.
حوار مع صديقي السلفيّ /وهذا الجزء الأول منه
قال صديقي (س): إنّ (حـ.. ..هـ....) الشيوعي أفضلُ تعاملا معنا من
إخواننا "غير السلفيين". فهؤلاء يعدّون علينا أنفاسنا، لا تُعجبهم
عباداتنا، ولا يُريحهم تمسكّنا بالسنّة المحمّدية. بينما لا يعيب علينا (حـ.. ..هـ....)
لِحانا الطويلة وأثوابنا القصيرة، وحرية المعتقد محترمة عنده بدليل ترشّح شيوعيات
متحجّبات عن حزبه.
قلت: الباثّان للرسالتيْن صادقان. فكلّ منهما(conséquent) منسجم، في تناسق داخل منظومته، ولكنّ الالتباس حصل في ذهنك كمُتلقٍّ، فاستهجنت موقف الأول واستلطفت تصريح الثاني
قال: الرجل أعلنها صراحة، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وهذا
تصريح غير قابل للتأويل
قلت: إنّ نقد "غير السلفي"
لِـ"السلفي" جاء من باب [الدين النّصيحة]، هدفه رِفعة هذا الدّين
باعتباره المُكوّن المشترك الأساسي للأمّة. أمّا تصريح الشيوعي جاء من باب [الدين لله،
والوطن للجميع]، غايته الحطّ من هذا الدين وتبضيعه – لا قدّر الله - بجعله حريّة
فردية (كأيّة هواية شخصية) حتّى ينزع قدسيته، فيسهل تحطيمه بعدها - حسب ظنّه -
قال: كيف ذلك؟ هل سيمنعني من الصلاة أو الصوم مثلا؟
قلت: طبعا لا، وإلاّ سقطت منظومته الإديولوجية أصلا
لتناقضها الداخلي. اسمع يا (س) هؤلاء ليسوا سذجا، هؤلاء هم شياطين الإنس. أعني
المُنظّرين منهم، ولا أقصد صاحبك (حـ.. ..هـ....)، فهو وأمثاله وإن عَلَوْا ليسوا سوى أعوان
تنفيذ، يُطبّقون إديولوجيات شديدة التماسك في مفاصلها المحورية، كثيرة المرونة في
آلياتها التنفيذية. وأوّل خطوة لفهم هؤلاء هي حسن استقبال رسائلهم.
وهاك بعض الأمثلة:
·
يُعطيك حقّك كاملا
لممارسة عباداتك. لكنّ هذا الحقّ ينسحب بحذافيره على غيرك من المواطنين على أساس
[الوطن للجميع] نعم، تُؤدّي صلواتك "الخاصّة" ولكن خارج الأوقات
"العامّة" للعمل. فالواجب الوطني "العام" مُقدّم على هوايتك
"الخاصّة".
·
لك الحق في صوم الفرض بل والتطوّع كذلك، ولكن مع المحافظة على السير
الطبيعي لعجلة الإنتاج. فتقليص ساعات العمل خلال شهر رمضان تنتج عنه خسارة كذا
مليار من المال العمومي المشترك. والشعار [الوطن للجميع].
·
تقوم بصلواتك مع ذوي
الاهتمام المشترك في جامع كذا، وأخوك في المواطنة يُمارس مع رفاقه رياضة التنس أو
الرقص الكلاسيكي. فبأيّ حقّ تُريد من الوطن أن يدفع من الخزينة العامّة أجور
المُشرفين على الجامع ويستخلص فواتير الصيانة واستهلاكك للماء والكهرباء، ثمّ يحرم
مجموعة التنس والرقص من هذه الامتيازات؟
قال: شكر الله سعي الوطن، المصلّون سيقومون بتوفير المال
اللازم للجامع والمشرفين عليه
قلت: حسنا، اتّضح بالعودة لدفتر خانة أنّ هذا الجامع على
ملك وزارة التربية. أعرف ستقول، شكر الله سعي وزارة التربية، المصلّون سيقومون
بتوفير المال اللازم لبناء جامع جديد. لا، قلنا إنّ الشعار هو [الوطن للجميع].
وعليه، فهذا المال الفائض عن المصلّين هو من حقّ الجميع، ويجب تسليمه للحاكم
الراعي الأساسي والوحيد لمصالح المجتمع، وبالتالي هو المخوّل الشرعي لصرف هذا
المال. وقد تُقرّر العدالة الاجتماعية للحاكم - عوض فتح جامع آخر - بذلك المال بناء
نزل سياحي ذي خمسة نجوم.
قال: هذا جيّد جدّا. ساعتها سيُعلن عليه شيخي (..خـ... ..إ.....) الجهاد
الأكبر
قلت: وهذه لن تُجدي نفعا. لقد عشتُ بنفسي أحداثا مشابهة
أواسط الستينات في عهد "القائد الرفيق المجاهد الأكبر" الحبيب بورقيبة. سأقصّها عليك
باختصار شديد.....
يتبع بإذن الله، عثمان الدرويش
**طبعا، الحوار جاء بتصرّف
04 / 10 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire