.
الصلاة الجامعة بين
حقّ المُصلّي وحقّ المسجد
ظهر هذا اليوم ، وقفنا وراء إمام المسجد للصلاة. وإذا بي أتبيّن أنّ الواقف إلى جواري مُصرّ على تطبيق خاطئ لحديث شريف: [ حاذوا بين المناكب والأقدام ]. وقد كان واضحا من تصرّف الفتى أنّه لم يفهم الحديث الشريف جيّدا. فقد كان شغله الشاغل طيلة نصف مدّة الصلاة هو إلصاق أصابع رجله إلى أصابع رجلي. وكان همّي الوحيد هو إبعاد رجلي عنه، بل وفي عديد المرّات، سحب إصبعي الصغير من تحت قدمه.
انتهت الصلاة والتفت الفتى نحو شاب كان لجانبه يستوضح الأمر. وانشغلتُ أنا عنهما بحديث مع صديق في شأن عام. وفي الأثناء، كانت تصل إلى سمعي نصائح الشيخ الشاب لمُريده، مثل: ما كان عليك أن تُصرّ في محاذاة رجلك لرجله. عليك الاكتفاء بالمحاولة مرّة أو مرّتيْن فقط، خصوصا إذا كان رفض الطرف الآخر ناتجا عن قلّة علم بدينه...
ظهر هذا اليوم ، وقفنا وراء إمام المسجد للصلاة. وإذا بي أتبيّن أنّ الواقف إلى جواري مُصرّ على تطبيق خاطئ لحديث شريف: [ حاذوا بين المناكب والأقدام ]. وقد كان واضحا من تصرّف الفتى أنّه لم يفهم الحديث الشريف جيّدا. فقد كان شغله الشاغل طيلة نصف مدّة الصلاة هو إلصاق أصابع رجله إلى أصابع رجلي. وكان همّي الوحيد هو إبعاد رجلي عنه، بل وفي عديد المرّات، سحب إصبعي الصغير من تحت قدمه.
انتهت الصلاة والتفت الفتى نحو شاب كان لجانبه يستوضح الأمر. وانشغلتُ أنا عنهما بحديث مع صديق في شأن عام. وفي الأثناء، كانت تصل إلى سمعي نصائح الشيخ الشاب لمُريده، مثل: ما كان عليك أن تُصرّ في محاذاة رجلك لرجله. عليك الاكتفاء بالمحاولة مرّة أو مرّتيْن فقط، خصوصا إذا كان رفض الطرف الآخر ناتجا عن قلّة علم بدينه...
التفتُّ للفتى سائلا: تتحدّث عنّي!؟ وقبل أن يفتح الفتى الطالب فمه، إذ بالشيخ المعلّم يُخاطبني: لا، هو لا يتحدّث عنك. رددتُ عليه: وما دخلك أنت؟ أنا أكلّمه هو. قال لي الشيخ المعلّم: ربّي يهديك. رددتُ عليه "سكر فمك". وانحصر الحوار بيننا في عبارتيْن لا ثالث لهما. هو يقول لي: ربّي يهديك. وأنا أردّ عليه: "سكّر فمك" ستّ أو ثمان مرّات.
** ملاحظاتي:
قصدُ الشيخ المعلم –والله أعلم- من تدخّله بيني وبين الفتى هو استدراجي لنقاش بيزانطيّ. فلمّا رأى عدم استجابتي. أراد إيصال رسالة للحضور. [ أيّها المُصلّون، قارنوا بين خطاب هذا العجوز وبين أخلاق الإسلام السمحة التي تتجسّد فيَّ أنا ]
قصدي من الردّ على الشيخ المعلّم: أن يُخلّي بيني وبين هذا الفتى.
• بل وأن يترك "فقهاء ما بعد الثورة" هؤلاء الفتيان يُمارسون دينهم على الفطرة. وإن كان ولا بدّ من تعليمهم، فليكن ذلك بالاقتصار على الأصول دون الفروع، وعدم إثقال كواهلهم بجزئيات -صحيحة ولا شكّ- ولكنّها قد تكون سببا في انحرافهم عن المسلك الرئيس.
• ومثال ذلك في قضية الحال:
* أن ينقلب الحديث الشريف من [ حاذوا بين المناكب والأقدام ] إلى المحاذاة بين الأصابع، بل والوصول إلى الدّوس على الأصابع.
* أن يضيع الخشوع في الصلاة بسبب تفكيري الدائم في كيفية الابتعاد عن مُجاوري، وتركيز الفتى المستمرّ على طريقة الاقتراب منّي، واهتمام المُتدخّل المتواصل بتصرفاتنا.
* أن يختلط الفرض بالسنّة، كأن تتحوّل سنة تجافي (أي إبعاد) فخذيْ المصلّي –الذكر دون الأنثى- عن ساقيْه إلى ركن في الصلاة.
* أن يضيع حقّ المُصلّي بتعلّة حفظ حقّ المسجد، كما حاول فعله الشيخ المُعلّم من خلال حشر نفسه في قضية الحال، ثمّ من خلال ترديده عبارة "ربي يهديك".
يعني إمّا أن تُسقط حقّك كمُصلٍ وتقبل إيذاء الغير لك، وإمّا أن تكون مُتعديا على حقّ المسجد. هذا إن بقي للمسجد حقّ، هذه الأيام.
والسلام، عثمان الدرويش
19 / 11 / 2012
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire