.
رأي في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف -3
أقوالهم... وأفعالهم
Ø رابط المقال الأول، المنطلقات:
Ø رابط المقال الثاني، بين التأصيل الشرعي والعمل
التطبيقي: http://penseesopinions.blogspot.com/2013/01/2.html
أقوالهم:
قلنا إنّ أول من أنكر على المسلمين احتفالهم
بالمولد النبوي الشريف كان-حسب اطّلاعنا- شيخ الإسلام ابن تيميّة في المائة
السابعة بعد الهجرة. ثمّ تبعه آخرون نذكر من المتأخرين منهم محمد بن عبد الوهاب،
الذي تأثّر به علماء معاصرون كـ: آل الشيخ وابن باز والعثيمين (السعودية)،
الألباني (سوري المنشإ)، الحويني (مصر)، ابن حسن (تونس). وكان إنكارهم الاحتفال
بالمولد النبوي بحجّة أنّ هذا الفعل لم يكن من عمل الرسول صلى الله عليه وسلم ولا
الصحابة ولا التابعين. غير أنّ إنكارهم هذا لم يستند -حسب اطّلاعنا المتواضع- على
نهي شرعيّ بصريح آية كريمة أو صحيح حديث شريف. وقد أطنبنا الحديث في المسألة
سابقا.
أفعالهم:
·
الدولة السعودية تأسّست على نظريات ابن عبد الوهاب
المتأثّر بفكر ابن تيمية. ثمّ سار في نهجه منظّرو آل سعود أمثال آل الشيخ وابن باز
والعثيمين، وقد عُرف عنهم جميعا إنكار البدع ومحاربتها. لذلك وفي الموضوع الذي نحن
بصدده، تخصّ السعودية عيديْ الفطر والأضحى بعطلتيْن اثنتيْن تدوم كلّ واحدة منهما
أكثر من عشرة أيام. ولا احتفالات في السعودية برأس السنة الهجرية ولا الميلادية،
ولا أعياد للعُمّال والمرأة والجهاد والاستقلال... فكلّ هذه المناسبات والذكريات
بدع ضلالة يرفضها فقهاء الحرميْن ودور الإفتاء السابق ذكرهم. هذا حسن، ولكن كيف
سنّ هؤلاء لآل سعود الاحتفال بعيد العرش يوم 23 سبتمبر من كلّ سنة وفي عطلة رسميّة بما سُميّ باليوم
الوطني السعودي وهو يوم توحيد السعودية حسب زعمهم!؟
·
ونفس السؤال السابق نطرحه
على مُريدي الشيخ السوري-الأردني-السعودي ناصر الدين الألباني (المتوفى سنة 1999)،
والمُحدّث المصري المعاصر أبي اسحاق الحويني.
- التونسي بشير بن حسن يَنْزِلُ يوم 14 جانفي 2013 شارع بورقيبة
للاحتفال بذكرى الثورة// الصورة المصاحبة، ويُنَزّلُ يوم 19 جانفي 2013 فتوى
يُنكر فيها على المسلمين احتفالهم بالمولد النبوي الشريف. ويصف المُجتمعين
لقراءة دليل الخيرات وإنشاد البردة واستحضار سيرته (ص) بالأكّالين البطّالين
همّهم: أكل وشرب واختلاط وجوّ وضرب بندير// الشريط التالي: http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=s_G62iPNmmg
ونستنتج ممّا سبق أنّ:
v
هؤلاء يرون الاحتفال بمولد
الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا مُستهجنا يتعارض مع الدين والأخلاق، أمّا الاحتفال
بميلاد هيكل سياسي أو صعود شخص لحكم فهو عمل مستحسن يُباركه أحفاد ابن عبد الوهاب
وأتباع ابن تيمية.
v هؤلاء يرفضون مناسبات
يلتقي فيها أقارب في دار أو أجوار في جامع يستحضرون سيرة سيّد الخلق صلى الله عليه
وسلم، بينما يقبلون بل ويتسارعون هم لحضور ندوة تُنفق فيها الأموال وتُشدّ إليها
الرحال حول مائوية ابن تيمية أو ألفية ابن مالك.
v هؤلاء –بسبب فيلم
أو صور مسيئة للرسول (ص)- ينتفضون لنصرته (ص) عبر وسائل الإعلام، بردّات فعل
انفعالية وتجييش غير محسوب للعامّة. فإذا حلّت مناسبة دينية كمولد أو هجرة أو غزوة، وكانت الفرصة
مواتية للدفاع عن رسولنا الكريم بهدوء ورويّة لعرض أخلاقه وسيرته يُصبح الفعل
عندهم محرّما.
أمّا نحن فيكفي أن يُجيز لنا الاحتفال
بالمولد النبوي كلّ من الإمام النووي من السلف، والشيخيْن الشعراوي من مصر وابن
عاشور من تونس. والله أعلم
والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
21 / 01 /2013
09 / 03 / 1434
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire