اتّحاد الشغل بين سيدي بوزيد وسليانة
بنزرت، ديسمبر 2010 وديسمبر 2012
...
البارحة 1 ديسمبر 2012، وبدعوة من اتّحاد
الجهوي للشغل ببنزرت لتجمّع تضامنيّ مع سليانة ضد العدوان الذي تعرّض له أهاليها
من طرف حكومة الترويكا الديمقراطية، وصلت مقرّ الاتّحاد في الموعد المُحدّد بالضبط
–الساعة12:00-. وجدتُ حوالي 50 متضامنا ثمّ ارتفع العدد عند انطلاق المسيرة في
الساعة 12:30 ليصل إلى المائتيْن تقريبا. تعجّبت من عدد الحضور ونوعيته. ففي
ديسمبر 2010 وفي تجمّع مشابه لمساندة أهالي سيدي بوزيد ضد العدوان الذي تعرّض له
أهاليها من طرف حكومة ابن علي الاستبدادية كان عدد المحتجّين -بصفة تكاد تكون
يومية- في مقرّ الاتّحاد أو أمامه، حسب الظرف الأمني، يُقارب نصف جمهور اليوم. مع فارقيْن
اثنيْن هما:
·
سماح حاكم ديسمبر
2012 للمواطنين بالتظاهر، الذي كان ممنوعا زمن حاكم ديسمبر 2010
·
خلوّ كامل مدينة
بنزرت في ديسمبر 2012 من الزيّ الرسمي للحاكم –فلا أثر حتى لشرطيّ مرور- بينما كان
عدد عسكر ابن علي بأنواعه المختلفة في ديسمبر 2010 يصل إلى أضعاف عدد المحتجّين، وخاصّة حول مقرّ
الاتّحاد.
أمّا بخصوص نوعية
المحتجّين فقد غابت وجوه قديمة وحضرت وجوه جديدة. وعند تفحّص الحاضرين قبل انطلاق
المسيرة لاحظتُ أنّ النقابيين القدامى لم يتجاوز عدد الحاضرين منهم أصابع اليدين.
وفي دردشة مع صديق تبيّن أنّ عمرو التحق بالوزارة وزيد انضمّ لحزب سياسي حاكم. وكأنّ
العمل الوزاري أو السياسي يتعارض مع مساندة المظلومين. على فكرة كان ضمن المسيرة
عضو بالتأسيسي، حسب ما بدا لي من تغطية التلفزة لأعمال المجلس.
انطلقت المسيرة
بالهتاف يتقدّمها علم اتحاد الشغل. التفتّ فإذا بي أجد لافتة واحدة كُتب عليها
[الجبهة الشعبية]. استشطتُ غضبا. أنا أتيْتُ لمساندة مواطنين وليس أحزابا. الجبهة
الشعبية قامت أمس ببنزرت بتجمّع مشابه، ولم أحضر حتى لا يكون ذلك دعما لها، فما
دور هذه اللافتة هنا؟ فكّرت في الانسحاب برهة، ثمّ التفتّ ثانية، لقد غابت
اللافتة.
تابعت المسيرة في صمت
لعوامل كثيرة، كنتُ عازما على عرضها في هذا المقال. ولكنّ مفاجأة حصلت جعلتني أعدل
عن ذلك وأنحو هذا المنهج الوصفيّ:
مرّت المسيرة -عادية جدا ومُملّة جدا- بشارع بورقيبة، وأمام مقرّ البلدية فمركز البريد ثمّ أخذت طريق بورقيبة للعودة. وفي لفتة منّي إلى الخلف وجدت أنّ لافتة الجبهة الشعبية قد عادت إلى الواجهة مع نسخة ثانية. انسحبتُ عائدا من حيث أتيت وأنا أفكّر في مقاطعة دعوات تضامن الاتّحاد، مستقبلا.
مرّت المسيرة -عادية جدا ومُملّة جدا- بشارع بورقيبة، وأمام مقرّ البلدية فمركز البريد ثمّ أخذت طريق بورقيبة للعودة. وفي لفتة منّي إلى الخلف وجدت أنّ لافتة الجبهة الشعبية قد عادت إلى الواجهة مع نسخة ثانية. انسحبتُ عائدا من حيث أتيت وأنا أفكّر في مقاطعة دعوات تضامن الاتّحاد، مستقبلا.
وفي طريق العودة
اعترضتني جانب مقرّ البلدية مجموعة بين 10 و20 رجلا وهم في نقاش حام لم أتبيّن
فحواه. وبعد وقت، بلغني من صديق أنّ المسيرة تمّ اعتراضها من جهة معادية. ويبدو
أنّ الشريط المصاحب والذي قامت بتنزيله للتوّ صفحة شباب حركة النهضة بولاية بنزرت
تحت عنوان: [رجال وأحرار بنزرت تنتفض ضد اتحاد الشغل] فكان هذا المقال مع إقرار
العزم على تلبية دعوات الاتّحاد في وقفاته التضامنية مع أيّ مظلوم كان.
فقط أريد أن أختم بهذه الشعارات التي رُفعت البارحة 1 ديسمبر 2012 ببنزرت في مسيرة الاتّحاد، وتحتها شعارات الجهة المعادية المعترضة للمسيرة، وذلك دون تعليق. فدراسة هذه الشعارات تحتاج إلى مساحة أكبر، ليس هذا مجالها.
فقط أريد أن أختم بهذه الشعارات التي رُفعت البارحة 1 ديسمبر 2012 ببنزرت في مسيرة الاتّحاد، وتحتها شعارات الجهة المعادية المعترضة للمسيرة، وذلك دون تعليق. فدراسة هذه الشعارات تحتاج إلى مساحة أكبر، ليس هذا مجالها.
شعارات مسيرة الاتّحاد:
·
التأسيسي
مسرحية، والعصابة هي هي
·
دساترة
وخوانجية، عملاء الإمبريالية
·
يا جبالي
يا جبان، شعب تونس لا يُهان
·
وزارة
الداخلية، وزارة إرهابية
·
الصدام
الصدام، حتى يسقط النظام
·
شغل حرية،
كرامة وطنية
·
يا حكومة
عار عار، في سليانة شعلت نار
·
الشعب
يُريد، إسقاط النظام
·
بالروح
بالدم، نفديك يا سليانة
·
ثورة
ثورة مستمرّة، والحكومة على برّه
·
لا سبسي
لا جبالي، ثوتنا ثورة زوّالي
...
شعارات الجهة المعادية:
·
يا همامي
يا جبان، شعب تونس لا يُهان
·
لا حمّة
لا بلعيد، الحكومة من حديد
·
الشعب
يُريد حلّ الاتّحاد
...
...
والسلام، عثمان
الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه
المادّة لصاحبها
02 / 12 / 2012
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire