lundi 8 août 2022
أالآن أصبح العبدلي سيّئا؟
حكومة "الثورة" في تونس تُسقط المنهج الديكارتي
* 1- البدء بإفراغ كلّ ما في السلّة من تفاح، ثمّ استبعاد الفاسد منه والاحتفاظ بالسليم فقط
* 2- أو ترك السلّة بما احتوته، وكلّما وقع العثور على تفاحة فاسدة تمّ التعامل معها لوحدها.
- في نهاية سنة 2011 تشكّلت في تونس أول حكومة انبثقت عن مجلس تأسيسي منتخب. توقّعنا أن تقطع الحكومة الناشئة مع الماضي بالكامل، فتنبني على عقلية جديدة اعتمادا على الرأي المُرجّح عند ديكارت وهو الأول أعلاه. ولكنّ ذلك لم يحدث.
- مرّت الأيام ودارت الأيام، تعثّرت الحكومة ولم تُحسن التفاعل الإيجابي مع الأحداث الجارية. اعتقدنا وقتها أنّها ستلتجئ إلى الاحتمال الثاني في نظرية ديكارت، أي أنّها ستقوم بإبعاد ما فسد في سلّة الحكومة، لكنّها لم تفعل. بل لم تكن قادرة حتّى على ملء شغور فيها نتج عن استقالة وزيريْن.
- وكنّا كامل هذه الفترة ولمدّة ستة أشهر، مُكتفين بمراقبة الوضع في صمت مُلتزمين بهدنة طالب بها "رئيس" الجمهورية يوم تولّيه. لكنّ أخطاء الحكومة تفاقمت حتى أصبحت عاجزة تماما عن القيام بأوكد واجباتها كإطعام الجائع وتأمين الخائف، فخرجنا عن حيادنا بالنصح والنقد وحتى اللوم، ولكن دون تجريح للأشخاص أو مسّ من ذواتهم. فما كان يعنينا هو الأفعال والمواقف. لذلك لم نكن نعرض لشخصيات بأسمائها إلاّ عند الضرورة القصوى.
هذا الأخير لم يُفرغ سلّة الحكومة بالكامل (المبدأ 1)، ولم يستبعد الفاسد منها (المبدأ 2)، ولكنّه صنع خليطا غريبا أنتج حكومة هجينة.
ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه بقوّة، ما هي النظرية المُبتكرة التي اعتمدها فلاسفة النهضة لبناء عقلية جديدة ترتكز عليها الدولة الحديثة، بل المجتمع بأسره؟
نخشى أن تكون إجابتهم بأنّ سفينتهم الشراعية كانت تسير بنور قذفه الله في صدر شيخهم، على رأي أبي حامد الغزالي مُلهم ديكارت.
dimanche 7 août 2022
الكلّ يتّهم الكلّ
samedi 6 août 2022
ما فاجأنا من حركة النهضة يوم ثورة الرئيس
ما فاجأنا من حركة النهضة يوم ثورة الرئيس
- منذ صباح 25 جويلية 2021 وهو يوم أحد ويوم عطلة عيد الجمهورية وإلى الساعة 21:28 من مساء نفس اليوم، ومقرّات حركة النهضة في أغلب مدن وقرى البلاد تتعرّض للمداهمة والتخريب بل وحرق مُحتواياتها أحيانا. الغريب أنّنا لم نرَ ولم نسمع أنّ لجان اليقظة للحركة ورجال نظام 27 فيفري 2021 أو مُنخرطيها الأشاوس قد تصدّوا أو حاولوا منع المُحتجّين من اقتحام معاقلهم. ماعدا تلك الحادثة الوحيدة المعزولة لدفع أحد الشبان من سطح مقرّ النهضة بالقيروان.
- ليلة 25/26 من جويلية 2021 وقُبيْل الساعة 21:28 كان المقرّ المركزي للحركة يشهد ندوة صحفية حول أوضاع البلاد، بعد أن أشرف يومها رئيس الحركة بكلّ ثقة واطمئنان على موكب إحياء ذكرى عيد الجمهورية في باردو بصفته رئيسا للبرلمان. الغريب أنّنا كُنّا نعتقد أنّ للحزب الحاكم طيلة الجمهورية الثانية خبراء استراتجيين وعُملاء مُندسّين في كلّ أجهزة الدولة، لا تخفى عليهم خافية. فتبيّن لنا عكس ذلك.
- ليلة 25/26 من جويلية 2021 ثمّ فجر يوم 26 ومنتصف نهار نفس اليوم، يُوجّه رئيس الحركة في المناسبات الثلاث نداء استغاثة لأبناء النهضة ومُناصريها وعامة الشعب للالتحاق به أمام مجلس النواب المُجمّد من طرف الحاكم بأمره وجامع كلّ سلطات الدولة في يد واحدة. واعتقدنا أنّ عشرات الألاف من مُريديه سيهبّون لنجدته -كما ظنّ، وصرّح هو نفسه-، وأنّ المُنتظرين ليوم 25 جويلية حتى ينتفعوا بِــــ[ جبر الضرر والتكفّل بالتعويض لضحايا الاستبداد ] سيزحفون على الأخضر واليابس -كما هدّد مُساعده الرئيسي قبل أسبوعيْن أو ثلاث-. الغريب أنّ كلّ ذلك لم يحدث. إذ لم يُلبّ دعوة الشيخ سوى أربعة أو خمسة نواب وبضع عشرات من العامة. أمّا في بقية كلّ مدن وقرى البلاد، فقد كان الوضع -فجر يوم 26 وطيلة هذا اليوم- هادئا جدّا، خاليا من كلّ مظاهر الاحتجاج، حسب ما بثّته وسائل إعلام عمومية وخاصّة وما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعيّ المُختلفة.
تعليقان واستنتاج:
- حركة النهضة تأسّست في أفريل 1972 تحت اسم الجماعة الإسلامية ثمّ تحوّلت في جوان 1981 إلى العمل الحزبي العلني باسم جديد هو الاتجاه الإسلامي. ونزعم أنّنا على معرفة مُتواضعة -وقتها- بالأدبيات المُعمّقة للجماعة والاتّجاهات الدقيقة لهياكلها، بل وببعض التحرّكات النوعية لمنسوبيها. كان هذا في أواخر القرن الماضي. لذلك استغربنا من ذوبانها في ساعات 25/26 جويلية 2021 في عصر تكنولوجية الهواتف النقّالة والمجموعات المُغلقة بالفايس بوك وبقية مواقع التواصل...
- ما لاحظناه خلال عشرية الجمهورية الثانية، أنّ بعض أصدقائنا وأشخاصا من النهضة عرفناهم عن قرب أو بعد لم ينخرطوا في العمل السياسي منذ البداية أي منذ 15 جانفي 2011، والبعض الآخر انسحب مُبكّرا من النشاط الحزبي للحركة أي قُبيل وبُعيد انتخابات أكتوبر 2011. أمّا المجموعة الثالثة من النهضويين فهي التي حصرت علاقتها في منح صوتها للحركة يوم الاقتراع، لا غير.
وعليه، نستنتج أنّ حركة النهضة كانت يوم 24 جويلية 2021 مُجرّد هيكل عشّش في زواياه ما أسميتهم دائما بِــــــالمُستنهضيــــــــــــــــــــــــن الجُــــــــــــــــــــدد. والفرق شاسع بين النهضوي والمُستنهض الجديد.
ملاحظة: انقطاعنا على الكتابة لسنوات عديدة كانت بسبب اختلافاتنا مع هؤلاء المُستنهضيــــــــــــــــــــــــن الجُــــــــــــــــــــدد وتهجّمهم علينا. لذلك بقينا لفترة طويلة نُعيد تنزيل مقالات فضفاضة لا تجرح مشاعر المُستنهضيــــــــــــــــــــــــن الجُــــــــــــــــــــدد. ولكن ليطمئنّ هؤلاء فقد حوّلنا منصّة صواريخنا، منذ 25 جويلية 2021 الساعة 21:28، تجاه جماعة محطّة كَرطــــــــــاج-الرئـــــــــــــاسة.
والسىلام، عثمان الدرويش
06 / 08 / 2021
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
vendredi 5 août 2022
التدخّل الخارجي في ثورة الرئيس مرفوض على الكلّ وليس على البعض
التدخّل الخارجي في ثورة الرئيس مرفوض على الكلّ وليس على البعض
بما أنّ الجهات -من نخب وأحزاب- كانت مُنحازة في تعبيرها عن رفض تدخّل هذه الدولة أو تلك، وبما أنّنا نعتبر اتحاد الشغل مظلّة الجميع، أردنا التوقّف على نقطة 4 في بيانه الأخير: [ نرفض تدخّل بعض الدول في الشأن الداخلي التونسي بمنطق الوصاية...] ونحن نقول: التدخّل الخارجي في ثورة الرئيس مرفوض على الكلّ وليس على البعض. وقد قمنا -خلال مقالاتنا الأخيرة الجديدة أو المُعاد تنزيلها- بتوضيح دوافع تلك الموقف. وهذه بعضها:
- إيران وإسرائيل وتركيا أخطر دول المنطقة. فهذه الدول وإن بدت مختلفة عقائديّا (إسرائيل اليهودية وإيران الشيعية وتركيا السنيّة) فاستراتيجيتها واحدة: المصلحة الخاصّة بها، ولا شيء غيرها. وبما أنّ تركيا فقط هي التي أظهرت علنا تدخّلها في ثورة الرئيس، خصّصنا لها مقال: ما سرّ حرص أردوغان على إنقاذ الديمقراطية في تونس
- دويلات الخليج، وركّزنا على قطر والإمارات العربية والسعودية في مقالاتنا المُعاد تنزيلها. وكانت تحت عناوين: في عودة نواز شريف من السعودية لرئاسة باكستان أو: كلّ طرق الديمقراطية تُؤدّي إلى الكرسيّ / حذار آل سعود، حذار آل نهيان من المتاجرة بأزمتنا / قطر ولعبة الكبار. خلصنا في هذه المقالات إلى أنّ هذه الدويلات تعتمد لتركيز ملكها على المُتاجرة بأزمات الغير. وما يلحظه المتابع من حين لآخر من اختلافات بسيطة في مواقف عرب الخليج إنّما هي توزيع أدوار من تصميم حلفائهم الغربيين، أصحاب السلطة الفعليّة.
- مصر وما أحدثته من فراغ هائل في المنطقة بعد كامب دافيد، وفشل العراق ومن ورائه العرب -إلاّ سوريا وليبيا- في ملء ذلك الفراغ، ثم العودة العنيفة لمصر خلال العدوان الثلاثيني على العراق في مجموعة ستة زائد اثنيْن. فمصر هي أمّ الدنيا ونحن نعتقد أنّ كلّ خير وكلّ شرّ يأتينا من مصر. طبعا نحن نتحدّث عن مصر التاريخية وليس عن مصر-السيسي، فهو نفسه مُنقلب على إرادة شعبه.
بقيت لنا الجزائر وهذه تحتاج لوحدها مقالا كاملا
والسلام، عثمان الدرويش
05 / 08 / 2021
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
jeudi 4 août 2022
ما سرّ حرص أردوغان على إنقاذ الديمقراطية في تونس بالذات؟
ما سرّ حرص أردوغان على إنقاذ الديمقراطية في تونس بالذات؟
بإلقاء نظرة سريعة على خريطة العالم في أواخر القرن الماضي وحتى مُنعرج 11 سبتمبر 2001، نجد الحركات الإسلامية بأنواعها التي امتطت الدين وسيلة للوصول لسدّة الحكم -المحافظة منها والإخوانية والسياسية والديمقراطية إلخ إلخ...- قد انتشرت واشتدّ عودها بنسب مُتفاوتة في كلّ دول المنطقة.
وهذا الوصف ينسحب على حزب الفضيلة في تركيا الذي وصل إلى سدّة الحكم في 2002 بعد أن أصبح يُسمّى حزب العدالة والتنمية. وكان الأمر مشابها قليلا أو كثيرا في السودان مع عمر البشير، وجبهة الإنقاذ في الجزائر مع عباس مدني، وحزب العمل الإسلامي مطلع هذا القرن في الأردن، وحزب العدالة والتنمية المغربي مع آخر قياداته بنكيران، ثم نصل إلى حزب الحرية والعدالة في مصر مع محمد مرسي، وأخيرا الوفاق الليبي مع خالد المشري وفايز السراج. بين قوسيْن: لا يُمكن أن ننسى أفول نجم حزب الله اللبناني بعد انتصاره في حرب 2006. كلّ هذه الحركات انحصرت و/أو انحسرت ما عدا حركة النهضة في تونس.
طبعا، ما يهمّنا هنا: هو المنطقة العربية والمحيط الإقليمي لتونس، مع استثناء اليمن والعراق وسوريا لظروفها الخاصّة، والقفز على الخليج العربي لاعتقادنا عدم وجود كيانات فيه يمكن أن نُطلق عليها اسم دولة.
والآن، باقتباسنا مِن قولة لِعلي الوردي عالم الاجتماع العراقي نُجيب على السؤال: ما سرّ حرص أردوغان على إنقاذ الديمقراطية في تونس بالذات؟ إنّ الديكتاتورية التركية والمُتستّرة بثوب الدين [وإن لم يلبس زعيمها عمامة الشيخ، ولم يرتد قبّعة العسكري] تحتاج لِتمدّدها خارج مساحاتها التقليديّة إلى حراسة سياسية أو مُؤثّرا خارجيّا، أو الإثنيْن معا.
والسلام، عثمان الدرويش
03/08/2021
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
mercredi 3 août 2022
موقف مُريدي الشيخ عند: تشبيهه بسقراط وتفضيله على موس عليه السلام
موقف مُريدي الشيخ عند: تشبيهه بسقراط وتفضيله على موس عليه السلام
الإطار العام: في مثل هذا اليوم تمّ إسقاط لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان
يقول يوم 1 أوت 2020 الوريمي أحد قياديي الحزب الحاكم طيلة الجمهورية الثانية وصاحب مقال: وانتصر راشد الغنوشي: كان بإمكان رئيس البرلمان رفض لائحة سحب الثقة منه لِما تضمّنته من إخلالات، ولكنّه قبل التحدّي, وبذلك كان شيخه مثل سقراط الذي رفض تهريبه من السجن، وأحسن من موسى عليه السلام الذي فرّ من المدينة عندما سمع أنّ الملأ يأتمرون لقتله.
بعد تقديمي لهذا العرض، ماذا كان موقف مُريدي الشيخ؟ لقد استحسنوا المقال، وصبّوا جامَ غضبهم عليَّ أنا.
ملاحظة: الوريمي صاحب المقال خصّص فقرة كاملة لتشبيه شيخه بالمرحوم صدام حسين، ولكنّي تجاوزتها لرفضي القاطع هذا التشبيه أو حتى وضعه في منزلة دنيا قريبة من موقع قائد القادسية.
وهذه مقتطقات حرفية من مقال: وانتصر راشد الغنوشي. أمّا المقال كاملا فهذا رابطه https://www.babnet.net/festivaldetail-208204.asp
ظل أمر الفيلسوف اليوناني سقراط يحيرني لماذا رفض أبو الفلاسفة عرض طلابه تهريبه من السجن لإنقاذ حياته بعد أن حكمت عليه المحكمة بالإعدام عن طريق تجرع السم...
قال
أرسطو لو كنت مكان سقراط لاخترت انقاذ حياتي وفررت من السجن وكذلك فعل سيدنا موسى عليه السلام عندما نهي إلى سمعه أن
الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فغادر المدينة ولسان حاله "ففررت منكم لما خفتكم.
وقد
كانت حجة سقراط في تسليمه لعدالة الأرض
احترام
القانون لأنه في التمرد على القانون وخرقه
ضرب لأهم قاعدة في بناء المجتمع وهي تأسيسه
على التعاقد والتعايش والحرية ..
وحينما سلم الغنوشي رئيس مجلس النواب لمن أئتمروا به من "زملائه" واتهموه بشتى التهم اختار أن يعاملهم معاملة القدوة العليا حينما توجه الى الله بقوله " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" ..." وقبل الغنوشي (ليس للمرة الاولى) التحدي ..فكان سقراطيا
والسلام، عثمان الدرويش
01/08/2021
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها