.
المحطة الأولى: احتجاج الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني
كنّا في سبعينيات القرن الماضي من المتابعين للإذاعات العالمية الناطقة بالعربية، ومن بينها إذاعة "أورشليم من القدس". كانت هذه المحطّة تُذيع إعلان وزارة الداخلية الخاص بالترخيص للتظاهر للفلسطنيين يوم كذا، بمناسبة كذا، على أن تنطلق المسيرة من نقطة كذا وتمرّ من كذا وكذا حتى تصل إلى ساحة كذا ثمّ تتفرّق المسيرة في ساعة كذا.
المحطة الثانية: احتجاج الشعب التونسي على قوى الظلم الخارجي المُسلّط على المُستضعفين في فلسطين والعراق وغيرهما
وكانت هذه المسيرات - حسب معاينتنا – تخرج من بورصة الشغل بالعاصمة أو مِن دار الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت في موعدها المحدّد من طرف السلطة. تهتف المسيرة في طريقها بحياة الشعوب والزعماء، ولكن دون المساس – لا تصريحا ولا تلميحا – برأس الدولة ومؤسساته، تماما كما تفعل الشعوب العربية الأخرى. مثلا: يطالب السوري واللبناني "الأنظمة الأخرى" بقطع العلاقات مع العدو الصهيوني، ويطالب المصري والأردني "الأنظمة الأخرى" بقطع النفط على الغرب الامبريالي. ويُطالب اليمني والجزائري "الأنظمة الأخرى" بفتح الحدود مع فلسطين أو العراق للقتال ضد المحتلّ الخ الخ... أي نحن الملائكة والآخر هو الشيطان.
المحطة الثالثة: احتجاج شرائح من الشعب التونسي ضدّ حكومة تحقيق أهداف الثورة
فبعد مواجهات اليوم 9 أفريل 2012 الموافق لذكرى الشهداء، وإغلاق ساحة القصبة من طرف الحاكم الثوري وتحجير التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة، صارت حكومة الثورة تطلب من الراغبين في الاحتجاج إعلامها مسبقا بكلّ حيثيات أي احتجاج مستقبلي. وحتى لا يطول بنا الحديث أكثر، نسأل: ما هي الشوارع والساحات التي سيقع غلقها مستقبلا أمام المحتجين؟ وماهي الشروط الجديدة الواجب توفرّها في أي احتجاج لينال استحسان الحاكم الثوري؟
...
ثلاث محطات من احتجاجات
الشعوب
المحطة الأولى: احتجاج الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني
كنّا في سبعينيات القرن الماضي من المتابعين للإذاعات العالمية الناطقة بالعربية، ومن بينها إذاعة "أورشليم من القدس". كانت هذه المحطّة تُذيع إعلان وزارة الداخلية الخاص بالترخيص للتظاهر للفلسطنيين يوم كذا، بمناسبة كذا، على أن تنطلق المسيرة من نقطة كذا وتمرّ من كذا وكذا حتى تصل إلى ساحة كذا ثمّ تتفرّق المسيرة في ساعة كذا.
كنّا
نستمع باستغراب شديد لمثل هذه البلاغات المعبّرة عن "ديمقراطية"
المحتلّ. وكان استغرابنا يزداد يوم التظاهرة، عندما تخرج علينا وسائل الإعلام
المختلفة مُعلنة وقوع مواجهات بين المحتجّين ورجال الأمن الصهيوني، أدّت إلى
اعتقالات وجرحى وشهداء. ثمّ تبيّن لنا بعد زمن أنّ هذه المظاهرات كانت تخرج عن
مسارها المحدّد من طرف المستعمر، وذلك تعبيرا من المحتجّين عن رفضهم للحكومة
المغتصبة وقراراتها.
...
...
المحطة الثانية: احتجاج الشعب التونسي على قوى الظلم الخارجي المُسلّط على المُستضعفين في فلسطين والعراق وغيرهما
وكانت هذه المسيرات - حسب معاينتنا – تخرج من بورصة الشغل بالعاصمة أو مِن دار الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت في موعدها المحدّد من طرف السلطة. تهتف المسيرة في طريقها بحياة الشعوب والزعماء، ولكن دون المساس – لا تصريحا ولا تلميحا – برأس الدولة ومؤسساته، تماما كما تفعل الشعوب العربية الأخرى. مثلا: يطالب السوري واللبناني "الأنظمة الأخرى" بقطع العلاقات مع العدو الصهيوني، ويطالب المصري والأردني "الأنظمة الأخرى" بقطع النفط على الغرب الامبريالي. ويُطالب اليمني والجزائري "الأنظمة الأخرى" بفتح الحدود مع فلسطين أو العراق للقتال ضد المحتلّ الخ الخ... أي نحن الملائكة والآخر هو الشيطان.
ولم
نشذّ نحن عن هذه القاعدة، كأن نهتف: يا حاكم يا جبان، يا عميل الأمريكان/ أو/ عملاء
الصهيونية هزّوا أيديكم على القضية. وحاكمنا طبعا كان يعتقد أنّ الشتيمة مُوجّهة
لغيره –أو هكذا يوهم نفسه-. إضافة إلى ذلك، فقد كان (أي حاكمنا) يُتقن استغلال
الأحداث، ففي نفس الموعد، وحسب المسار ذاته كان يُخرج ميليشياته في مظاهرة موازية
لتتقدّم مسيرة الاتّحاد. وبعد القبول بكلّ هذه الضاغطات، يأتي ما هو أعظم. فمسار
احتجاجات الاتّحاد كان في تقلّص دائم. كانت المسيرة – منذ عقود - تصل أمام مقرّ ولاية بنزرت ثمّ تنعطف إلى شارع الحبيب بورقيبة في طريق العودة. ثمّ تمّ تقصير المسافة
ليعود المتظاهرون أدراجهم مع محيط حديقة الحبيب بوقطفة. ثمّ وفي2008 أثناء العدوان
الصهيوني على غزة صار المحتجون يعودون إلى نقطة الانطلاق عند وصولهم إلى مقرّ
البلدية، أي بخصم نصف المسافة الأولى. وفي أغلب المحطات الاحتجاجية كان المتظاهرون
يعودون إلى مقرّ الاتّحاد فرحين مسرورين.
...
...
المحطة الثالثة: احتجاج شرائح من الشعب التونسي ضدّ حكومة تحقيق أهداف الثورة
فبعد مواجهات اليوم 9 أفريل 2012 الموافق لذكرى الشهداء، وإغلاق ساحة القصبة من طرف الحاكم الثوري وتحجير التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة، صارت حكومة الثورة تطلب من الراغبين في الاحتجاج إعلامها مسبقا بكلّ حيثيات أي احتجاج مستقبلي. وحتى لا يطول بنا الحديث أكثر، نسأل: ما هي الشوارع والساحات التي سيقع غلقها مستقبلا أمام المحتجين؟ وماهي الشروط الجديدة الواجب توفرّها في أي احتجاج لينال استحسان الحاكم الثوري؟
...
وما نستنتجه بعد الاعتداء
الذي تمّ على المُتظاهرين اليوم 9 أفريل 2012 أنّنا أصبحنا اليوم غير قادرين على الاحتجاج لا على
الطريقة الفلسطينية ولا حسب نموذج ابن علي.
وكلّ ثورة وأحنا دايما فرحانين/ مع تحيات خواطر وآراء
وكلّ ثورة وأحنا دايما فرحانين/ مع تحيات خواطر وآراء
10-04-2012
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire