.
في الذكرى الـ90ـ لقيام
الجمهورية الأتاتوركية على أنقاض الخلافة العثمانية
مقتطفات من مقال سابق
... فتركيا حرصت على تقديم نفسها كنموذج للنّسج على منواله. وذلك بإنشاء إيديولوجية غير متجانسة بين الدين والسياسة، بين إسلام الشرق وعلمانية الغرب. فهي لا ترى مانعا في تغيير مواقفها، بل حتّى مبادئها من أجل تحقيق مصلحة خاصّة. وبراغماتية تركيا هذه، لم تقتصر على حقبة العلمانيين فقط، بل استمرّت وازدادت وضوحا مع نجم الدين أربكان وتلامذته من الأحزاب الإسلامية المستنسخة من بعضها. وهذه أمثلة لتناقضات تركيا:
· تمكين الغرب الصليبي من تدمير العراق أثناء عدوان سنة 1991 انطلاقا من
أراضيها // وغلق قاعدة
أنجيرلك التركية في وجه المحتلّ الأمريكي للعراق سنة 2003
· إرسال تركيا السنّيّة جيشها للوقوف مع القوات المحتلّة لأفغانستان
السنّيّة، ولا يزال الجيش التركي إلى اليوم بأفغانستان، وانتشار جيش تركيا في
الجنوب اللبناني (2006) ضمن قوات اليونيفيل لحماية الكيان الصهيوني
//
اعتراض تركيا على التدخّل العسكري للناتو ضدّ قذافي
ليبيا السنة الفارطة، وحماسها المفرط لتدخّل عسكري ضدّ بشار سوريا هذه السنة.
· ولعلّ حرب أرمينيا-أذريبيجان
1988/1994 حول إقليم "ناغورني قره باخ" تُبرز مفارقة عجيبة عندما ساندت
إيرانُ أرمينيا ضد شيعة أذريبيجان ذات العِرق التركي، في حين وقفت تركيا السنيّة
إلى جانب أذريبيجان الشيعية.
· ومن
المفارقات الأخرى لتركيا العلمانية الإسلامية: تكوينها لشراكات مع إيران الشيعية
والسعودية السنّيّة وتولّي التركي أكمل الدين إحسان أوغلو الأمانة العامة لمنظمة
المؤتمر الإسلامي منذ سنة 2004، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى هي عضو في حلف الناتو،
وعلاقاتها المتميّزة مع إسرائيل ازدادت تمتينا في السنوات الأخيرة، وخصوصا في
المجال العسكري، وهي –أي تركيا- لا تزال تهرول للاندماج في الاتّحاد الأوروبي
مقدّمة التنازلات العديدة.
فاستراتيجية
تركيا واضحة وواحدة هي: المصلحة الخاصّة ولا شيء غيرها. ومشروع
تركيا هو مشروع عرقيّ عنصريّ وإن امتطى الدين وسيلة في الحقبة الأخيرة.
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
29 / 10 / 2013
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire