الـ"ONG ما
بعد الثورة" بين الذوبان والتكلّس
إذا حافظت المنظمات غير الحكومية على
استقلاليتها، فهي مطلوبة بل ضرورة حتمية. أمّا إذا تغوّلت وحلّت محلّ المؤسسات
الحكومية، فهي مرفوضة. ولكن عندما تنحلّ في هياكل الدولة وتُصبح عرّابة المنهج
السياسي الرسميّ فإنّها تفقد مشروعية وجودها.
ولتشريح هذه الفكرة، وتوضيح مدى ثبات
موقف السياسيين من منظمات المجتمع المدني، رأيتُ إعادة تنزيل هذه المادة: مصافحة القوائم الفائزة في المجلس التأسيسي
عن دائرة بنزرت لمدينة العالية / وفيها جانب من أمسية حوارية اِلتأمت بمبادرة من جمعية الوفاء بالعالية، يوم 12 نوفمبر 2011 بدار الثقافة
بالعالية.
السؤال كان حول تقييم لتجربة منظمات
المجتمع المدني المستحدثة بعد 14 جانفي، وما هو الدور المستقبلي لها بعد
الانتخابات الأخيرة للمجلس التأسيسي –والمجلس التأسيسي المدني الموازي لمحسن مرزوق
نموذجا-؟
* ملاحظة: كلّ سؤال تتمّ الإجابة عليه
من أربعة ممثّلين عن القوائم الفائزة الحاضرة. وهذه صيغة مبتكرة ربما لأول مرّة
على الأقلّ في تاريخ تونس. يتقدّم شخص بسؤال واحد فيتلقّى أربعة أجوبة -تتقاطع حينا وتختلف أحيانا ولكنّها في كلّ الحالات ليست
موحّدة- فقد جرت العادة أن يقدّم المسؤول
إجابة واحدة شاملة(standad) وحتى
لمجموعة من الأسئلة.
ملخص جواب (حركة الشعب المستقلّة):
فضّل الصمت دون تعقيب على هذا السؤال
ملخص جواب (حزب النهضة): يجب أن يعرف
الجميع أنّ الحاكم حاكم، والمحكوم محكوم
ملخص جواب (حزب الديمقراطي التقدّمي):
لا مُبرّر للخوف من مجلس محسن مرزوق، فلنتركه يعمل
ملخص جواب (حزب المؤتمر): لا سلطة لأيّ
كان على المجلس التأسيسي، وعمل منظمات المجتمع المدني مطلوب
وكان بعد هذا تعليقي الوارد بالفيديو
المصاحب: [...لكن في نفس الوقت محسن مرزوق ما يمثلش المجتمع المدني. والمجلس إلِّي
باش يعملو ما يمثلش المجتمع المدني. وبالتالي أنا نميل أكثر لكلام المؤتمر، هو
أنّه الجمعيات هذه، ONG هذه، يا سيدي ما انتفاش دورها، بل
هي دعوة للجمعيات الحاضرة هنا باش ما يتخلاوش على (مانقولش مناصب) بل الرقعة،
المساحة إلِّي خذاوها نُوَصّيهم باش...]
والسلام، عثمان الدرويش
20 / 10 / 2012
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire