ما فاجأنا من حركة النهضة يوم ثورة الرئيس
- منذ صباح 25 جويلية 2021 وهو يوم أحد ويوم عطلة عيد الجمهورية وإلى الساعة 21:28 من مساء نفس اليوم، ومقرّات حركة النهضة في أغلب مدن وقرى البلاد تتعرّض للمداهمة والتخريب بل وحرق مُحتواياتها أحيانا. الغريب أنّنا لم نرَ ولم نسمع أنّ لجان اليقظة للحركة ورجال نظام 27 فيفري 2021 أو مُنخرطيها الأشاوس قد تصدّوا أو حاولوا منع المُحتجّين من اقتحام معاقلهم. ماعدا تلك الحادثة الوحيدة المعزولة لدفع أحد الشبان من سطح مقرّ النهضة بالقيروان.
- ليلة 25/26 من جويلية 2021 وقُبيْل الساعة 21:28 كان المقرّ المركزي للحركة يشهد ندوة صحفية حول أوضاع البلاد، بعد أن أشرف يومها رئيس الحركة بكلّ ثقة واطمئنان على موكب إحياء ذكرى عيد الجمهورية في باردو بصفته رئيسا للبرلمان. الغريب أنّنا كُنّا نعتقد أنّ للحزب الحاكم طيلة الجمهورية الثانية خبراء استراتجيين وعُملاء مُندسّين في كلّ أجهزة الدولة، لا تخفى عليهم خافية. فتبيّن لنا عكس ذلك.
- ليلة 25/26 من جويلية 2021 ثمّ فجر يوم 26 ومنتصف نهار نفس اليوم، يُوجّه رئيس الحركة في المناسبات الثلاث نداء استغاثة لأبناء النهضة ومُناصريها وعامة الشعب للالتحاق به أمام مجلس النواب المُجمّد من طرف الحاكم بأمره وجامع كلّ سلطات الدولة في يد واحدة. واعتقدنا أنّ عشرات الألاف من مُريديه سيهبّون لنجدته -كما ظنّ، وصرّح هو نفسه-، وأنّ المُنتظرين ليوم 25 جويلية حتى ينتفعوا بِــــ[ جبر الضرر والتكفّل بالتعويض لضحايا الاستبداد ] سيزحفون على الأخضر واليابس -كما هدّد مُساعده الرئيسي قبل أسبوعيْن أو ثلاث-. الغريب أنّ كلّ ذلك لم يحدث. إذ لم يُلبّ دعوة الشيخ سوى أربعة أو خمسة نواب وبضع عشرات من العامة. أمّا في بقية كلّ مدن وقرى البلاد، فقد كان الوضع -فجر يوم 26 وطيلة هذا اليوم- هادئا جدّا، خاليا من كلّ مظاهر الاحتجاج، حسب ما بثّته وسائل إعلام عمومية وخاصّة وما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعيّ المُختلفة.
تعليقان واستنتاج:
- حركة النهضة تأسّست في أفريل 1972 تحت اسم الجماعة الإسلامية ثمّ تحوّلت في جوان 1981 إلى العمل الحزبي العلني باسم جديد هو الاتجاه الإسلامي. ونزعم أنّنا على معرفة مُتواضعة -وقتها- بالأدبيات المُعمّقة للجماعة والاتّجاهات الدقيقة لهياكلها، بل وببعض التحرّكات النوعية لمنسوبيها. كان هذا في أواخر القرن الماضي. لذلك استغربنا من ذوبانها في ساعات 25/26 جويلية 2021 في عصر تكنولوجية الهواتف النقّالة والمجموعات المُغلقة بالفايس بوك وبقية مواقع التواصل...
- ما لاحظناه خلال عشرية الجمهورية الثانية، أنّ بعض أصدقائنا وأشخاصا من النهضة عرفناهم عن قرب أو بعد لم ينخرطوا في العمل السياسي منذ البداية أي منذ 15 جانفي 2011، والبعض الآخر انسحب مُبكّرا من النشاط الحزبي للحركة أي قُبيل وبُعيد انتخابات أكتوبر 2011. أمّا المجموعة الثالثة من النهضويين فهي التي حصرت علاقتها في منح صوتها للحركة يوم الاقتراع، لا غير.
وعليه، نستنتج أنّ حركة النهضة كانت يوم 24 جويلية 2021 مُجرّد هيكل عشّش في زواياه ما أسميتهم دائما بِــــــالمُستنهضيــــــــــــــــــــــــن الجُــــــــــــــــــــدد. والفرق شاسع بين النهضوي والمُستنهض الجديد.
ملاحظة: انقطاعنا على الكتابة لسنوات عديدة كانت بسبب اختلافاتنا مع هؤلاء المُستنهضيــــــــــــــــــــــــن الجُــــــــــــــــــــدد وتهجّمهم علينا. لذلك بقينا لفترة طويلة نُعيد تنزيل مقالات فضفاضة لا تجرح مشاعر المُستنهضيــــــــــــــــــــــــن الجُــــــــــــــــــــدد. ولكن ليطمئنّ هؤلاء فقد حوّلنا منصّة صواريخنا، منذ 25 جويلية 2021 الساعة 21:28، تجاه جماعة محطّة كَرطــــــــــاج-الرئـــــــــــــاسة.
والسىلام، عثمان الدرويش
06 / 08 / 2021
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire