عن أبي ذرّ رضي الله عنه: أنّ ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون بفضول أموالهم. قال: ( أوَ ليس قد جعل الله لكم ما تُصدِّقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة...) رواه مسلم.
وقبل النظر في الناحية اللغوية، لابدّ من توضيح: إنّ هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم اعتقدوا أنّ أهل الدّثور (أي الأغنياء) يقومون بفرائضهم مثلهم ثمّ يفوقونهم في العمل الصالح بالصدقة وحصروا الأجر بالتصدّق بالمال فجاء هذا الحديث الشريف ليُوضّح أنّ الصدقة تكون كذلك بغير المال.
ونعود إلى اللغة، جاء في "المنجد في اللغة والأعلام" الدُّثور جمع دِثار وهو ما يتغطّى به النائم، أو ما يُستدفأ به من فوق الشعار. والشََّعار والشِّعار هو ما تحت الدّثار من اللباس وما يلي شعر الجسد. انتهى./.
أمّا للاستدلال على أنّ البعض من صحابة الرسول صلّى الله عليه وسلّم كانوا فعلا من ذوي الشعار، فإليك هذا الحديث الشريف الّذي يُجيز الصلاة في ثوب واحد (شعار): عن أبي هريرة (أن سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في ثوب واحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أَوَ لِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ ")351البخاري. هذه رخصة فلا ننسى الأمر [يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ]31 سورة الأعراف.
18 / 08 / 2011