.
المغادرون للسلطة في تونس للمواطن: " عَشّ عليه
"
كلّهم من مُساندي المرزوقي للدور النهائي في الانتخابات
الرئاسية. كلّهم يمدحون مرشّحهم ويهجون منافسه. وأنا صامت لا أنبس ببنت شفة. فجأة،
التفت إليّ وقال لي: وأنتَ لِمَ لَمْ تُصوّت؟
قلتُ: أنا حرّ. أنا لستُ مُستعدّا لرمي صوتي في سلّة
المهملات.
قال: اجلسوا على الربوة، ستندمون إلخ ... إلخ ...
(تلك الاسطوانة المكرورة التي صارت تتسبّب لنا في
الغثيان كلما شاهدنا نقاشا تلفزيا أو تصّفحنا الاستقبال الفايسبوكي.)
قلت: ما الفائدة في رمي صوتي بين ماكينتيْ النهضة
والنداء. لو أعلنت النهضة دعم مرشّح مُناضل ديمقراطيّ، لساهمتُ في الانتخابات
وكان لصوتي جدوى.
قال: وما يهمّك في موقف النهضة؟ أأنت نهضويّ؟ ثمّ إنّ
النهضة لم تدعم المرزوقي.
قلت: كنتم تتزايدون في مدح مرشّحكم، ولم أتدخّل في عكاظيتكم.
أمّا أن يتمّ استبلاهي بمثل هذا الكلام، فهذا ما لا أقبله. كما أرفض رفضا قاطعا أن
يتمّ تحريكي كبيدق لصالح هذا الحزب أو تلك الجهة أو ذاك الشخص.
قال: وكيف ذلك؟
قلت: النهضة خصوصا والترويكا الحاكمة عموما أسقطت شروطا من
مشروع الدستور كانت ستُقصي آليا كلّ أعداء الثورة. ومن هذه الشروط التي أسقطتها
النهضة أو لم تستطع تمريرها: السنّ القصوى للمترشّح لرئاسة الجمهورية وحمل جنسية
ثانية (ويُمكن أن تكون إسرائيلية) وإلغاء قانون تحصين الثورة...
والآن وبعد أن فشلت النهضة في إقصاء أعدائها تُريد منّي
أن أقوم أنا بما عجزت هي عن فعله، برفع شعار: "
عَشّ عليه "
" عَشّ عليه ": عبارة يُطلقها
شخص لكلبه -أعزّكم الله- كأمر لمهاجمة شخص غير مرغوب فيه، عجز صاحب المنزل عن
التصدّي له.
أمّا بخصوص الجلوس على الربوة، فأنا أعرف متى أجلس على
الربوة. وقد تكون ساعة عودتي للساحة قريبة.
وإجمالا، ما دمتُ
متناسقا مع نفسي فلا تهمّني شهادة شاكر ولا ألتفتُ إلى الشاتمين.
والسلام، عثمان الدرويش
25 / 11 / 2014
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire