.
دروس جديدة من الثورة الفلسطينية في يوم العودة
الطَّرِيقُ إلَى فِلَسْطِينَ لَيْسَتْ بِالْبَعِيدَةِ
وَلاَ بالْقَرِيبَةِ ، إنَّهَآ بمَسَآفَةِ الثَّوْرَةِ !
القولة عن صفحة: الجمعية
التونسية لدعم فلسطين
...
نحن في الذكرى 73 لنكبة 15 ماي/ أيار 1948.
اليوم 14-05-2021، المشهد ضبابي والرؤية
غير واضحة. وحتى نحتفظ بمعنويات مرتفعة، رأينا إعادة تنزيل مادة سنة 2011 وبنفس
المناسبة. حيث عشنا – حقّا - يوم العودة
بنكهة الثورة.
/منذ 15ماي 1948 والشعب الفلسطيني يطالب بحق
العودة إلى وطنه الأم وتتالت القرارات الداعمة: من مجلس الأمن والجمعية العامة
للأمم المتحدة والهياكل المتنوعة والأحزاب على مختلف مشاربها وأُمضيت معاهدات
واتفاقيات شتى في نفس الغرض ولم يتمكّن الفلسطيني طيلة هذه المدة من العودة (باستثناء
اتفاقية أوسلو والتي عاد بموجبها بعض المهجّرين ولكنّ اليهود سرعان ما نقضوا العهد
وتخلّصوا من العائدين بالحبس [مثلما وقع للكثير] والقتل
[مثل عرفات،الرنتيسي،أحمد ياسين] وبالترحيل [مثلما وقع للمعتصمين بكنيسة المهد في
بيت لحم في مثل هذا الشهر من عام2002]).
واليوم، يوم15ماي
2011 عندما أراد الفلسطيني العودة استجاب له القدر، أي عندما غيّر ما بنفسه غيّر
الله حالة الشعب الفلسطيني من مُهجَّرين في الشتات إلى مواطنين على أرض فلسطين ولو
لساعات أو حتى لدقائق. والمستخلص هو التالي:
1- اقتحام المُهجَّر
لفلسطين لم يكن تحت بند أممي أو اتفاقية منظمة أوشعار حزب أو صورة زعيم، وإنّما
كان الاقتحام مسلّحا بإيمان بالقضية وحجارة من الأرض وعلم للوطن.
2- الاقتحام لم يكن
من جهة جسر الملك حسين الأردني الممضي على واد عربة، ولا من جهة رفح السادات
المصري الممضي على كامب دافيد، وإنّما كان الاقتحام من جهة مارون الراس المحمية
بالجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة والجيش الصهيوني:
ومن جهة مجدل شمس بالجولان المغلقة بالجيشين
السوري والصهيوني:
3- الاقتحام لم يتمّ
من جهة الأردن الرسمية الرافعة هذه الأيام شعار التحول المبارك، ولا من جهة المجلس
العسكري المصري للثورة والتغيير، وإنّما الاقتحام تمّ من جنوب لبنان الذي طالما
فرض مستوطنوه الشيعة -من بني جلدتنا- الوصاية على الفلسطينين الراغبين في العودة، كما تمّ
الاقتحام من الجولان السوري الّذي طالما رفع رئيسه شعار المقاومة.
4- صحيح أنّ الاقتحام
تمّ لوقت قصير في الزمن ولكنّه أسقط ورقة التوت على الرسميّين وأشباه الرسميّين
سواء الرافعين منهم لشعار السلام كخيار استراتيجي، والمحترمين للشرعية الدولية حتى
وإن كانوا في مجلس ثوري، أوالمتشدقين منهم بالممانعة والجهاد حتى وإن استعرضوا
سابقا قوتهم لغاية أو لأخرى.
5- صحيح أنّ الاقتحام
تمّ بثمن باهض في الأرواح (10 في مارون الراس و5 في مجدل شمس)، ولكنّه غيّر في
نكهة الشهادة، فهناك فرق بين استشهاد لاجئين على أرض غريبة اسمها حمام الشط أو
سيدي بوسعيد (تونس) وبين أن يتجاوز المُهجَّر الحدود مُتحدّيا الرصاص ويسير لأمتار
في فلسطين ثم يسقط بعدها شهيدا يروي بدمائه الأرض التي طالما حلم بالعودة إليها.
6 - وعلى علاقة بالموضوع، هناك فرق في أن تشعر
بالمرارة أثناء الحرب على غزة 2008 عندما تنادي في الجامع (غزة غزة رمز العزة)، فيلوذ
الجميع بالفرار منك. وأن تشعر اليوم 16 ماي 2011 بالسعادة عندما ترى نفس
الشعار(غزة رمز العزة) وقد خُطّ على جدار بمحطة التاكسي، بقلب مدينة العالية.
والحمد لله رب
العالمين/ عثمان الدرويش
16 / 05 / 2011
مسؤولية وحقوق هذه المادّة لصاحبها
.
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire