[RCD dégage]الفصل
الهزليّ الأطول في المشهد الثوري الحديث
هذا اليوم، وإثر الجولة الصباحية في الفضاء الفايسبوكي،
لاحظنا أنّ المادّة الطاغية في أغلب الصفحات –المنخرطين فيها- هي حول سبّ التجمّع
وأزلام التجمع. لم نتبيّن المحورالذي أحدث هذه الزوبعة في فنجان الإعلام الرسمي
وغير الرسمي البارحة. عادت بنا الذاكرة لأهمّ الأحداث الجارية في الساحة علّنا نكتشف
حلّ اللغز: قضية تسليم الحكومة للبغدادي للسلطات اليبية/ تصدّع المجلس التأسيسي
بخصوص مشروعية إصدار لائحة لوم للحكومة/ قتل خفر السواحل الليبية لأحد البحارة
التونسيين/ إمضاء رئاسة الجمهورية قرار إقالة محافظ البنك المركزي من جهة، ومن جهة
أخرى رفض إمضائها لمشاريع قوانين أخرى/ ...... لكنّ كلّ هذه الأحداث لا تُعلّل
الإسهال الفايسبوكي لهذا الصباح. عادت بنا الذاكرة مرّة أخرى لأزمات مشابهة عاشتها
البلاد للبحث عن الرابط العجيب بين هذه الأحداث واسطوانة لعن التجمّع والتجمعيين:
إنّ أغلب الجهات الرسمية
وغير الرسمية –إن لم نقل كلّها- تعاملت أو استعملت تجمّعيين في قضاء حوائجهم. ومَن
يجهل أسماء تجمّعيين في مناصب عليا في الدولة الآن، يكفيه إلقاء نظرة في محيطه
الضيّق ليجد أنّ أمثلة ذلك كذلك.
صحيح، يجب تنظيف الإعلام والقضاء والإدارة والسوق ووو... من الفاسدين والمفسدين لكن من التجمّعيين ومن غير التجمّعيين على حدّ السواء.
صحيح، يجب تنظيف الإعلام والقضاء والإدارة والسوق ووو... من الفاسدين والمفسدين لكن من التجمّعيين ومن غير التجمّعيين على حدّ السواء.
نعم، من غير المعقول إعطاء فرصة ثانية للتجمّع (الحزب الحاكم زمن ابن علي) لقيادة البلاد – بعد فشله الذريع في مجالات متعدّدة، ولكن من غير انتقاء حسب منفعة حزبية ضيّقة أو علاقات شخصية بحتة.
وخلاصة القول: لقد سئمنا هذه الاسطوانة المكرورة، اسطوانة[RCD dégage] فهذه الخدعة الثوريّة لم تعد تنطلي على أحد. لقد حفظ الجميع وعن ظهر قلب هذا الفصل الهزليّ: فكلما وقع طرف أو أطراف سياسيّة في مأزق امتطى حصان طروادة – حصان التجمّع – ليعبر به إلى الضفّة الأخرى. فالطرف المتأزّم، على يقين من أنّ هذه الطريقة هي الأنجع لتحييد معارضيه. إذ لا يُمكن لأحد التصدّي له، خوفا من أن يُنعت -حقّا أو باطلا- بالتجمعيّ اللاوطنيّ.
وأول خطوة لتصحيح المسار، عليكم إقناعنا بأنّكم أنتم كذلك، لستم وطنيّين كما ينبغي.
والسلام، عثمان الدرويش
28 / 06 / 2012
.