.
المقال الذي أغضب صديقي بسبب جملة اعتراضية فيه: إعادة تنزيل
المقال الذي أغضب صديقي بسبب جملة اعتراضية فيه: إعادة تنزيل
يوم دفن البراهمي: دعاة الديمقراطية يُفسدون اجتماعا
للمعارضة في العالية
لم أكن أنوي تنزيل هذه الخاطرة في يوم دفن محمد البراهمي، حتى
لا أُفجّر قنبلة في مجتمع يعيش لحظات تشنّج شديد. ولكنّ ما عايشته هذه الليلة
27/28 جويلية 2013 والخبر المنزّل (الصورة المُصاحبة) على موقع الحقيقة التونسي،
وهذا رابطه: http://www.alhakika.tn/?p=17193
دفعني للتوضيح التالي:
حوالي منتصف النهار –السبت 27- اتّصل بي صديق من نداء تونس
ليدعوني لاجتماع يُعقد ليلا أمام مقهى بالعالية. وذكر لي أنّ عبد الوهاب الهاني
(حزب المجد) سيكون من بين الضيوف. وبما أنّني كنتُ قد حضرتُ للرجل وناقشته في
مناسبتيْن سابقتيْن، قبلتُ الدّعوة. مع العلم، أنّ الزيارة الأولى لعبد الوهاب
الهاني للعالية تمّت في جوان 2011 (أي قبل انتخابات أكتوبر 2011) كانت موفّقة، وقمتُ
بتغطيتها في مقاليْن اثنيْن. أمّا الزيارة الثانية –ديسمبر 2012- فقد تمّ إفسادها.
وكنتُ قد نزّلتُ وقتها مقالا بعنوان: وسقطت جرّة الهاني في العالية، هذه المرّة. هذا رابطه: http://penseesopinions.blogspot.com/2012/12/blog-post_9320.html
الاجتماع كان مُقرّرا هذه الليلة على الساعة العاشرة ليلا.
ولكنّ التزامات شخصية جعلتني أصل المكان بعد ثلاثة أرباع الساعة. قطعتُ الشارع
جيئة وذهابا، فلم أجد أثرا لتظاهرة. عدتُ أدراجي للمقهى الذي اعتدته، ولديّ
احتمالان اثنان: ربما تمّ تأجيل الاجتماع أو إلغاؤه بسبب تشييع جنازة المرحوم محمد
البراهمي. أو تمّ إفساد اللقاء قبل انطلاقه. وقد كان الاحتمال الأوّل هو المُرجّح
عندي.
وما إن أخذتُ مقعدي في المقهى حتى بادرني صديق: ماذا حدث منذ
قليل؟ عندما كنّا في صلاة التراويح سمعنا ضجيجا ينبعث من الشارع المجاور، لم
نتبيّن فحواه. عندها أدركتُ أنّ الاحتمال الثاني هو الذي حصل. اتّصلتُ بالصديق
الذي دعاني أستوضح الأمر. فأكّد لي أنّ جماعة محسوبة على الحزب الحاكم تقدّمت منهم
مُنادية بشعارات استفزازية. فقرّر المنظّمون رفع الاجتماع قبل انطلاقه.
فجأة عمّت الفوضى الركن الآخر من المقهى. التفتّ فإذا هو
شجار حادّ بين نهضوي وجبهوي، وتبادل للعنف اللفظي حسب ما بدا لي. وقد أعود لهذه
المسألة لاحقا. بعد قليل مرّ بالجوار قريبٌ –وهو من جلساء المقهى الذي كان سيحتضن
الاجتماع- ناديته فاقترب. وقبل سؤاله انهال الرجل سبّا وشتما لجماعة الحزب الحاكم.
استوقفته مُستوضحا، فقال: نُصبت المنصّة قبالة المقهى ووُضعت مُكبّرات الصوت. وما
هي إلاّ لحظات حتى جاءت مجموعة (50 أو 60 نفرا) وبدأت بالصياح –الشعارات المعروفة
لدى الجميع-. وفي نفس الوقت تجمهرت في ركن الشارع الملاصق للمنصّة مجموعة من
النساء بنفس العدد تقريبا، وبالشعارات ذاتها. أمّا البوليس فقد وقف مُتفرّجا
للحظات ثمّ تقدّم من أصحاب المنصّة عارضا عليهم تأمين خروجهم. فكان ذلك فعلا.
أنصار الحزب الحاكم الجالسون لجواري، كانوا يستمعون للرواية في
إعجاب ولم ينفوا ما حصل. بل أنّ بعضهم راح يرفع عدد المُحتجّين أضعافا ويُبالغ في
طريقة طرد أزلام التجمّع وأقزام المُعارضة –حسب أقل وصف منهم-.
وبعد تدخّلي العاديّ المُتشنّج ونقاشي الحادّ مع أغلب الحاضرين،
أنهيْتُ بالقول: والله، -وليس من عادتي القسم- لو جاء حمّة الهمامي أو الباجي قائد
السبسي لحضرت اجتماعهما من أوّل لحظة، رغم بُغضي لراديكالية الأول وكُرهي للثاني
شخصا وتصرّفا...
والسلام، عثمان الدرويش
28 / 07 / 2013
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
. .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire