إلى متى ستظلّ ألسنة حرائق شاحنات التبن تُدمي قلوبنا
.
إلى متى ستظلّ ألسنة
حرائق شاحنات التبن تُدمي قلوبنا
انطلقت الفكرة منذ أواخر الشهر الماضي (جوان 2011) عندما أعلنت جمعية الوفاء
بالعالية بمشاركة جمعية الهلال الأحمر عن تنظيم قترة تكوينية في الإسعافات الأولية
يومي التاسع والعاشر من جويلية 2011. ساعتها باركت الخطوة وأضفتها إلى سجل العمل
التضامني الجمعياتي الخيري لهذه الجمعية وجمعيات محلية أخرى مشابهة –وليس هذا مجال
لجرد الأعمال- ولكن كنت أتساءل في نفسي: ما جدوى تدريب أشخاص للإنقاذ من
الغرق، أو من حوادث مرور في مدينة العالية بالذات؟ أليس للعالية مثل كلّ جهة خصوصياتها
الاجتماعية والجغرافية؟ فلِمَ لا تجمع الجمعية بين الغاية النبيلة والآليات
التطبيقية التي يحتاجها المجتمع العلوي، كإنقاذ غريق ببئر أو سدّ مثلا؟ ولكن
وبعد الفاجعة التي عاشتها مدينة العالية قُبيْل فجر هذا اليوم 13/07/2011، والتي
تمثّلت في الاحتراق الكامل لشاحنة محمّلة بالتبن، وبعد اطلاعي على رغبة جمعية
الوفاء في تنظيم دورة ثانية في الإسعافات الأولية كما صرّح بذلك أحد أعضائها على
صفحة الجمعية بالفايس بوك، وبعد اكتساب الجمعية خبرة في تنفيذ مثل هذه الأعمال
الخيرية والتي نالت استحسان الأغلبية، ونظرا لنجاح هذه الجمعية وجمعيات محلية أخرى
–بدرجات متفاوتة- في ملء الفراغ الذي بدا واضحا بعد أن عجزت مؤسسات حكومية وغير
حكومية في التفاعل الإيجابي مع المجتمع أيام الثورة وبعدها، ومسايرة لواقع مدينة
العالية –إذ سيتواصل تحميل الشاحنات بالتبن، ولن تتوقّف عمليات الحرق –سواء كان
ذلك بفعل فاعل أو بدونه- وأمام ما عاينته فجر اليوم من عجز أصحاب القلوب الرحيمة
في تحقيق أيّة نتيجة إيجابية رغم اندفاعهم الصادق لمحاولة إنقاذ ما يُمكن
إنقاذه.
واعتبارا لكلّ ما سبق فإنّي أقترح تخصيص دورة يتدرّب خلالها المتطوّعون والمهتمّون
بشأن النقل والتحميل على كيفية التدخل السريع والناجع في مثل هذه الحالات.
وكمساهمة نظرية في هذا الباب ، أقترح تحسيس أصحاب الشاحنات بجدوى اتخّاذ احتياطات
عملية، بل وتنفيذ مشروع يكون نموذجا تطبيقيا خلال هذه الدورة ثمّ تُعاد هذه
التظاهرة مرات ومرات كثيرة حتى تصير سلوكا طبيعيا لأصحاب هذه المهنة.
والمشروع –وهو بمثابة دغدغة لفكر الشباب القادر على الابتكار- يتمثّل في تجهيز
الشاحنة المُخصصة لنقل التبن وما شابهه بلوحة يقع تثبيتها -عموديا- في مقدّمة
صندوق العربة(أي ما يُعبّر عنه بصدر الشاحنة) ثمّ تُشدّ اللوحة من زواياها الأربع
بحبال معدنية قوية تكون بمثابة حبال نجدة. حتى إذا ما وقع الحريق –لا قدّر الله-
قام، بسرعة البرق، أشخاص أو جرار بسحب حبال النجدة الأربعة إلى الخلف، فتنزلق
حمولة الشاحنة وتسقط على الأرض دون أن تُصاب الشاحنة بضرر، بل وقد يتمكّن
المتدخّلون من إنقاذ جزء من الحمولة المتساقطة على الأرض.
والسلام عثمان
الدرويش
13 /07 / 2011
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire