.
رأي في الاحتفال
بالمولد النبوي الشريف -4
توضيحات على تعليقات صديق
Ø [وفي حال تضارب
الأقوال مع الأفعال فإن كانت
الأقوال حقاً فخذها من قائلها ولا يغرنك صنيعه]
هذه معادلة غير منطقيّة
> كيف يخرج شيخ للاحتفال بـ"الثورة"
في الطريق العام، وبعد أربعة أيّام فقط، يُصدر فتوى تُنكر عليَّ الاحتفال بالمولد
النبوي؟
> كيف يرفض شيوخ الحرميْن والإفتاء في
السعودية(آل الشيخ وابن باز والعثيمين) الاحتفال بالمولد النبوي، ويسنّون في نفس
الوقت لآل سعود عيدا لمَلكهم (23 سبتمبر من كلّ سنة)؟
Ø [لا
يجوز لك تعداد أسماء لعلماء هكذا وتمر دون أن تبين فكرهم وعقيدتهم فمثلاً لم تذكر
أن من أنكرو الإحتفال كانو على عقيدة السلف وأن من اجازوها من الأشاعرة.. ]
إنّ ما عرضته لم يكن
سوى أمثلة من الفريقيْن، والبحث في عقيدة المؤيّدين والمعارضين للاحتفال بالمولد
يحتاج لدراسة مطوّلة، لستُ مؤهّلا لها أصلا. ثمّ ألم تقل أنت للتوّ: [وفي حال تضارب
الأقوال مع الأفعال فإن كانت
الأقوال حقاً فخذها من قائلها]
Ø [فالدين
في هذا الزمان وفي كل زمن هو الدين في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
.. أما هذه البدع المحدثة المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان فهي ضلال.]
لم أذكر في مقالي أنّ
الاحتفال بالمولد النبوي أمر تعبّديّ ولم أنقل على أحد من الفقهاء أنّه شعيرة دينيّة لها حكم
خاص وشروط محدّدة، حتى يُوضع على محكّ البدع ويُدرج في باب "الزيادة في
الدّين". وإنّما قلت إنّ الاحتفال بالمولد نشاط اجتماعيّ دنيويّ خالص بنية
القربى إلى الله، وقد ذكرتُ أمثلة على ذلك.
Ø [هذه الأمور المحدثة كيف تكون
حقاً وهدى ويحجب عنها الصحابة ويظفر بها أناس يجيئون بعدهم؟]
وأنا أجيبُ بإعادة
طرح السؤال بطريقة أخرى: فمثلا
* سورة النساء –ولله المثل الأعلى- تعرض جدول المواريث بأدقّ التفاصيل،
* ومسألة دخول الخلاء –أعزّكم الله- يُنقل فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم 12 حكما،
فهل يُعقل أن يكون الاحتفال بالمولد (وأيّ مولد؟ مولد سيّد الخلق (ص)) بدعة ضلالة، ولا يرد نهي عنه بصريح آية أو صحيح حديث؟
* سورة النساء –ولله المثل الأعلى- تعرض جدول المواريث بأدقّ التفاصيل،
* ومسألة دخول الخلاء –أعزّكم الله- يُنقل فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم 12 حكما،
فهل يُعقل أن يكون الاحتفال بالمولد (وأيّ مولد؟ مولد سيّد الخلق (ص)) بدعة ضلالة، ولا يرد نهي عنه بصريح آية أو صحيح حديث؟
ولذلك رأيتُ –نقلا عن
أهل الذكر- بأنّ الشرع سكت عن هذه المسألة لاعتبارها من الفروع التي يسع فيها
الاختلاف، ونحن نقبل عافية الله. وأستدلّ هنا عن شيخ الإسلام أول من أنكر
الاحتفال بالمولد ( ثمّ سار في نهجه ابن عبد الوهاب ومشائخ السعودية السابق ذكرهم).
يقول ابن تيمية
(728هـ) في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص154 حسب موقع المشكاة: [... لما
كان من الأعمال السيئة ما يفسد عليها العمل الصالح نهيت عنه (المولد) حفظا للعمل الصالح #
فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده
وتعيظمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قدمته لك... ] رابط الكتاب: http://www.almeshkat.net/books/open.php?book=560&cat=25
Ø [البدع جاءت بعد
الصحابة وليست على منهاج الصحابة ، وليست على طريقة الصحابة وإنما هي مخالفة لما
كان عليه الصحابة.]
وهنا سأكتفي بالإشارة
فقط لبعض المسائل المتّصلة بالدين والتي ورد نهي شرعيّ فيها، ورغم ذلك نرى العديد
من الذين ينسبون أنفسهم لأهل السنة والجماعة يفعلونها:
·
ثبت عن الرسول (ص)
التسبيح بيمينه، ولكنّنا نراهم يفضّلون اليوم المسبحة على الأنامل المسؤولات
المستنطقات حسب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
·
قال الرسول (ص): "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة" أي أمر أصحابه
بتأخير وقت الصلاة، لا بجلب مواد خارجية كماء أو ثلج، ولكنّنا نراهم يستسيغون
اليوم أجهزة التكييف مخالفين قاعدة: الأصل في العبادة، المشقّة بقدر الاستطاعة.
·
قال عليه السلام
لعائشة رضي الله عنها:
"لولا
حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته على أساس إبراهيم عليه السلام." أي
أنّه (ص) فضّل تهديم الكفر في القلوب قبل هدم البيت وإعادة بنائه. ولكنّنا نراهم
يتحمّسون اليوم لهدم أضرحة أولياء لم تعد تُشكّل خطرا على إيمان المرء، مُتجاهلين
مصادر الكفر الحقيقية في مناهج تفكيرنا في المدرسة وتعاملاتنا الربوية في المجتمع.
وقد نُفرد لهذه النقطة مقالا خاصّا بإذن الله.
وإجمالا فمن امتنع عن
الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلّم سدّا للذرائع لا شيء عليه، ومن فعله قد يكون
له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كما قال
شيخ الإسلام.
وفي هذا كفاية...
والله أعلم
والسلام، عثمان
الدرويش
22 / 01 / 2013
10 / 03 / 1434
مسؤولية وحقوق هذه
المادّة لصاحبها
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire