توقيت صلاة الجمعة بين التوظيفيْن السلفي والحكومي
أطلّ علينا بعد 14 جانفي 2011 مُتطفّلون في الدين وفرضوا صلاة الجمعة في أول وقتها، أي بعد الزوال مباشرة. وانصاع الجميع لأوامرهم إلاّ القليل النادر من الأئمة.
صحيح أنّ الله سبحانه وتعالى لم يترك للإنسان المجال لتحديد مواقيت الصلاة، وجعل أوقات الصلوات الخمس تعتمد على ظواهر فيزيائية، بل حتى أسماء تلك الصلوات الخمس جاءت في علاقة مع حركة الشمس.
ولكنّ الله تعالى استثنى صلاة الجمعة في أحكامها ووقتها، وقال في سورة الجمعة: [إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ] أي ترك للإنسان مجال تحديد وقت صلاة الجمعة بالذات حسب إجماع أهل المدينة أو الحيّ أو المصنع، كالجماعة التي تنتظر غيرها والجماعة التي لا تنتظر غيرها. وسنعود بإطناب لهذه المسألة لاحقا،بإذن الله.
وبعد هؤلاء المُتطفّلين، جاءنا مفتي وزارة الوظيفة العمومية-وهو وزير يساري-. وربما لأسباب إيديولوجية، غيّر في دوام العمل يوم الجمعة ليُصبح حصّتيْن -صباحية ومسائية- كبقية أيام الأسبوع. وأضاف يوم السبت ليوم الأحد ليجعل منهما عطلة أسبوعية مُطوّلة للراحة والإنفاق.
وهنا يكون الوزير اليساري -من حيث يعلم، أو لايعلم- قد اصطاد يمينيْن اثنيْن بقرار واحد: ضَيَّقَ الخناق على اليمين الأصولي المُتوحّش، وأسدى خدمة عظيمة لليمين الرأسمالي المُستكرش.
وتعاقبت الوزارات وتوالى تحجيم اليمين الأول وبسط ذراع اليمين الثاني، حتى وصلنا إلى قرار التوقيت الصيفي للعمل المؤرخ في 28 جوان 2021:
يوم الجمعة: من الثامنة صباحا إلى الواحدة والنصف بعد الزوال (الصورة المصاحبة)
السؤال: بما أنّ صلاة الجمعة تُقام قبل الواحدة بعد الزوال في الأغلبية الساحقة من جوامعنا -إنْ لم نقل كلّها-، فمتى يُغادر مُوظّفنا عمله لأداء صلاة الجمعة في أقرب جامع؟
والسلام، عثمان الدرويش
01 /07 / 2021
مسؤولية وحقوق هذه المادة لصاحبها
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire