.
كيف كنّا ننظر لحركة النهضة -جوان
2011
انطباعات ذاتية حول تظاهرة حزبية 5/2
في فكر الشيخ، من خلال خطابه في تظاهرة بنزرت
الحمد لله رب العالمين
أولا: دلالات الشكل في خطاب الشيخ
مظهر الشيخ: ارتدى الشيخ كسوة افرنجية رمادية اللون برز من تحتها قميص أبيض دون ربطة عنق،كان عاري الرأس،وقد وضع –على غير عادته- نظارات بيضاء على عينيه. توسّط الركح اقتداء بالمتدخّلين قبله، ليُلقي واقفا كلمة دامت(حسب من تفطّن لضبط المدّة) أكثر من أربعين دقيقة، وقد أمسك المصدح باليد اليمنى وتسلّح لوقت الحاجة ببعض الأوراق باليد اليسرى.
لغة المفكر: إقرار واحد صادق قد يُغني عن كل وصف. إنّ المنصت العربي لا يُمكن إلاّ أن يُسجّل فائق تقديره لهذا المفكّر لخطابه المرتجل بلغة عربية بسيطة تُنعش عقل السامع وقلبه وروحه، بل أُقرّ بالارتياح الذي وجدته في تحويل مقتطفات من ذلك الخطاب الصوتي إلى نصّ مكتوب -كما سيتمّ عرضها أسفل هذا-، وما كنت أخشاه أثناء عملية التحويل هو أن أخلط بين الضاد والظاء أو بين الصور المتعددة للهمزة. أمّا فقرة "ديقاج" والتي جاءت باللغة التونسية الدارجة فهي لوحدها تحتاج لدراسة (سوسيو-ألسنية) ليس هذا مجالها.
عبارات المحاضر: كانت في إطار ضوابط أخلاقية راقية.وأسوأ الألفاظ التي نعت بها أعداء الشعب كانت تحديدا التالية:" مجرمون سفكوا الدماء – المخلوع الأول- الطاغية/الطغيان – العائلة النوفمبرية- الديكتاتور."
نبرة الخطيب: طغت عليها صبغة القرآن الكريم فكان العالم بفن قواعد التجويد يتبيّن له جليّا مدى تمكّن الخطيب من تجويد الحروف ومبادئ الترتيل وهي نفسها أٌسس اللغة العربية مع اختلاف في القراءات .[استطراد: واليوم نجد بعض الجاهلين للغتهم العربية يستعملون هذا الأسلوب تهكما على المأذون في مصر أو المؤدّب في تونس. بل أنا على يقين من جهل بعض الألسنيين في نطق أصوات والوقف على حروف، بحكم أنّي كنت تلميذا لأبرز مورّدي بضاعة الألسنية الغربية لتونس] وبالعودة إلى الموضوع الذي نحن بصدده، نقول لقد جاءت (توناليتي) نبرات صوت الشيخ في تناسق كبير مع الأفكار.فقد كان صوته متماشيا مع الموضوع الذي يتطرّق إليه. فكان السامع يراه حازما دون تشنج، وجادّا دون انفعال، وفخورا دون استعلاء،ومترجيا دون استعطاف، ومتسائلا دون سخرية
تفاعل المنشّط: كان يطرح السؤال وينتظر الإجابة من الحضور قبل أن يسترسل في حديثه،كان إذا أراد أن يذكر شخصا بالاسم لا يتحرّج من النظر في مذكّرته التي تسلّح بها، أو حتى أن يستنجد بأحد رفاقه ليُسعفه بالاسم. كان يُخطئ في تحديد منطقة جغرافيا فيستدرك بكل عفوية، كقوله:" ذهبنا إلى المناطق الساحلية من مدنين وجربة وتطاوين وقابس، بل تطاوين على كل حال ليست منطقة ساحلية." كان يسوق الطرفة بمغزى كقوله:[ كنت أسير في اسطنبول فقال لي أحدهم "لماذا تريد أن تترشّح في تونس!!!؟ ترشّح في تركيا واخلص من هذا الموضوع". قلت له اطمئن أنا لن أرشّح نفسي لأي منصب سياسي لا في تركيا ولا في تونس].وكان يفاجئ سامعيه فيُنشّط ذاكرتهم كقوله:" وصلتنا أخبار سارّة أهنّئكم بها، أخبار من تركيا من حزب العدالة والتنمية الذي حقّق انتصارا اليوم."
بقيت نقطة، وهي"
دلالات المضمون في خطاب الشيخ" سيتمّ التطرق إليها لاحقا بمشيئة الله،
والله من وراء القصد.
عثمان الدرويش
16 /
06 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
.