Pages

Nombre total de pages vues

mardi 30 octobre 2012

ألا يضمن الإسلام مبادئ كلّ من الرأسمالية والاشتراكية -1



ألا يضمن الإسلام مبادئ كلّ من الرأسمالية والاشتراكية؟
فإذا كان الأمر كذلك، فلِمَ الخوف من التشريع الإسلامي؟
-1-
...
 لتكن قاعدة انطلاقنا هي أصول كلّ من النظريتيْن المتناقضتيْن وفي حالتيْهما الخام .
-       فإذا كان مبدأ الرأسمالية قائما على إطلاق الحريات، ومبدأ الاشتراكية مرتكزا على العدالة الاجتماعية
-       ومثلما حيّدنا تفرّعات الإيديولوجيتيْن المتناقضتيْن السابقتيْن، نقوم بنفس الشيء باستجلاء موقف الإسلام من مبدأيْ الاشتراكية والرأسمالية دون التطرّق إلى آراء المذاهب واجتهادات الفقهاء في الإسلام. فنبحث عن الإجابة في أصل هذا الدين، أي من القرآن الكريم.
-        وبما أنّ  الدولة هي نتاج المجتمع المدني، وأنّ كل مجتمع مدني يُنتج دولته المميّزة، على رأي مونتسكيو. لنفترض أنّ مجتمعنا العربي المسلم قد أنشأ دستورا يعتمد الشريعة كمصدر أساسي ووحيد للتشريع.
-       وحتى لا تتشعّب بنا السبل، نتناول المسألة من زاوية مُحدّدة وربما الأكثر جدلا، زاوية الحدود في الإسلام: (قطع يد السارق، ورجم الزاني).

                          قال الله تعالى في سورة المائدة الآية 38  [وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ] ونأخذ الآية على ظاهرها دون الخوض في الوجه المراد بـ "اليد" أهو مادي أو مجازي، أو منطلقات عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- في إيقاف العمل بحدّ السرقة عام المجاعة.

 فالإسلام من خلال هذه الآية يضمن حريّة الفرد في امتلاك ما يشاء، وبأيّ طريقة شاء أي (بقطع النظر عن مصدر المسروق كأن يكون صاحب المال قد جمعه بطرق شرعية أو غيرها – فلا يفلت السارق من العقاب مثلا لأنّ الشخص الذي سرقه مُرابٍ أو غير مسلم...-). أليس هذا ضمانا للحريّة الفردية: ركيزة الرأسمالية؟

 هنا سيتّجه البعض للحد الثاني وهو حدّ الزنا – على المحصن و غير المحصن- ويقول أليست هذه أيضا حريّة فردية لمُقترِفَيْ هذا الفعل بالتراضي؟ فَلِمَ يُقامُ عليهما الحدّ حسب الآية 2 من سورة النور؟:  [الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ].

الجواب سيكون في معرض حديثنا لاحقا عن العدالة الاجتماعية مبدأ الاشتراكية. ولمن يُريد الغوص في هذا الموضوع فما عليه إلاّ قراءة سورة النور، بل مِنَ الدارسين مَنْ يُسمّيها سورة – نور المجتمع-. والله أعلم

إضافة: [خرج عمر بن الخطاب في ليلة مظلمة فرأى في بعض البيوت ضوء سراج وسمع حديثا. وقف على الباب يتجسّس فرأى عبدا أسود قدامه إناء فيه مزر وهو يشرب، ومعه جماعة فهَمّ بالدخول من الباب فلم يقدر من تحصين البيت فتسوّر على السطح و نزل إليهم من الدرجة ومسك الأسود فقال له : يا أمير المؤمنين ! قد أخطأتُ وإني تائب فاقبل توبتي. فقال : أريد أن أضربك على خطيئتك. فقال : يا أمير المؤمنين ! إن كنتُ قد أخطأتُ في واحدة فأنت قد أخطأتَ في ثلاث : فإن الله تعالى قال : ولا تجسّسوا ، وأنت تجسست. وقال تعالى : وأتوا البيوت من أبوابها. وأنت أتيت من السطح. وقال تعالى : لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ، وأنت دخلت وما سلمت.....] المستطرف لشهاب الدين الأبشيهي 2 ص 115 في الباب الحادي والستين

والسلام، عثمان الدرويش 
25 / 09 / 2011

مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
نسخة الجزء الثاني من هذه المادة على الرابط التالي:  http://penseesopinions.blogspot.com/2012/10/2.html
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire