.
نصر غزّة بنكهة الثورة -5
التجاذبات الإقليمية وفرص تصحيح المواقف
...
تفاعلات الحكومة
المقاومة (أو المقاومة الحاكمة) في غزّة مع تلك الأوضاع
قبيل وأثناء
العدوان الصهيوني الأخير
·
قامت الحكومة بإطلاق سراح زعيم السلفية في غزّة هشام
السعيدني (أبو وليد المقدسي). المقدسي اغتالته إسرائيل قبل قرابة أسبوعيْن من
عملية اغتيال أحمد الجعبري والتي كانت السبب المباشر للردّ الفلسطيني على العمليات
الصهيونية المُتكرّرة. وللتذكير، فقد داهمت حكومة غزّة جماعة سلفية، كانت قد
احتجزت "ناشطا" أو "صحفيّا" إيطاليا مطالبة بإطلاق سراح
زعيمها (أبو وليد المقدسي). وقد قُتل قبيل أو أثناء عملية المداهمة الصحفي
الإيطالي في ظروف غامضة.
·
لمّحت الحكومة إلى موافقتها الضمنيّة على مشروع محمود
عباس [منح السلطة الفلسطينية صفة مراقب غير عضو في الأمم المتّحدة]. ثمّ أعلنت
بعدها الحكومة دعمها وموافقتها صراحة لعباس.
·
رحّبت الحكومة باستقبال أمير قطر، الذي زار غزّة قبل
العدوان الصهيوني الأخير بأسبوعيْن أو ثلاثة.
·
بالردّ العسكريّ للحكومة على اغتيال الجعبري، أو حتى إن
كانت غزّة هي المبادرة في المواجهة الأخيرة -كما ادّعت إسرائيل- يبرز إصرار
الحكومة على إبقاء روح المقاومة مشتعلة، وتذكير إسرائيل والعالم من ورائه، بأنّ
الفلسطنيين متمسّكون بحقوقهم في أرض فلسطين كاملة. ويظهر ذلك جليّا في رفض الحكومة
هدنة طويلة المدى مع المحتلّ.
·
أثناء العدوان لم تُلحّ الحكومة في طلب تدخّل الدول
العربية والمجتمع الدولي في وقف الاعتداء الصهيوني، كما كانت العادة من قبل. ولم
توجّه الحكومة هذه المرّة نقدها اللاذع لأمريكيا داعمة إسرائيل.
·
رحبّت الحكومة بالوفود القادمة (من تونس وليبيا وتركيا
والجامعة العربية بوزرائها) باستقبالات رسميّة.
·
أعلنت الحكومة (حماس/مشعل) والمقاومة (الجهاد/شلّح)
صراحة -بمناسبة وبدون مناسبة- على أنّ صواريخ المعركة الأخيرة كانت من إيران. بل قامت
الحكومة بعرض لافتات عملاقة في مفترقات رئيسيّة بغزّة تشكر إيران على دعمها بأربع
لغات، كما تُوضّحه الصورة المصاحبة.
·
أطنبت الحكومة في شكر مصر-مُمثّلة في رئيسها- على دورها
الإيجابيّ في رعاية المفاوضات، ودعم المقاومة الفلسطينية.
وبعد هذا العرض، نطرح سؤاليْن اثنيْن: 1- ماهي طبيعة
حكومة غزّة؟ سنيّة أم شيعيّة، سلفية أم ثورية، "أوسلاوية"، أم مُطبِّعة؟
2- هل انتصرت غزّة فعلا؟ وإذا كان ذلك كذلك، فما هي مؤشّرات ذلك الانتصار؟ ...
يتبع بإذن الله.
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
30 / 11 / 2012
.