.
هم يريدون –فقط- انتزاع شرعية -8
الربيع العربي في تونس، مجرّد مثال أم استثناء؟
(أ)
إنّ المتابع للوضع السياسي في دول الربيع
العربي يلحظ التالي:
·
مصر: أُسقط حكم
الفريق حسني مبارك في 11 فيفري/فبراير 2011، ثمّ اُنتخب محمد مرسي كأول رئيس مدني لمصر.
وفي جوان/يونيو 2013، استغلّ الفريق عبد الفتاح السيسي مظاهرات شعبية ضد حكم
الإخوان لينقلب على محمد مرسي ويُنصَّب رئيسا لمصر بعد أن رقّى نفسه إلى مشير
كأعلى رتبة في سلّم الجيش المصري.
وعادت
مصر لقبضة العسكر بأكثر قوّة من عهد مبارك.
·
اليمن: أُسقط علي
عبد الله صالح بعد 34 سنة من حكم طغت عليه النزعة القبلية. وبمبادرة خليجية تمّ
تعيين نائب الرئيس صالح –عبد ربه منصور هادي- رئيسا لليمن، ثمّ مُدَّد له بانتخاب
توافقي. وتواصلت سيطرة القبائل (سُنّة القاعدة / شيعة الحوثيين / انفصاليي الحراك
الجنوبي) على مفاصل الدولة.
بل
أصبحت أكثر قوة وبطشا بعد أن تحصّنت ببعض الإيديولوجا وكثير من السلاح الحربي.
·
ليبيا: أُسقط قائد
اللجان الشعبية معمر القذافي بغطاء من حلف الناتو. وعمّت الفوضى: فصار بليبيا
مجلسان لنواب الشعب عوض مجلس واحد، وبدل الحكومة الواحدة حكومتيْن اثنتيْن. وانتشر
السلاح بكلّ أنواعه بين الأحزاب-الحربية. وانبعثت اللجان الشعبية للحياة من جديد –والتي
اعتقدنا موتها-.
عادت
اللجان مختلفة عمّا كانت عليه زمن القذافي: عادت بولاءات متضادّة (داخليا وخارجيا)
وبأسلحة متطوّرة (خفيفة وثقيلة). ولكن كلّها تحمل مشروعا واحدا هو الاستيلاء على
السلطة، وتلبس ثوبا واحدا هو ثوب المحارب.
·
سوريا: نظام أسد
المؤامرات الداخلية والإقليمية بامتياز، وأسد المخابرات ذات الجودة العالية. وهذان
العاملان كانا السبب الرئيس في إطالة عمر حكم آل الأسد، رغم المعارك العنيفة التي
يتعرّض لها النظام –طيلة أربع سنوات- من المعارضة السورية بأنواعها.
وبالقياس
على الأمثلة السابقة، نخشى أن ينتهي الصراع في سوريا بمؤامرة كيديّة بأياد غير
وطنية أي أجنبية.
·
تونس: هل هي مجرّد مثال أم استثناء؟... يتبع
والسلام، عثمان الدرويش
16 / 10 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire