.
دليل آخر على
خيانة التأسيسي للشعب
الكلّ يعلم أنّ
المجلس التأسيسي جاء نتيجة انتخابات راقية أشرفت عليها الهيئة العليا المستقلّة
للانتخابات.
اليوم، عوض أن
يتمّ تفعيل هذه الهيئة بقرار أو قانون، أنشأ المجلس –أو هو بطور إنشاء- هيئة
انتخابات أخرى "مُستقلّة" أو أقلّ استقلالية. فلماذا يصرّ أعضاء من
المجلس دائما على إضاعة الوقت بسبب أو بدونه؟
لو صدقت نيّة
هؤلاء في الإصلاح لتمّ إحياء الهيئة السابقة مع تعديل في صلاحياتها وتغيير في
هيئتها أو حتى إعادة تركيبتها (فإن كان رئيسها الجندوبي قد تلاعب فعلا بأموالها،
وإن كنّا نشكّ كثيرا في هذه التسريبات).
فالأمر في اعتقادنا ينحصر في إطالة عمر
هذا المجلس. هذا المجلس الذي يعرف الجميع يوم ولادته، ولكن لا أحد يُمكنه أن
يتنبّأ بساعة وفاته. فالمؤتمنون عن الشعب قد احتاطوا لهذه المسألة جيدا. ودستورهم
الصغير حدّد كلّ كبيرة وصغيرة وضبط كلّ شاردة وواردة تستوجب تغيير وزير أو حكومة
أو رئاسة جمهورية، ولكنّ دستورهم أهمل –عن قصد- التنصيص على الإجراءات القانونية
التي يُمكن اتّباعها لو طرأت أحداث عطّلت أو أخلّت بالسير الطبيعي للمجلس التأسيسي.
مثال عمليّ لما
ذكرناه: لنفترض أنّ الدستور أصبح جاهزا في مارس الحالي أوأفريل المقبل. ولكن بعد
القراءات المُتعدّدة، فشل المجلس في إقراره واضطُرَّ لعرض هذا الدستور على
الاستفتاء الشعبي. فما هي هيئة الانتخابات التي ستكون جاهزة لإجراء الاستفتاء؟ هل
ستكون هيئة الجندوبي المنتهية صلاحيتها، أم هيئة التأسيسي التي لم تولد بعد؟
وفي الحالتيْن
علينا الانتظار طويلا حتى تجهز عملية الاستفتاء، ثمّ الانتظار طويلا مرّة أخرى حتى
يقع انتخاب مجلس نيابيّ جديد يحلّ مكان المجلس التأسيسي المُوقّر.
مع تحيات خواطر
وآراء
01-03-2013
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire