في غياب المرجعية الثابتة، من الطبيعي أن يحدث هذا في بنزرت

.

في غياب المرجعية الثابتة، من الطبيعي أن يحدث هذا في بنزرت

منذ 24 ساعة، اندلعت بمدينة بنزرت احتجاجات شبابية ضدّ رابطة كرة القدم، لاتّخاذها حسب أحبّاء النادي الرياضي البنزرتي وعديد المراقبين قرارا ظالما في حق الفريق المحليّ. سرعان ما تحوّلت هذه الاحتجاجات-والتي لا تزال متواصلة لحدّ الساعة- إلى مصادمات بين المتظاهرين وأعوان الأمن، وخلّفت لحدّ الآن أضرارا هامّة كالاعتداء على مقرّ البلدية وحرق ونهب أحد البنوك. كما تمّ خلالها حرق العلم الرسمي للبلاد من طرف بعض الغاضبين، كما صوّره الفيديو التالي: http://www.facebook.com/photo.php?v=10200728670009922 

إنّ ما يحدث حاليا في مدينة بنزرت، وحصل سابقا في مدن أخرى وظروف مُشابهة نتاج طبيعيّ لعصر ما بعد الحداثة،عصر ليبرالية التشيّؤ –حسب تعبير المسيري- التي تهدف بالأساس إلى هدم القيم الإنسانية الثابتة، وتعويضها بذاكرة فردية سائلة قابلة للتكيّف. ومِن ثَمَ يُصبح من اليسير الانقضاض على الشخص واقتياده بكلّ سهولة. وكنّا نزّلنا من قبل مقالا في الموضوع تحت عنوان احذروا "ماكينة" صناعة الأرباب هذا رابطه:

 http://penseesopinions.blogspot.com/2012/10/blog-post_4.html

فعندما يتمّ فصل كلّ القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية ونزع القداسة عنها، يسهل بعدها تحويل الإنسان إلى مادة استعمالية يُمكن توظيفها لصالح هذا الربّ أو ذاك. وعندما يتحوّل مبدأ الولاء والبراء إلى مصطلح "حرباوي" مُتقلّب فلا عجب من شعارات مثل: [لا ولاء إلاّ تونس] كما رفعه سابقا ابن علي، أو [لا ولاء إلاّ لِـ حزب (ن) أو فريق (ب) أو شخص (ر) أو (ش)...] عندها علينا أن نقبل هذه النتائج وغيرها.

ونختم بالآية 43 من الفرقان: [ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ]

والسلام، عثمان الدرويش

16-04-2013

.