القاعدة
النقابيّة ترفض دفع ضريبة عجز الحكومة
نعم
ذهبتُ السبت 1 ديسمبر 2012 لمقرّ اتّحاد بنزرت مساندة لأهالي سليانة ضد حكومة
الترويكا، وسأعود. وقد نزّلتُ يومها مقالا مُفصّلا في الموضوع هذا رابطه: http://penseesopinions.blogspot.com/2012/12/blog-post_2.html
لقد تواصلت الحملة ضدّ كلّ
معارض لحكومة النهضة وشريكيْها. بل ارتفعت حدّة الاتّهامات في الأيام الأخيرة
كميّا ونوعيّا من الرّسميّين ومناصريهم –أشخاصا ومنظمات-. وأصبح –في نظرهم- كلّ
ناقد لمردود الحكومة الهزيل هو من أزلام التجمّع أو من اليسار الكافر أو هو واقع
تحت تأثير اتّحاد الشغل الحاقد. [ ومثال ذلك، الصورة المصاحبة للمجموعة المُعتدية
على مسيرة اتّحاد بنزرت المساندة لسليانة السبت 1 ديسمبر 2012 .] ورابط الصورة عن
صفحة شباب حركة النهضة بولاية بنزرت هو: https://www.facebook.com/media/set/?set=a.490899714283797.107770.186150634758708&type=3
إنّ هذه الردود الجاهزة هي نفس ردود ابن
علي وأعوانه، مع فارق واحد هو تغيير المصطلحات القديمة كـ: شرذمة ضالّة وفئة حاقدة
تصطاد في الماء العكر والجماعة التكفيرية والمجموعات المُغرّر بهم. فعملية شيطنة
الآخر التي تقوم بها الجماعة الحاكمة ومُريدوها لإخفاء عجز حكومتهم في تسيير شؤون
البلاد لم تعد تُقنع أحدا حتّى في دوائرهم الضيّقة.
إنّ وصف احتجاجات آلاف المواطنين أو مئات
أو حتّى العشرات منهم كانت دائما برشوة من زيد أو عمرو أو تحت ضغوط جهة ما هي
استغباء للشعب، بل هي احتقار لـ [الإنسان].
إنّ ادّعاء الحكومة وأنصارها بأنّ كلّ
الاحتجاجات الشعبية هي من صنع حزب كذا أو كذا هو ادّعاء باطل وتعدٍّ عن إرادة
الشعب. بدليل أنّ انتفاضة سليانة كانت يوم 23 نوفمبر 2012 بإرادة شعبية، ولم تكن
يوم 23 أكتوبر 2012 لاستجابة حزبية.
إنّ حكّام اليوم – زعماء المعارضة السياسة
بالأمس- أكثر الناس علما بعدم قدرة هذه الأحزاب السياسية "اليسارية" –متفرّقة أو مجتمعة- من دفع
شعب أو جزء منه على التمرّد على الحاكم. بدليل أنّ الحزب الرئيس في حكومة اليوم ذا
القاعدة العريضة في معارضة الأمس عجز طيلة حكم الاستبداد من حشد بضعة أفراد من
الشعب حتّى من قاعدته للاحتجاج على تجاوزات ابن علي وتجمّعه الحاكم.
إنّ دعوة الاتّحاد مُنخرطيه لمسيرة السبت
مساندة لأهالي سليانة جاءت استجابة لضغط قاعدته العمّالية عليه لا العكس. فمثلا
كان خروجي شخصيا للتظاهر تحت مظلّة الاتّحاد دون غيره، يعود لسببيْن اثنيْن:
·
أوّلهما،
عدم تفاعل المنظمات الحقوقية والإنسانية مع الوضع الراهن، بل غيابها الكامل عن
الساحة السياسية والاجتماعية هذه الأيام.
·
ثانيهما،
هو بقاء اتّحاد الشغل الطرف الأبعد عن العمل الحزبي الضيّق، رغم ما يُشاهده
المواطن العادي جليّا من تجاذبات سياسية صارخة في هذه الفترة الاستثنائية. ولو دعت
جهة مُحايدة للتضامن مع سليانة لما التجأتُ اليوم للاتّحاد لتعبير عن مساندتي
لأهالي سليانة وغير سليانة.
ومثال ذلك، وفي استطراد سريع أقول: لقد كان الخادمي -قبل توليه الوزارة- يخرج محتجّا بعد صلاة الجمعة من كلّ أسبوع تقريبا من جامع الفتح بعد توليه الإمامة فيه أو الاستيلاء عليها، فلماذا توقّف الإمام الثوري الآن عن الاحتجاج؟ هل أصبح يعتقد أنّ الأمور كلّها صارت على ما يُرام، فانتفت الأسباب الموجبة للاحتجاج الأسبوعي السلمي المُحايد؟
ومثال ذلك، وفي استطراد سريع أقول: لقد كان الخادمي -قبل توليه الوزارة- يخرج محتجّا بعد صلاة الجمعة من كلّ أسبوع تقريبا من جامع الفتح بعد توليه الإمامة فيه أو الاستيلاء عليها، فلماذا توقّف الإمام الثوري الآن عن الاحتجاج؟ هل أصبح يعتقد أنّ الأمور كلّها صارت على ما يُرام، فانتفت الأسباب الموجبة للاحتجاج الأسبوعي السلمي المُحايد؟
إنّ تصاعد اتّهامات الرسميين وغير
الرسميين للمحتجّين هذه الأيام بأنّهم أعداء الثورة متستّرون برداء الاتّحاد يُبرز
تفاقم فشل الحكومة، وأنّ عجزها عن تسيير شؤون البلاد قد انضاف إليه عجز في التعامل
مع الواقع فاختارت التحايل عليه.
والحقيقة
الوحيدة التي نراها في هذه المسألة هي حسن استثمار اتّحاد الشغل وأحزاب المعارضة
لكلّ حدث يصنعه الشعب –بنفسه- أو شرائح منه، استثمار لم تُتقن فنونه حكومة الترويكا
إلى حدّ اليوم.
والسلام، عثمان الدرويش
03 / 12 / 2012
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire