.
أمّا
السلفيّ فلا بواكي له، لماذا؟
ـــــ(29/08/2013)
إعادة تنزيل جزء من مقال ـــــ
...
إذن، رفض المنهج السماوي من أصحاب السلطة والمال ومُنظّري الحداثة والعلمانية
مبدئيّ قطعيّ، ولا دخل فيه للجماعة السلفيّة. ولكن زلّة لسان سلفيّ أو تصرّفا منه
مُجانبا للقانون الوضعي كافٍ لقلب الحقائق. فيتحوّل سبب رفض هؤلاء للتشريع
الإسلامي ليس لتعارضه مع أهوائهم، وإنّما هو ناتج عن فعل هذا السلفيّ أو ردّة فعل
تلك الجماعة السلفية.
وعندها،
يصير من السهل تأليب العامّة ضدّهم. لأنّ السّلفي وإن نجح في توصيف الداء الذي
يُعاني منه المجتمع، فإنّه أخطأ تكتيكيّا:
·
مرّة أولى في التعبير المشخّص لهذا المرض.
·
ومرّة ثانية وهي الأخطر في طريقة معالجة الحالة.
وكان
عذره في الأولى قلّة خبرته، وفي الثانية شعوره بالخيبة في الطريقة التي تنتهجها
حكومة الثورة لتسيير شؤون البلاد.
إضافة
لهذه الأخطاء التكتيكية، فقد وقع السلفيّ في خطإ استراتيجيّ فادح، وهو اعتقاده أنّ
كلّ مقوّمات الإصلاح قد توفّرت لديه، وصار بإمكانه إحداث نقلة نوعية في هذا
المجتمع. ولكنّه –أي السلفيّ- لم يُدرك أنّ النظام العالمي الرسمي بذراعيْه
الإعلامي والمالي قد استفاق من الغيبوبة التي أصابته خلال شهر الثورة التونسية وقد
استعاد سيطرته على الوضع من كلّ جوانبه.
كلّ هذا لا يعني أنّ على السلفيّ اليوم
التخلّي عن منهجه والتنازل عن مشروعه الإسلامي، ومن ثَمّ الانخراط في الحياة
السياسية ضمن حزب وسط اليسار أو يمين الوسط، أبدا.
ولكن عليه أن يعضّ على دينه
بالنواجذ، مطبّقا قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قُل آمنت بالله ثمّ استقم،
مُستحضرا الآية الكريمة: وَمَا
أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ، إِنْ أُرِيدُ إِلاّ
الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ
تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ.
والسلام،
عثمان الدرويش
02
/ 11 / 2012
مسؤولية
وحقوق هذه المادّة لصاحبها
نسخة
هذا المقال كاملا على الرابط التالي: http:// penseesopinions.blogspot.co m/2012/11/blog-post_2.html
.
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire