عندما يستشيط صديقي التجمّعي غضبا
هذا المساء، وأنا مارّ ببهو المقهى لآخذ مكاني
وسط المجموعة التي تعوّدت الجلوس إليها، نادني صديق تجمّعيّ. اقتربت منه وهو وسط
مجموعة مختلفة المشارب لا تشترك إلاّ في كرهها لحزب النهضة. وإذا بصديقي يُفاجئني بالقول
وهو في حالة انفعال شديد:
[ آش بيكم حزانى. لم نعد لوحدنا أزلاما. ستُصبحون عمّا
قريب أزلاما كذلك...] وكلام آخر لم أتبيّنه.
غادرت ولا أذكر أنّي نبستُ ببنت شفة. لا أدري
لماذا؟ صديقي يعلم جيّدا أنّي لستُ نهضاويا، فما هي الرسالة التي أراد إيصالها
لمُجالسيه؟
صحيح أنّي شاركتُ بجهد بسيط جدّا جدّا في
إسقاط رئيس حزبه، ولكن ذلك كان دون قصد منّي. وصحيح أنّ النهضويين بالعالية على
الأقل ليسوا أعدائي، بل أنّ أكثرهم أصدقاء.
وليعلم جلساء صديقي التجمّعيّ أنّي فرحتُ كثيرا
بسقوط ابن علي وبادرني يومها شباب كثير بالقبل والعناق، لا أزال أتذوّق طعمها إلى الآن. واليوم لا
يهمّني سقوط
النهضة أو بقاؤها على سدّة الحكم.
وحتى يطمئن صديقي أقول: إنّ يوم سقوط النهضة لن
يكون يوم فرحة بالنسبة لي لأسباب ليس هذا مجال سردها. ولكنّني كذلك لن أذرف عليها
دمعة واحدة.
والسلام، عثمان الدرويش
05 / 07 / 2013
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire