سقوط محاور هامّة من دروس الثورة
كنّا استخرجنا من أرشيفنا مقالا بتاريخ 10 أكتوبر 2011، استعدادا لتنزيله –بعد
التنقيح- إثر مسيرة الدفاع عن المقدّسات الدينية للأمّة الجمعة 14 سبتمبر 2012
[ردّا عن الفيلم الأمريكي المسيء]. ثمّ عدلنا عن عملية التنزيل لوجود فوارق شاسعة
بين حادثتيْ فيلم قناة نسمة 2011 وفيلم سفارة أمريكيا 2012.
وبعد أيام قليلة جاءت الصور المُسيئة لِـ "شارلي
إبدو" الفرنسية. فأبقينا مقالنا المذكور (à la une) قصد المقارنة بمسيرة الدفاع عن المقدّسات
الدينية للأمّة الجمعة 21 سبتمبر 2012. لكنّ نفس الأسباب سابقة الذكر منعتنا من
المُقارنة. فانتهينا إلى قرار تنزيل مادّة أكتوبر 2011 دون تنقيح أو مقارنة.
وليستخرج كلّ واحد المحور أو المحاور التي قد تكون سقطت
من دروس الثورة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من دروس الثورة
من خلال متابعتنا لمُجريات الأحداث طيلة الأربع والعشرين ساعة التي تلت بث قناة نسمة للشريط المجسّد للذات الإلاهية -سبحانه وتعالى عمّا يصفون- لاحظنا التالي:
من دروس الثورة
من خلال متابعتنا لمُجريات الأحداث طيلة الأربع والعشرين ساعة التي تلت بث قناة نسمة للشريط المجسّد للذات الإلاهية -سبحانه وتعالى عمّا يصفون- لاحظنا التالي:
1- وقوف المواطن على حقيقة كانت غائبة –أو غُيّبت عنه-
مفادها أنّ ديمقراطية لا تساوي انتخابات. فمسألة الديمقراطية أعقد من حصرها في
"انتخابات" (حتى وإن كانت نزيهة وشفافة وسريّة ومباشرة...).
2- اعتماد الشعب على نفسه في الدفاع عن حقوقه المسلوبة. أي إيمان
بقدرته على الفعل .
3-
اضطرار النظام الرسمي
وشبه الرسمي الالتحاق بالقطار الشعبي كصدور بلاغ محتشم عن الشعائر الدينية، وقرار
النيابة فتح تحقيق في قضية نسمة.
4-
إسراع المجتمع
(أفرادا وجماعات وجمعيات...) في البحث عن آليات تطبيقية لمعاقبة المذنب تتجاوز
ردّات الفعل العفوية.
5-
إذكاء شرارة الثورة
داخليا (بفاعليات جماهرية مختلفة) وخارجيا (بانتشار أصداء الحدث في مناطق عديدة من
العالم. وهذه جرعة إضافية نحو أممية الثورة وامتدادها).
6-
قطع شوط لابأس به في
حسن استثمار الحدث (أي أصبحنا نُدرك أنّ المُهمّ ليس الحدث في حدّ ذاته وإنّما في حسن
استثمار ذلك الحدث).
7-
توجيه رسالة واضحة
للداخل والخارج على حدّ السواء مفادها: أنّ الأمر عندما يصل إلى مقدّسات الأمّة
ومكوّناتها فلن يكون السلفيون لوحدهم في ساحة الجهاد.
8- انكشاف عورات الأحزاب للفشل الذريع الذي مُنيت به، وذلك لحصر عملها في
النشاط الحزبي وعدم قدرتها على التفاعل الاجتماعي مع قواعدها الحزبية.
9-
امتزاج كل من
الجماهيري والسياسي والفكري في الخطاب الديني. وهذا ما يلحظه المتابع بالعين
المجرّدة.
10- إدراك المواطن أنّ
الثورة ليست مجرد حدث معزول في الزمان والمكان وإنّما مسار لا يخلو من مصاعب.
فأصبحت الثورة عنده حالة وعي، وممارسة يومية تتكيّف حسب مُجريات الأحداث
ومسبّباتها.
وفي المحصّلة فإنّ
استفادة الشعب، هذا اليوم، من تجاربه الحلوة والمرّة أيام الثورة، تجعلنا مُتفائلين
بأنّ النصر –بحول الله تعالى- سيكون حليف الأمّة بقطع النظر عن النتائج التي
ستفرزها الانتخابات المُقبلة. وإن حدث هذا –وإن شاء الله سيحدث- ستكون سابقة أخرى
لتونس المسلمة.
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
تاريخ إضافة المقدّمة: الجمعة 5 ذو القعدة 1433 / 21
سبتمبر (أيلول) 2012
أرشيف هذه المادّة على الرابط التالي: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=268356426537752&set=a.290944030945658.74073.100000901896858&type=3&permPage=1
.
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire