Pages

Nombre total de pages vues

samedi 3 juillet 2021

في وقت صلاة الجمعة

.
في وقت صلاة الجمعة
إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
 
الكل يعلم أنّه إذا خاف المسلم خروج وقت الصلاة المكتوبة صلّى على حسب حاله، حتى لو ترك ما لا يقدر عليه من الشروط والأركان، كالوضوء والقيام أو استقبال القبلة... وبما أنّ الوقت أوكد شروط الصلاة ، فإنّ الله سبحانه وتعالى لم يترك المجال للإنسان ليحدّد مواقيت الصلاة إلاّ في حدود الأحكام القطعية التي نصّ عليها القرآن الكريم كما كان الشأن في تحديد الميراث أو المحارم. فمثلا لتحديد وقتي صلاتي الصبح والمغرب يقول تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) وفي وقت صلاة العشاء يقول جلّ شأنه (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) أي إنّ تحديد مواقيت الصلوات الخمس اعتمد على ظواهر فيزيائية، بل حتى أسماء تلك الصلوات جاءت في علاقة مع حركة الشمس.

أمّا الصلاة التي تعوّض الظهر في سادس أيام الأسبوع فقد خصّها القرآن الكريم بتوقيت واسم معيّنيْن {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}} [الجمعة: 9] وبإيجاز شديد، وحصريا على قاعدة الوقت، وتحييدا للمتغيرات الاجتماعية والسياسية وغيرها سيتم تناول الموضوع.
 
إنّ المقتصر على مداركه العقلية البشرية الضيّقة يلاحظ التالي:
* مَن تجب عليه صلاة الظهر قد تسقط عليه الجمعة لأسباب عديدة.
* صلاة الظهر يومية، والجمعة أسبوعية.
* صلاة الظهر تقام جماعة وإذا أدّاها المصلّي فذا أجزأته، والجمعة لا تُصلى إلاّ في جماعة بل وبعدة قيود.
* صلاة الظهر يُؤدّيها المؤمن في وقتها وحتى بعد وقتها نتيجة نسيان أو نوم، والجمعة -للشخص الواجبة في حقّه- إذا لم يُصلّها في وقتها -بسبب أو بدونه- تحوّل من الجمعة إلى الظهر، بل إن صلاّها جمعة بعد وقتها بطلت صلاته.
 
وإجمالا، صلاة الجمعة تختلف عن صلاة الظهر، بل لا علاقة بينهما. فصلاة الظهر عامّة وصلاة الجمعة خاصّة. والاستنتاج الأولي للمكتفي بتحليل العقل البشري: إذا كانت الصلوات اليومية العامّة قد ضبط القرآن مواقيتها حسب حركة فلكية دقيقة لا دخل فيها للمجتمع ولا حتى لحالة الفرد، فإنّ من باب أولى أن يتمّ ضبط وقت الصلاة الأسبوعية الخاصّة بنفس الدقّة بل أشدّ.
فكيف حدّد القرآن الكريم وقت صلاة الجمعة؟

الجواب:[ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ]. فالوقت مرتبط بالنداء، والنداء موكل لبشر سيتعامل مع ظروف مختلفة وعديدة ومتغيّرات عامّة وخاصّة. مثلا إذا دقّت ساعة صلاة الظهر أذّن المؤذّن للصلاة حضر الإمام المسجد أم لم يحضر، بينما لا يُنادي المؤذن لصلاة الجمعة إلاّ متى حضر الإمام الجامع، بل وصعد المنبر واستعدّ لإلقاء خطبتيْه، وقد يتأخّر الإمام عن الزوال بوقت قصير أو طويل. ولعلّ هذا ما اعتمد عليه بعض من لا يُعتدّ برأيهم عندما جعلوا وقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة العيد وحجّتهم في ذلك الآية الموالية في سورة الجمعة (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض) ولم يكن البيع والتجارة في الجزيرة العربية إلاّ صباحا.

أمّا حجّة الداعين لإلزامية صلاة الجمعة وحصرها في أول وقتها ،أي بداية من الزوال فهي باطلة بنصّ الآية الكريمة السابق ذكرها، والتي علّقت الحكم بالنداء. وإذا عُلّق الحكم بالأذان، فلا يمكن أن نتجاوز ونعلقه بالزوال.
وأمّا إذا كانت حجتهم حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر  بداية تجدر الإشارة أنّ إغلاق الملائكة لسجلاتها ربطه الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج الإمام لا بحركة الشمس. والتقرب بالبدنة ثم البقرة حتى البيضة جاء فقط لترغيب المصلين في التبكير، مثل الترغيب في الصف الأول إذ يُشير الفقهاء أن المصلّي في الصف الأول له نفس أجر المصلّي في الصف العاشر على أن يكتمل الأول فالثاني حتى العاشر.
ومثله مثل قوله صلّى الله عليه وسلّم " لِيَليني منكم أولو الأحلام والنّهى" لا ما ذهب إليه البعض، حيث نجد من يَصل الجامع عند الإقامة فيتخطّى الرقاب حتّى يصل الصف الأول فيُزيح الصبيّ المميّز من وراء الإمام ليقف هو مكانه بدعوى أنّه من أولي الأحلام والنهى. 

وفي المسألة التي نحن بصددها قول كثير ولكن لتكون الخاتمة في صيغة سؤال للمستميتين في فرض صلاة الجمعة في كل الجوامع عند الزوال. فكيف تردّون على أصحاب الرأي التالي؟ [ يقول سبحانه وتعالى في سورة النور (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ، من قبل صلاة الفجر ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن بعد صلاة العشاء ، ثلاث عورات لكم ) فحسب رأيهم: إنّ هذه الأوقات الثلاثة والزوال من بينها هي أوقات عورة أي بمعنى أنّ الناس يكونون في بيوتهم وفي خلوة مع أنفسهم أو بمعنى آخر أنّ الزوال ليس الوقت المناسب للخروج إلى المسجد ؟] وها قد عدنا إلى المربّع الأول.
 
والله أعلم. عثمان الدرويش
02 / 07 / 2011

مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
الصورة المصاحبة للمادّة عن:  Hamdi Ben Brahim

.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire