أسهل فعل تجييش العامّة، وهذه المرّة على المستوى المركزي

4-  عندما يختلط الحابل بالنابل: أسهل فعل تجييش العامّة / لكن هذه المرّة على المستوى المركزي

كنّا عرضنا هذا الأسبوع مقالا بنفس العنوان عبّرنا فيه عن استغرابنا من تجييش العامّة على المستوى المحلّي (العالية). واليوم تحوّل استغرابنا فزعا ورعبا ونحن نستمع للمستشار السياسي لرئيس الحكومة لطفي زيتون يقوم بابتزاز العامّة عاطفيّا، ويدعوها إلى مظاهرة حكوميّة رسمية. إذ يقول حسب تصريح إذاعيّ حسب الرابط المرجع: http://www.facebook.com/photo.php?v=257896004314081

[...وأنا أدعو مرّة أخرى الشعب والشباب خاصّة نقول لهم أنتم ترون التضحيات وتشويه السمعة الذي يتعرّض لها رئيس الحكومة ويتعرّض لها أعضاؤه ومُعاونوه ومُستشاروه... يوم 31 أوت نريدكم بكثافة لدعم هذه الحكومة وللوقوف معها، ولدعم النّاس الذين يتعرّضون لهذه الحملة وتشويه السمعة. أنا أحبّ أن يكون الردّ شعبيّا هذه المرّة على هؤلاء. نحبّ إرجاع الحراك الثوري الذي خوّفهم بعد 14 جانفي وأرعبهم. نحبّ نَقْلَ الخوف إليهم، لِجِهتهم. أعوان ابن علي، أعوان المخلوع الذين لا يزالون يُطلّون برؤوسهم الآن... 31 أوت هناك تجمّع في القصبة لدعم إجراءات مقاومة الفساد.] انتهى كلام لطفي زيتون./.

·        إذا كانت الحكومة هي التي تدعو النّاس للتظاهر في الشارع لمُساندتها في إجراء قضائيّ خالص، فماذا بقي لي أنا المواطن البسيط لتعبير عن رأيي إذا كنتُ مِن غير مُريدي هذه الحكومة؟

·        إذا كان التجمّع الشعبيّ لدعم إجراءات مقاومة الفساد كما قال المستشار، فهذا يعني أنّ "الحكومة الأقوى في تاريخ تونس الحديث بعد الإستقلال" حسب تصريح الوزير رفيق عبد السلام منذ يوميْن، أنّ هذه الحكومة –بكلّ آلياتها- قد فشلت في أوّل محاولة لمقاومة الفساد، وبالتالي فمن المنطق أن يخرج الشعب لإزاحتها.

·        إذا كانت دعوة المستشار للتظاهر الشعبيّ للتنديد بما يتعرّض له رئيس الحكومة وأعضاؤه ومُعاونوه ومُستشاروه من تشويه للسمعة. فالأجدر بهذا الشعب أن يخرج للدّفاع عن سمعته هو، والتي يتمّ تشويهها يوميّا في برامج تلفزيون ما بعد الثورة. وقد حلّلنا هذه النقطة في مقال: لماذا "اللوجيك السياسي" دون غيره؟ هذا رابطه:  http://penseesopinions.blogspot.com/2012/08/blog-post_25.html   

·        إذا كانت الدعوة الرسميّة للتجمّع أمام قصر الحكومة بالقصبة لتبرئة المُستشار من "تهمة" مِلكيّة  قناة تلفزية، نعيد ما قلناه بخصوص برنامج "اللوجيك السياسي" وصاحبه في المقال المشار إليه للتوّ: [ ذهب الحمار بأمّ عمرو، فلا رجعت ولا رجع الحمار. وحديثنا قياس: فلا رجعت القناة ولا رجع صاحبها]

·        حول ما ورد في التصريح المصاحب: [أعوان ابن علي، أعوان المخلوع الذين لا يزالون يُطلّون برؤوسهم الآن] نردّ على هذه النقطة بعنوان لمقال سابق هذا رابطه لمن يرغب في الردّ كاملا: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=357068054365510&set=pb.214140315324952.0.1346192046&type=3

      [RCD dégage]الفصل الهزليّ الأطول في المشهد الثوري الحديث

ونختم بما قاله إبراهيم طوقان أخو فدوى، وسنظلّ نكرّر: 

                        في أيْدينا بقيّة من بلادٍ فاَستريحوا كي لا تضيع البقيّة.                              

والسلام، عثمان الدرويش
29 / 08 / 2012

.