.
مَن المسؤول عن المأزق الحاصل في منصب رئاسة الجمهورية؟ -6
رؤساء الغلبة في الجلسة الافتتاحية للبرلمان: أخطاء برتوكولية، أم تصفية
حسابات
افتتح البرلمان الجديد اليوم 02/12/2014 أشغاله، وسط حضور هام لشخصيات
وطنية وحزبية، عسكرية ومن المجتمع المدني. وكان غياب رئيس الجمهورية الحالي عن
الجلسة مُلفتا للانتباه.
المعطيات:
·
رئيس الجمهورية المُتغيّب مترشّح لنفس المنصب لفترة ثانية. يُنافسه في
الدور النهائي عجوز قادم من المنظومة القديمة، حسب وصف خصمه.
·
منافس الرئيس الحالي في انتخابات رئاسة الجمهورية هو صاحب الأغلبية في
البرلمان الجديد (السلطة التشريعية) والمعنيّ بتشكيل الحكومة القادمة (السلطة
التنفيذية). وهذا الأخير يكنّ لساكن قرطاج الحالي كرها شديدا ويصفه بالعاجز.
·
المكلّف بتوجيه الدعوات لحضور جلسة البرلمان هو الرئيس المُتخلّي للمجلس.
الفرضيات:
1- إمّا أن يكون الرئيس
المُتخلّي للمجلس التأسيسي قد وجّه الدعوة لرئيس الجمهورية الحالي. وهذا الأخير رفضها
لحقده على مُنافسه في سباق الرئاسة الدائر حاليا. وهذا فعل خطير قد يصل حتى
التشكيك في شرعية الانتخابات التي أفرزت البرلمان الحالي.
2- وإمّا أنّ الرئيس
المُتخلّي للمجلس التأسيسي لم يُوجّه الدعوة لرئيس الجمهورية الحالي: تحت ضغط
مهندس الخريطة السياسية للفترة القادمة، أو تصفية لحسابات خَفيّة بين الرئيس
المُتخلّي للمجلس التأسيسي وبين رئيس الجمهورية المُنتهية ولايته [فكلاهما خسرا
الانتخابات التشريعية الأخيرة، وقد كانا ذراعيْ الحاكم الفعلي لتونس خلال السنوات
الثلاث الأخيرة]. وقد تكشف لنا الأيام حقائق أخرى...
أمّا الرأي الراجح عندنا –والله أعلم- هو أنّ رئيس الجمهورية لو حضر الجلسة
الافتتاحية لتناول الكلمة. وفيها سيتعرّض بالنقد لمنافسه في سباق الرئاسيات
والنتائج الحاصل عليها. ولانتقد تصريحا تركيبة البرلمان الذي يحتلّ فيها حزب خصمه
الأغلبية. وبعدها سيقوم رئيس البرلمان في جلسته الافتتاحية –وهو المنتمي لحزب خصم
رئيس الجمهورية- بالتعقيب على كلمة الرئيس المغادر. وقد تتحوّل جلسة التسليم
والتسلّم إلى مناظرة تلفزية تُبثّ على الهواء وبحضور الجمهور، ممّا سيجعل من قبّة
البرلمان مسرحا لتناطح أكباش.
الاستنتاج:
مهما
كان سبب تغيّب الرئيس الحالي عن الجلسة الأولى للبرلمان المُنتخب، فما حدث اليوم
يُؤكّد سداد موقفنا المقاطع لانتخاباتهم الأخيرة.
والسلام،
عثمان الدرويش
02 /
12 / 2014
مسؤولية
وحقوق هذه المادة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire