لجانكم وتحقيقاتكم وتقاريركم لم تعد تعنينا

خيانة شعب -4  

لجانكم وتحقيقاتكم وتقاريركم لم تعد تعنينا

·        لجنة كذا بالمجلس التأسيسي تُقرّر فتح تحقيق حول ظروف مقترح قانون كذا.

·        استجواب التأسيسي لوزير كذا في مسألة كذا.

·        نواب من التأسيسي مضربون عن الطعام يساندون أهالي مدينة كذا.

·        وزير يعرض على المجلس التأسيسي نتائج لجنة كذا.

·        ...

                           

                    كلّ هذا لم يعد ينطلي علينا. فقط، حقيقة واحدة تزداد وضوحا عندنا كلّ يوم هي: العجز الواضح لمؤسسات وهياكل في التفاعل الإيجابي مع التطورات الأخيرة الحاصلة في البلاد، مؤسسات وهياكل حكومية وغير حكومية -منتخبة ومنصّبة على حدّ السواء-.

                   وبالمقابل نشهد تزايد إيمان شرائح مختلفة من الشعب بضرورة اعتماد المجتمع على نفسه –بقدر الإمكان-. وما تأثير العالم الافتراضي من فايس بوك ويوتيب ومدوّنات وغيرها في مجريات أحداث عديدة إلا دليل على ذلك.

                    ومثال فقط على ذلك، مقترح القانون الخاص بتقاعد نواب التأسيسي: فما كانت لجنة التشريع بالمجلس التأسيسي اليوم أن تردّ مقترح القانون الذي نحن بصدده لولا صيحات الفزع التي أطلقها مواطنون عاديون واستنكارهم الشديد لمشروع القانون.

                    لقد أسقطت الثورة عصر التسلسل الهرمي والطبقيّة النخبويّة ليحلّ مكانهما عهد جديد شبكيّ التواصل، إذا صحّ التعبير.  فلا سبيل لهذا الشعب إلاّ التمسّك بمواقعه أفرادا وجماعات، وعدم التفريط فيها –أو في ما تبقّى منها-. 

فحسب مونتسكيو: إنّ الدولة هي نتاج المجتمع المدني، وأنّ كلّ مجتمع مدني يُنتج دولته المميّزة.

مع تحيات خواطر وآراء

05-10-2012

.