قطع الودجيْن (العرقيْن الدموييْن) تتسبّب في فقدان الحيوان للإحساس نهائيا، وذلك نتيجة منع وصول الدّم المحمّل بالأكسيجين إلى الدّماغ.
2- النخاع الشوكي هو الحبل الرابط بين الدماغ وبقية أعصاب الجسم والمحفوظ داخل العمود الفقري، فالدّماغ يُرسل أوامره عبر هذا الرابط إلى كامل أعضاء الجسم طالبا مدّه من جديد بالدّم الغنيّ بالأكسيجين
3- تستجيب هذه الأعضاء للأوامر بدفع كميّات من الدّم إلى المخ. ويُمكن مشاهدة ذلك بالعين المجرّدة من خلال اصطكاك الذبيحة على الطريقة الإسلامية والحركات العصبيّة المتشنّجة لها
4- تندفع الدّماء لإرواء المخّ المتعطّش للأكسيجين، وبوصولها إلى مستوى الفتحة تتدفّق خارج الجسم
5- فيعيد المخّ الطلب وتستجيب الأجهزة للأوامر من جديد، وهكذا دواليك حتّى تتمّ تصفية الجسم من الدم فتموت الذبيحة
ملاحظات واستنتاجات
أ- عند ذكاة الشاة لا يقوم المسلم بقطع الرأس لأنّ في ذلك فصلا للجهاز العصبي بين الدماغ من جهة والنخاع الشوكي وبقية الأعصاب من جهة أخرى. وبالتالي لن يتمكّن الدماغ من طلب الدم ولن تقوم أعضاء الجسم بدفع الدم نحو الدماغ والذي سيُقذف خارج الجسم في مستوى فتحة الرقبة.
ب- تخليص الذبيحة من الدّم ضرورة صحيّة. فالدم بيئة خصبة لنمو الجراثيم. ولا توجد طريقة لتصفية الذبيحة من الدم أفضل ممّا ذُكر
ج- اصطكاك الشاة إثر ذبحها لم يكن إذن بسبب شعورها بالألم، وإنّما هو ناتج عن استجابة لأوامر الدماغ
د- الشعور بالألم مرتبط زمنيا بلحظة قطع الحلقوم ويشمل مجرى الطعام ومجرى النفس والودجيْن (أي الوريد والشريان). فكلّما طالت مدّة الذبح شعرت الشاة بالألم.
ومن رحمة الله بمخلوقاته أنّ الذبيحة على الطريقة الإسلامية لا تشعر بالألم ولو لجزء من الثانية لِـ: حِدّة شفرة الذبح (سكين ماضية)/ اختصار زمن الذبح إذ لا يجوز للمُذكِّي رفع يده عند الذبح/ عدم ترك المجال للذبيحة رؤية سكّين الجزّار. بل أكثر من ذلك، ففي عادتنا عدم ذبح الجزّار الشاة أمام أنظار أختها.
هـ- وبالقياس/ فأحيانا يُجرح الشخص بآلة حادّة جدا ويسيل الدّم من إصبعه، دون أن يتفطّن الشخص لذلك لمدّة زمنية.
ختاما، فقد جاء في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وليحدّ أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته. )
والله أعلم، والحمد لله على نعمة الإسلام، عثمان الدرويش
02 / 11 / 2011
lundi 19 juillet 2021
مقاربة اجتهادية في مناسك الحجّ / في إحياء سنّة الخليل إبراهيم
جاء في صحيحيْ البخاري ومسلم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان]
فما أفهمه من الحديث والله أعلم أنّ الأركان الخمسة هذه، هي مُقوّم أساسي للإسلام ولكنّها غير كافية لوحدها. كأن تقول –ولله المثل الأعلى- بُني هذا المسجد على خمسة أعمدة. فالأعمدة ركائز أساسية لهذه البناية، فبدونها لا وجود لمسجد، ولكنّ هذه الأعمدة لوحدها لا تُشكّل المسجد.
ومن هنا أستنتج أنّ الإسلام لا ينحصر في الدعائم الخمس المذكورة في الحديث الشريف، بل يمتدّ ليشمل ما وقر في القلب وصدقه العمل حسب تعريف الرسول صلّى الله عليه وسلّم للإيمان.
والمتأمّل في مناسك الحجّ كما وردت في السنّة المحمدية الشريفة جاءت في معظمها إحياء لسنّة إبراهيم عليه السلام. فهل من مغزى خفيّ لذلك؟
1- يطوف الحاجّ بالبيت العتيق الذي رفع قواعده إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.
2- يُصلِّي بعدها الحاج ركعتيْن خلف مقام سيّدنا إبراهيم
3- يسعى الحاجّ سبع مرّات بين الصفا والمروة. وهو السعي الذي قامت به أمّنا هاجر –زوجة سيّدنا إبراهيم- للبحث عن ماء لرضيعها
** فائدة: السعي بين الصفا والمروة هو اقتداء بعمل أمّنا هاجر. وتكريما من الله للمرأة، فقد أُسقط على الحاجّة (الأنثى) الرمل (أي ليس عليها إسراع في السير) وعلى رأي الفقهاء فإنّ السيدة هاجر بهرولتها بين العَلميْن الأخضريْن قد أجزأت بفعلها عن كلّ الحاجّات من بعدها.
4- يتوجّه الحاجّ لبئر زمزم –التي تفجّرت تحت قدميْ الرضيع إسماعيل- والشرب من مائها
5- رمي الجمرات (أو كما يسمّيه البعض رجم الشيطان) اقتداء بإبراهيم عليه السلام عندما اصطحب ابنه للذبح واعترض الشيطان طريقه ليُثنيه عن عزمه في ثلاث مناسبات العقبة والأولى والوسطى
6- يقوم الحاجّ بذبح هديه يوم النحر إحياء لفداء الله لسيّدنا إسماعيل بذبح عظيم
وبالعودة للسؤال أعلاه، هل هناك مغزى آخر في إحياء سنّة سيّدنا إبراهيم في أغلب مناسك الحجّ؟
* فنبيّنا محمّد يرتفع نسبه إلى الخليل إبراهيم
* ورسالة نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلّم هي تمام دعوة إبراهيم:[ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ]128-البقرة
* ونعمة الإسلام التي ننعم بها هي كذلك تمام دعوة إبراهيم عليه السلام: [رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ]127-البقرة
** فائدة: وما الصلاة الإبراهيمية دُبر كلّ صلاة إلا شكرا للخليل إبراهيم على إحسانه إلينا: {اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد}
الاستنتاج:
وختاما، فما كنتُ فيه على صواب فمن الله وما أخطأت فيه فمن نفسي ومن الشيطان.
هل يكون الإنسان أرفع درجة من الملائكة؟
ولكنّ هذا الإنسان يمكن كذلك أن ينحدر إلى أقلّ من درجة الشياطين، فيكون أسوء خلق الله بدليل الآية 6 من نفس السورة السابقة: [ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيئَةِ ]
mardi 13 juillet 2021
سَمِّ نفسك مُناضلا، مُجاهدا أو ثائرا، ولكن احذر الاقتراب من مداري الحارق
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
31 / 07 / 2012
.
lundi 12 juillet 2021
صندوق الكرامة، ومن زاوية واحدة
صندوق الكرامة، ومن زاوية واحدة
[ صندوق الكرامة ] هي التسمية الرسمية حسب الأمر الحكومي عدد211 لسنة 2018 والصادر بالرائد الرسمي عدد 18 بتاريخ 02/03/2018.
صندوق الكرامة: مُركّب من مضاف ومضاف إليه. أي هي نسبة بين اسميْن ليتعرّف أولهما بالثاني، حسب تعريف الأفغاني في كتاب الموجز في قواعد اللغة العربية. فبما أنّ (صندوق) نكرة وجئنا بِــ(الكرامة) لتعريف (صندوق) لا بدّ من التعرّف على هذا المُعرّف لِـ(صندوق)، ومن الناحية القانونية فقط.
جاء في الفصل 4 من دستور 1959 للجمهورية التونسية، شعار الجمهورية: حريّة-نظام-عدالة (الصورة المصاحبة).
وجاء في الفصل 4 من دستور 2014، شعار الجمهورية التونسية هو" حريّة، كرامة، عدالة، نظام" (الصورة المصاحبة).
وبما أنّ رئيسنا يعشق القوانين وتنزيلها على الواقع المعاش، اعتقدنا أنّه سيُسارع في تغيير مُجسّم شعار الجمهورية (الصورة المصاحبة)، حتى يتضمّن كرامة المواطن. ولكنّ السيّد الرئيس لم يفعل شيئا طوال هذه المدّة، بل وجدنا حتى حريّة-نظام-عدالة قد طُمست فوق رأسه (انظر الصورة المصاحبة).
فإذا
كان هذا حالنا مع شعار "الكرامة"
المعنويّ،
فما بالك بِــ(صندوق)
ماديّ؟
فلننتظر
كم سيتطلّب تنزيل الفصل الثاني فقط، من
هذا الأمر الحكومي -المشار
إليه أعلاه-
والذي
ينصّ حرفيا:
الفصل
2
ـ
تتكون موارد الصندوق من:
*
نسبة
من الأموال الراجعة لميزانية الدولة والمتأتية
من تنفيذ القرارات التحكيمية الصادرة عن
لجنة التحكيم والمصالحة،وتضبط
هذه النسبة بقرار من رئيس الحكومة،
*الهبات والتبرعات والعطايا غير المشروطة،
أمّا بالنسبة لموقفنا من [ جبر الضرر والتكفّل بالتعويض لضحايا الاستبداد ] حسب ما جاء في التسميّة الرسميّة بالفصل 4 من الأمر الحكومي الذي نحن بصدده، فقد عبّرنا عنه منذ 31 جويلية 2012 في ظروف مُتوّترة بيني وبين بعض المُستنهضين الجُدد, وسنُعيد تنزيل المقال لاحقا.
والسلام، عثمان الدرويش
12 / 07 / 2021
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها