ما سرّ حرص أردوغان على إنقاذ الديمقراطية في تونس بالذات؟
بإلقاء نظرة سريعة على خريطة العالم في أواخر القرن الماضي وحتى مُنعرج 11 سبتمبر 2001، نجد الحركات الإسلامية بأنواعها التي امتطت الدين وسيلة للوصول لسدّة الحكم -المحافظة منها والإخوانية والسياسية والديمقراطية إلخ إلخ...- قد انتشرت واشتدّ عودها بنسب مُتفاوتة في كلّ دول المنطقة.
وهذا الوصف ينسحب على حزب الفضيلة في تركيا الذي وصل إلى سدّة الحكم في 2002 بعد أن أصبح يُسمّى حزب العدالة والتنمية. وكان الأمر مشابها قليلا أو كثيرا في السودان مع عمر البشير، وجبهة الإنقاذ في الجزائر مع عباس مدني، وحزب العمل الإسلامي مطلع هذا القرن في الأردن، وحزب العدالة والتنمية المغربي مع آخر قياداته بنكيران، ثم نصل إلى حزب الحرية والعدالة في مصر مع محمد مرسي، وأخيرا الوفاق الليبي مع خالد المشري وفايز السراج. بين قوسيْن: لا يُمكن أن ننسى أفول نجم حزب الله اللبناني بعد انتصاره في حرب 2006. كلّ هذه الحركات انحصرت و/أو انحسرت ما عدا حركة النهضة في تونس.
طبعا، ما يهمّنا هنا: هو المنطقة العربية والمحيط الإقليمي لتونس، مع استثناء اليمن والعراق وسوريا لظروفها الخاصّة، والقفز على الخليج العربي لاعتقادنا عدم وجود كيانات فيه يمكن أن نُطلق عليها اسم دولة.
والآن، باقتباسنا مِن قولة لِعلي الوردي عالم الاجتماع العراقي نُجيب على السؤال: ما سرّ حرص أردوغان على إنقاذ الديمقراطية في تونس بالذات؟ إنّ الديكتاتورية التركية والمُتستّرة بثوب الدين [وإن لم يلبس زعيمها عمامة الشيخ، ولم يرتد قبّعة العسكري] تحتاج لِتمدّدها خارج مساحاتها التقليديّة إلى حراسة سياسية أو مُؤثّرا خارجيّا، أو الإثنيْن معا.
والسلام، عثمان الدرويش
03/08/2021
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire