الحرب الالكترونية ضدّ العدوّ الصهيوني، من زاويتيْن

.

الحرب الالكترونية ضدّ العدوّ الصهيوني، من زاويتيْن

قال صديق: ألا يُعتبر تدمير مواقع الانترنيت الإسرائيلية عملا إرهابيّا؟

وقال آخر: أُريد جوابا مُختصرا بعيدا عن الكلام الإنشائي، فوعدته بذلك.

أولاّ، قلنا سابقا إنّ الإرهاب في المُطلق –وبتعريف مُبسّط- هو كلّ فعل يُقصد منه و/أو ينتج عنه ترويع الآمنين (أي غدرهم)، بقطع النظر عن هوية الجاني أو الضحية.

والأشخاص الذين قاموا بقرصنة مواقع الكيان الصهيوني –وهم من المغرب العربي ومصر والأردن وتركيا والبوسنة وبعض دول شرق آسيا- يعتبرون أنفسهم في حالة عداء دائم مع مُغتصب أرض فلسطين. ومعاهدات السلام مثل كامب دافيد وأوسلو وواد عربة والمُمضاة من طرف الحكاّم لا تُعطي "إسرائل" حقّ الأمان، نظرا لخرق العدوّ المُتكرّر لها وعدم التزامه ببنودها.

أمّا اتّفاقياته العديدة مع الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزّة فهي تدخل في باب الهدنة الظرفية بين مُتحاربيْن. لذلك كان حلم "إسرائيل" في كلّ جولة مفاوضات هو إمضاء هدنة طويلة المدى مع الغزّاويين. وهذا ما كانت ترفضه المقاومة رفضا مُطلقا. 

فهي –أي المقاومة- تُدرك أنّ وظيفتها الرئيسية هي استنزاف العدو حتّى يقتنع بعجزه عن مواصلة دفع ثمن احتلاله. وبناء على ما سبق تندرج عملية القرصنة الأخيرة للمواقع الرسمية الصهيونية ضمن الفعل المقاوم المشروع.

...

ثانيا، علينا أن ننظر بواقعية دون تضخيم أو تقزيم لعملية القرصنة. إنّ أغلب المواقع المُخترقة والتي كانت لدوائر حكومية وشخصيات رسمية تُمثّل العمود الفقري (مال وعسكر العدوّ)، وسيتبيّن لاحقا مدى الخسائر الفادحة التي أصابت الكيان الغاصب.

ولكن، وإن كان الهدف المعلن لمجموعة أنونيموس هو إزالة "إسرائيل" من شبكة الانترنيت عبر السيطرة على آلاف المواقع الكترونية. فإنّ المهاجمين –وحسب متابعتنا- لم ينجحوا في تعطيل المواقع المقرصنة إلاّ لبعض الوقت. وأنّ عديد الأخبار المتداولة كنجاح المهاجمين في الكشف عن أسماء وأرقام هواتف لعملاء للموساد كانت مغلوطة. فقد نقلت عديد المواقع الفلسطينية بأنّ هذه القوائم سبق أن نشرها القرصان عمر السعودي منذ قرابة السنة.

ولكن، والأهم من هذا كلّه هو إبقاء إرادة المقاومة حيّة في ضمير الأمّة. وإلى جولة جديدة من جولات المقاومة ضدّ الاحتلال والطغيان.

والسلام، عثمان الدرويش

08 / 04 / 2013

.