Pages

Nombre total de pages vues

mardi 4 octobre 2022

رأي في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف -1/الاحتفال بالمولد النبوي من قضايا الفروع التي يسع فيها الاختلاف

.
رأي في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف -1

أولا، المنطلقات:
الاحتفال بالمولد النبوي من قضايا الفروع التي يسع فيها الاختلاف.

·        فالاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس عيدا هو أعظم من العيد. العيد لا يكون إلاّ مرّة واحدة في السنة، بينما الاعتناء بسيرة محمد صلى الله عليه وسلّم وآدابه دائمة وغير مُقيّدة بزمان ولا بمكان. وقد جاء في القاموس: احتفل بالشيء أي أصبح ذا شأن عنده، ولم يحفل بالشيء أي لم يهتمّ به. 
·        هو نشاط اجتماعيّ لتحقيق خير دينيّ مشروع، ولم نسمع أحدا يقول إنّ الاحتفال بالمولد هو أمر تعبّدي أو زيادة في الدّين. وبالتالي فهو لا يندرج تحت حديث الرسول (ص) [من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد] والمقصود بأمرنا حسب المفسرين هو أمر الدين. وليس في الاحتفال بالمولد أفعال تمسّ بجوهر الدين كإحداث صلاة خاصّة (العيد مثلا) أو صوم مخصوص (مثل عاشوراء).  
·        وهو فعل دنيويّ بنيّة التقرّب إلى الله. فإدخال الفرحة على الأهل والتوسيع على الأقارب يجعل الاحتفال بالمولد في خانة الحديث الشريف: [من سنّ سنّة حسنة... ومن سنّ سنّة سيّئة] والمقصود بالسنّة الحسنة هنا حسب أهل الذكر، استحداث أمر في غير الدّين لم يكن من قبل وفيه خير للمسلمين.
·        وهو ليس بدعة ضلالة بالقياس على حادثة الصحابة الذين أجابوا عن سؤال الرسول (ص): "جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا لدينه ومَنّ علينا بك" فأقرّ فعلهم بقوله (ص): إنّ الله يُباهي بكم الملائكة.
  • ترك الاحتفال بمولده (ص) لا يعني آليّا تحريم ذلك الفعل. فلا تحريم إلاّ بنصّ شرعي صريح، بدليل الآية 7 من الحشر: [وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا]  فالآية لم تقل وما تركه (ص) فاتركوه . ويدعم هذا الموقف قوله (ص) [... وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا]. وقد ترك (ص) أفعالا دنيويّة ولم يُنكرها على صحابته، مثل تركه (ص) أكل لحم الضبّ لأنّه عافه من دون أصحابه. 

والله أعلم... يتبع بإذن الله

والسلام، عثمان الدرويش
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
19 / 01 /2013
07 / 03 / 1434  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire