خواطر وآراء// أنا لا أخشى على الإنسان الذي يفكّر وإن ضلّ ، لأنّه سيعود إلى الحقّ/
ولكنّي أخشى على الإنسان الذي لا يفكّر وإن اهتدى، لأنّه سيكون كالقشّة في مهب الريح
// الشيخ محمد الغزالي
بسبب
إهمال المصالح ذات العلاقة، وفاة سجينيْن مُضربيْن عن الطعام
موقف رئيس حقوقيّ من المسألة
** الرئيس الحقوقيّ سُجن سنة 1994 وأضرب
عن الطعام سنة 2001 **
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعادة تنزيل يوم وفاة مانديلا 05-12-2013
منصف
المرزوقي – رئيس الجمهورية التونسية المؤقّت
قرطاج 17-11-2012
[ لامجال لأن يبتزّ أيّا كان الدولةَ عبر إضراب
جوع متواصل للإفلات من المحاسبة خاصة في إطار دولة ما بعد الثورة وما تضمنه من
محاكمة عادلة وشفافة ولا مجال مطلقا لترك مثل هذا الباب مفتوحا لأي كان
ومهما كانت الظروف والمبررات لأن الأمر يعني الدخول في مسلسل خطير قد يؤدي إلى
انهيار مفهوم العدالة ومصداقية المحاكم ومن ثمة مصداقية الدولة ككل ]
·خرج مواطنون لتطهير مقرّ اتّحاد الشغل من قيادة مُنتخبة
حديثا بعد الثورة، فوجدوا الساحة خالية من رجال الأمن.
قــــالوا: نعم، بلادنا بلاد حريّة. ومن حقّ المواطن المطالبة
بخلع رموز الفساد. وتصدّي النقابيّين للمُحتجّين لم يكن دفاعا عن مقرّ
سيادة، وإنّما هو جريمة في حقّ "مُحتفلين" بحشاد[ بشعارات ضدّ الاتّحاد ].
تداخل
المفاهيم عند العامّة، موقفها من الاتّحاد نموذجا
هذه العامّة
·تُُجرّم الاتّحاد العام التونسي للشغل، ثمّ تشتكي من غلو
المعيشة وارتفاع الأسعار.
·تُُخوّن الاتّحاد العام التونسي للشغل، ثمّ تعترض عن
شروط صندوق النقد الدولي الدّاعي لمزيد رفع الدعم عن المواد الأساسية.
·تُُقصي الاتّحاد العام التونسي للشغل، ثمّ ترفض الإعلام العولمي الاستهلاكي.
مع إدراك عجزها باستحالة تغيير الخط الاستهلاكي للإعلام من دون مساندة اتحاد الشغل -الداعم الرئيس للطبقة الكادحة-. ودليل ذلك
فشلها في اعتصام تطهير الإعلام أمام مقرّ التلفزة والذي انطلق يوم 14 جانفي 2013 رغم الإعداد المسبق
والتعبئة الشعبية.
لقد تواصلت الحملة ضدّ كلّ
معارض لحكومة النهضة وشريكيْها. بل ارتفعت حدّة الاتّهامات في الأيام الأخيرة
كميّا ونوعيّا من الرّسميّين ومناصريهم –أشخاصا ومنظمات-. وأصبح –في نظرهم- كلّ
ناقد لمردود الحكومة الهزيل هو من أزلام التجمّع أو من اليسار الكافر أو هو واقع
تحت تأثير اتّحاد الشغل الحاقد. [ ومثال ذلك، الصورة المصاحبة للمجموعة المُعتدية
على مسيرة اتّحاد بنزرت المساندة لسليانة السبت 1 ديسمبر 2012 .] ورابط الصورة عن
صفحة شباب حركة النهضة بولاية بنزرت هو: https://www.facebook.com/media/set/?set=a.490899714283797.107770.186150634758708&type=3
إنّ هذه الردود الجاهزة هي نفس ردود ابن
علي وأعوانه، مع فارق واحد هو تغيير المصطلحات القديمة كـ: شرذمة ضالّة وفئة حاقدة
تصطاد في الماء العكر والجماعة التكفيرية والمجموعات المُغرّر بهم. فعملية شيطنة
الآخر التي تقوم بها الجماعة الحاكمة ومُريدوها لإخفاء عجز حكومتهم في تسيير شؤون
البلاد لم تعد تُقنع أحدا حتّى في دوائرهم الضيّقة.
إنّ وصف احتجاجات آلاف المواطنين أو مئات
أو حتّى العشرات منهم كانت دائما برشوة من زيد أو عمرو أو تحت ضغوط جهة ما هي
استغباء للشعب، بل هي احتقار لـ [الإنسان].
إنّ ادّعاء الحكومة وأنصارها بأنّ كلّ
الاحتجاجات الشعبية هي من صنع حزب كذا أو كذا هو ادّعاء باطل وتعدٍّ عن إرادة
الشعب. بدليل أنّ انتفاضة سليانة كانت يوم 23 نوفمبر 2012 بإرادة شعبية، ولم تكن
يوم 23 أكتوبر 2012 لاستجابة حزبية.
إنّ حكّام اليوم – زعماء المعارضة السياسة
بالأمس- أكثر الناس علما بعدم قدرة هذه الأحزاب السياسية "اليسارية" –متفرّقة أو مجتمعة- من دفع
شعب أو جزء منه على التمرّد على الحاكم. بدليل أنّ الحزب الرئيس في حكومة اليوم ذا
القاعدة العريضة في معارضة الأمس عجز طيلة حكم الاستبداد من حشد بضعة أفراد من
الشعب حتّى من قاعدته للاحتجاج على تجاوزات ابن علي وتجمّعه الحاكم.
إنّ دعوة الاتّحاد مُنخرطيه لمسيرة السبت
مساندة لأهالي سليانة جاءت استجابة لضغط قاعدته العمّالية عليه لا العكس. فمثلا
كان خروجي شخصيا للتظاهر تحت مظلّة الاتّحاد دون غيره، يعود لسببيْن اثنيْن:
·أوّلهما،
عدم تفاعل المنظمات الحقوقية والإنسانية مع الوضع الراهن، بل غيابها الكامل عن
الساحة السياسية والاجتماعية هذه الأيام.
·ثانيهما،
هو بقاء اتّحاد الشغل الطرف الأبعد عن العمل الحزبي الضيّق، رغم ما يُشاهده
المواطن العادي جليّا من تجاذبات سياسية صارخة في هذه الفترة الاستثنائية. ولو دعت
جهة مُحايدة للتضامن مع سليانة لما التجأتُ اليوم للاتّحاد لتعبير عن مساندتي
لأهالي سليانة وغير سليانة. ومثال ذلك، وفي استطراد سريع أقول: لقد كان الخادمي -قبل
توليه الوزارة- يخرج محتجّا بعد صلاة الجمعة من كلّ أسبوع تقريبا من جامع الفتح
بعد توليه الإمامة فيه أو الاستيلاء عليها، فلماذا توقّف الإمام الثوري الآن عن
الاحتجاج؟ هل أصبح يعتقد أنّ الأمور كلّها صارت على ما يُرام، فانتفت الأسباب
الموجبة للاحتجاج الأسبوعي السلمي المُحايد؟
إنّ تصاعد اتّهامات الرسميين وغير
الرسميين للمحتجّين هذه الأيام بأنّهم أعداء الثورة متستّرون برداء الاتّحاد يُبرز
تفاقم فشل الحكومة، وأنّ عجزها عن تسيير شؤون البلاد قد انضاف إليه عجز في التعامل
مع الواقع فاختارت التحايل عليه.
والحقيقة
الوحيدة التي نراها في هذه المسألة هي حسن استثمار اتّحاد الشغل وأحزاب المعارضة
لكلّ حدث يصنعه الشعب –بنفسه- أو شرائح منه، استثمار لم تُتقن فنونه حكومة الترويكا
إلى حدّ اليوم.
البارحة 1 ديسمبر 2012، وبدعوة من اتّحاد
الجهوي للشغل ببنزرت لتجمّع تضامنيّ مع سليانة ضد العدوان الذي تعرّض له أهاليها
من طرف حكومة الترويكا الديمقراطية، وصلت مقرّ الاتّحاد في الموعد المُحدّد بالضبط
–الساعة12:00-. وجدتُ حوالي 50 متضامنا ثمّ ارتفع العدد عند انطلاق المسيرة في
الساعة 12:30 ليصل إلى المائتيْن تقريبا. تعجّبت من عدد الحضور ونوعيته. ففي
ديسمبر 2010 وفي تجمّع مشابه لمساندة أهالي سيدي بوزيد ضد العدوان الذي تعرّض له
أهاليها من طرف حكومة ابن علي الاستبدادية كان عدد المحتجّين -بصفة تكاد تكون
يومية- في مقرّ الاتّحاد أو أمامه، حسب الظرف الأمني، يُقارب نصف جمهور اليوم. مع فارقيْن
اثنيْن هما:
·سماح حاكم ديسمبر
2012 للمواطنين بالتظاهر، الذي كان ممنوعا زمن حاكم ديسمبر 2010
·خلوّ كامل مدينة
بنزرت في ديسمبر 2012 من الزيّ الرسمي للحاكم –فلا أثر حتى لشرطيّ مرور- بينما كان
عدد عسكر ابن علي بأنواعه المختلفة في ديسمبر 2010 يصل إلى أضعاف عدد المحتجّين، وخاصّة حول مقرّ
الاتّحاد.
أمّا بخصوص نوعية
المحتجّين فقد غابت وجوه قديمة وحضرت وجوه جديدة. وعند تفحّص الحاضرين قبل انطلاق
المسيرة لاحظتُ أنّ النقابيين القدامى لم يتجاوز عدد الحاضرين منهم أصابع اليدين.
وفي دردشة مع صديق تبيّن أنّ عمرو التحق بالوزارة وزيد انضمّ لحزب سياسي حاكم. وكأنّ
العمل الوزاري أو السياسي يتعارض مع مساندة المظلومين. على فكرة كان ضمن المسيرة
عضو بالتأسيسي، حسب ما بدا لي من تغطية التلفزة لأعمال المجلس.
انطلقت المسيرة
بالهتاف يتقدّمها علم اتحاد الشغل. التفتّ فإذا بي أجد لافتة واحدة كُتب عليها
[الجبهة الشعبية]. استشطتُ غضبا. أنا أتيْتُ لمساندة مواطنين وليس أحزابا. الجبهة
الشعبية قامت أمس ببنزرت بتجمّع مشابه، ولم أحضر حتى لا يكون ذلك دعما لها، فما
دور هذه اللافتة هنا؟ فكّرت في الانسحاب برهة، ثمّ التفتّ ثانية، لقد غابت
اللافتة.
تابعت المسيرة في صمت
لعوامل كثيرة، كنتُ عازما على عرضها في هذا المقال. ولكنّ مفاجأة حصلت جعلتني أعدل
عن ذلك وأنحو هذا المنهج الوصفيّ: مرّت المسيرة -عادية جدا ومُملّة جدا- بشارع
بورقيبة، وأمام مقرّ البلدية فمركز البريد ثمّ أخذت طريق بورقيبة للعودة. وفي لفتة
منّي إلى الخلف وجدت أنّ لافتة الجبهة الشعبية قد عادت إلى الواجهة مع نسخة ثانية.
انسحبتُ عائدا من حيث أتيت وأنا أفكّر في مقاطعة دعوات تضامن الاتّحاد، مستقبلا.
وفي طريق العودة
اعترضتني جانب مقرّ البلدية مجموعة بين 10 و20 رجلا وهم في نقاش حام لم أتبيّن
فحواه. وبعد وقت، بلغني من صديق أنّ المسيرة تمّ اعتراضها من جهة معادية. ويبدو
أنّ الشريط المصاحب والذي قامت بتنزيله للتوّ صفحة شباب حركة النهضة بولاية بنزرت
تحت عنوان: [رجال وأحرار بنزرت تنتفض ضد اتحاد الشغل] فكان هذا المقال مع إقرار
العزم على تلبية دعوات الاتّحاد في وقفاته التضامنية مع أيّ مظلوم كان. فقط أريد أن أختم بهذه الشعارات التي رُفعت البارحة 1 ديسمبر 2012 ببنزرت في مسيرة
الاتّحاد، وتحتها شعارات الجهة المعادية المعترضة للمسيرة، وذلك دون تعليق. فدراسة
هذه الشعارات تحتاج إلى مساحة أكبر، ليس هذا مجالها.
إرسالية
قصيرة بخصوص الخطاب الديني للجمعة 7 ديسمبر 2012
...
قبل
أسبوع من موعد إضراب الاتّحاد، وفي الوقت الذي يُحاول فيه عقلاء الوطن تطويق
الأزمة، وبعد بلاغ الحكومة – وهي المسؤولة قانونيّا على أئمّة المساجد والتي دعت
حرفيا إلى:[ تغليب منطق العقل والحوار والتهدئة لتجاوز كلّ الصعاب والمشاكل ...]
أن يُعلن من فوق منبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم الجهاد ضدّ فئات من الشعب حكم عليها هو بالكفر. وتمّ ذلك وسط تكبير المُصلّين وتحت
حكومة "شرعية" ذات مؤسسات وقوانين.
إنّ
تقديم هؤلاء الأئمّة هذه الأزمة على أنّها [صراع كفر ضدّ إيمان] هو مجانب للصواب. فالصراع
في نظرنا، حتى وإن رفع طرفٌ شعارَ العدالة الاجتماعية، أو استعمل طرفٌ مقابلٌ
الدينَ مطيّةً، فهو صراع نفوذ دنيويّ ماديّ. ولن تستطيع هذه الجهة أو تلك بسط
نفوذها إلاّ بالقدر المسموح لها من طرف نظام عالميّ رسميّ ماديّ.
إنّ
دعوة هؤلاء الأئمّة شرائح من الشعب للجهاد في سبيل الله ضدّ الاتّحاد العام
التونسي للشغل يدلّ دلالة قاطعة إمّا على جهلهم السوسيولوجي أو نفاقهم السياسي أو
الاثنيْن معا.
كتب راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الحاكم لجريدة الصريح
التونسية مقالا يوم السبت 6 أفريل 2013 هذه مقدّمته:
نشرت جريدة «الصريح» يوم أمس بطاقة هامة، عن علاقتي بالرئيس
بورقيبة أول رئيس للدولة التونسية. وأريد بهذه المناسبة أن أحيي الأستاذ الكبير
صالح الحاجّة على تحليله الذي يدل على نية طيبة في دفع الأمور في تونس في اتجاه
التهدئة والمصالحة الشاملة ...